تبدو حياة المرأة ظاهرة تماما في القرآن الكريم بدءا من زوج آدم عليه السلام (حواء) يقول تعالى: (وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين.فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين. فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم) (البقرة/35,36,37),وقد حذر الله تعالى آدم وحواء معا من إغراء الشيطان: (فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى) (طه/117). وفي ذكر الرسالات السماوية السابقة والأنبياء السابقين ذكرت المرأة زوجة وأما وأختا وابنة,فقد ذكرت زوجة النبي نوح والنبي لوط (ع) على أنهما لم يتبعا هدى الله ولا آمنا برسالتهما ولذلك ضرب الله بهما مثلا في العصيان (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأة لوط ) (التحريم/10). كما قص القرآن الكريم ما حدث من زوج إبراهيم (ع) حين بشرته الملائكة بالولد وحكى القرآن الكريم ما كان من استغرابها لأنها كانت عجوزا وكان إبراهيم (ع) شيخا كبيرا يقول تعالى : "قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إن هذا لشيء عجيب) (هود/72). وقد ورد ذكر أم موسى (ع) في القرآن الكريم: ( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين) (القصص/7). كما أورد القرآن ذكر أخت موسى، وما حدث منها حين بصرت بأخيها ورأته بين يدي آل فرعون فنصحتهم بأن يرضعوه عند أمها وأمه (وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون. وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون.فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون) (القصص / 10-13). وروى القرآن الكريم قصة زواج موسى النبي (ع) من ابنة شعيب (ع) ورأى الابنة في موسى (ع) حين نصحت أباها بأن يستأجره وقالت كما ذكر القرآن الكريم (إن خير من استأجرت القوي الأمين) (القصص/26). واستمع نبي الله إلى رأى الابنة وفهم مرادها بل وسعى في إنفاذه على نحو ما ذكره القرآن الكريم. لقد كانت حياة المرأة وشؤونها محل اهتمام القرآن الكريم وذكرت نساء عديدات في الوحي المنزل من رب العالمين زوجات الأنبياء وأمهات المؤمنين وأخوات للأنبياء والمرسلين وبناتهم وذكرت وأخوات للأنبياء والمرسلين وبناتهم وذكرت امرأة فرعون وملكة سبا وامرأة عمران واختصت مريم ابنة عمران بمزيد فضل في الذكر – وذكرت امرأة العزيز وصواحب يوسف (ع). ولكن حتى تكتمل صورة المرأة في القرآن الكريم ينبغي أن نتعرض لآيات قرآنية عديدة ربما ظن البعض أنها تحتاج الى بيان وتوضيح – فالمرأة كما أوردنا تظهر في القرآن الكريم بكل وضوح أنها من الزوجين اللذين خلقهما الله تعالى لتعمير الأرض وأنها تتمتع بالكرامة التي وهبها الله لبنى آدم كما تظهر الولاية المتبادلة بينها وبين الرجل حين يجمعهما الإيمان (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) (التوبة/71). ويظهر التساوي في الكيان الإنساني – تجمعهما النفس الواحدة التي خلق منها البشر – والرجال والنساء بعضهم من بعض آية قرآنية وحقيقة ملموسة ماديا في حياة الناس والمسؤولية واحدة والجزاء واحد أمام الله عز وجل.