في واحد من أسخى كرنفالات أهل الخير، وصل ثمن حلقتي أذن طفلة يمنية من الحديدة مصابة بالسرطان إلى (60) مليون ريال في مزاد علني خصص لدعم مرضى السرطان دشنه صباح اليوم الأربعاء الدكتور محمد علي مجور – رئيس مجلس الوزراء- ومعه الدكتور أبو بكر القربي - وزير الخارجية، والشيخ عبد الله بن حسين الأحمر- رئيس مجلس النواب، وعدد من الوزراء ورجال المال والأعمال، ومسئولين في مجلسي الشورى والنواب – وأعضاء في السلك الدبلوماسي ورجال المال والأعمال. فقد افتتح المواطن أبو رحاب من محافظة الحديدة الفعالية بحلقتي أذن (خروص) فلذة كبده التي خطفها مرض السرطان، ليعرضهما في مزادٍ علني بدأ ب(100.000) ألف ريال يمني ورسا على (60.000.000) مليون ريال يمني، في أول حادثة لأغلى (حلقتي أذن) من الذهب. وقد استهل حفل تدشين الحملة الوطنية الخامسة لرعاية مرضى السرطان بمسرحية عرضت على خشبة المركز الثقافي – بصنعاء، أثارت حزن وتعاطف كل من عايشوها، الذين لم يستطيعوا حبس دموعهم وهم يعايشون فصولها الدرامية المأساوية التي تترجم حالة الميسورين للمال لمواجهة أمراض السرطان- والذي فتك بالكثيرين من البشر وأغلبهم من الأطفال، نتيجة لعدم مقدرتهم دفع تكاليف مواجهته. وأكد الدكتور مجور- في كلمة على هامش الفعالية- على ضرورة التكامل وتنسيق الجهود الرسمية ومنظمات المجتمع المدني المحلية والإقليمية والدولية، ووضع الاستراتيجيات والخطط والبرامج المشتركة اللازمة لمواجهة أمراض السرطان، معتبراً أنه من أخطر وأكبر التحديات الصحية على المستويين المحلي. ودعا مجور المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان إلى العمل و التركيز على الجوانب التوعوية لمواجهة هذا المرض الفتاك، بكافة السبل الوقائية للتخلص منه وذلك من خلال أهمية توفر و تطوير الأساليب الكشفية والعلاجية في المراكز المتخصصة. وثمن الأدوار الكبيرة والإنسانية النبيلة التي تظطلع بها المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان للتخفيف من آثار هذا المرض من خلال دعمها لمراكز مرضى السرطان، وتعزيز الوعي الصحي في أوساط المجتمع. وقال مجور: إن إصدار المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان للاستراتيجية المنهجية لمكافحته، والتي ترتكز على المحددات العملية والإدارية في مجال التوعية والكشف المبكر، وبناء القدرات، وإجراء الأبحاث العلمية والميدانية سيساعد في تعزيز دور المؤسسة في مكافحة هذا المرض بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة الحكومية المعنية ونوه إلى أن استفادة المؤسسة من عضويتها في الاتحاديين الدولي والخليجي لمكافحة السرطان سيسهم في تطوير نشاطها، ومد جسور الشراكة مع منظمة الصحة العالمية، وتتطرق مجور إلى دعم الحكومة للمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان التي تحظى برعاية فخامة الرئيس على عبد الله صالح- رئيس الجمهورية ضمن مبادراته الإنسانية في تأسيسها، ودعوته الصادقة إلى يد العون والمساهمة في إنجاح برامجها الوقائية والعلاجية لهذا المرض الخطير، متمنيا للمؤسسة دوام التوفيق في نشاطها الإنساني العظيم. من جهته حذر رجل الأعمال عبد الواسع هائل سعيد - رئيس مجلس أمناء المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان من خطورة المبيدات الكيميائية التي تسهم في تفشي الأمراض السرطانية المختلفة، مشدداً في نفس الوقت على ضرورة إخضاع كافة المبيدات الموجودة في الأسواق للرقابة والتأكد من مطابقتها للمواصفات والمقاييس. وأشار إلى أن إدارته قدمت الكثير من الأدوية المختلفة لمرضى السرطان مجانياً والتي وصلت بقيمة (259) مليون ريال استفاد منها أربعة آلاف و (192 ) مريضاً، بالإضافة إلى أن المؤسسة جهزت أربع قوافل تشخيصية إلى بعض المحافظات المحتاجة لغرض التشخيص والعلاج المجاني والتوعية الصحية في إطار اهتمام المؤسسة بالتوعية والتثقيف الصحي. ولفت إلى أن أربع حملات وطنية نفذتها المؤسسة بهدف التوعية والتثقيف الصحي، وعرض مشاكل السرطان في اليمن لخلق رأي عام عن السرطان في جميع شرائح المجتمع، مبينا أن المؤسسة قد قامت بالتوعية والتثقيف الصحي في جميع وسائل الإعلام المختلفة، ودشنت العديد من الندوات التلفزيونية والإذاعية وطباعة المنشورات وإصدار كتيبات وتوزيعها على نطاق واسع تتضمن شرح تفصيلي عن سرطان الثدي وطرق الوقاية منه إلى جانب حملات توعوية على مستوى الجامعات والمدارس. وتخلل حفل تدشين الحملة الخامسة لمكافحة السرطان تقديم عدد من الفقرات الإنشادية، وعرض مسرحية هادفة تطرقت إلى الهموم والآلام التي يعانيها مريض السرطان، والدور الذي يلعبه العمل الخيري في التخفيف من معاناته ومساعدته على تحمل نفقات العلاج.