الكتابة من خارج الحدود فيها شي من الوجع بيد إن أحداً لن يصدق ذلك باعتبار انه من "نكع" من البلاد "زبط" الفقر – علي حد تعبير البعض- غير إن الفقر هو في الحقيقة من "يزبطنا" ويرفسنا، ويقذف بنا علي باب الله في ارض الله الواسعة.. ليمد بعد ذلك رجليه ويوسع في طول وعرض البلاد، فيسرق عمرنا ويقزّم طموحاتنا.... تحلم بمشروع زواج ومنزل تستلقي تحت سقفه ومبلغ تبدأ به مشوارك في الدنيا فيأتي الفقر ويسقط كل أحلامك تلك بالضربة القاضية... عل حد علمي إن الأمام علي رضي الله عنه قال: ( لو كان الفقر رجلا لقتلته)! اليوم الفقر أصبح رجاااااااال ونص ... وقديما قيل لنا في المدرسة إن الفقر ظاهرة اجتماعية، ومن يومها يرفض أن يدير لنا ظهره.. يواجهنا في الوطن فنرحل عنه معلنين هزيمتنا لنبدأ حياة جديدة خارج الوطن- تفتقر لكل مقومات السعادة الأسرية.. تشتاق لحنان الأم، وابتسامة الزوجة، وتوبيخ الأب..! انه فقر من نوع آخر.. نقص في كيان حياتك الشخصية، وانهيار ركن من أركان السعادة البشرية.. كل هذا بسبب سي الذكر (الفقر)! فماذا بوسع الواحد منا أن يفعله..!؟ في الشارع يواجهك احدهم: اعطني لله، أنا فقير! وفي العيادة يخبرك الدكتور إنك تعاني من فقر دم.. وحينما لا تقوى علي تحمل ذلك، ببساطة يخبرك الأخصائي عن انزلاق في فقرات عمودك الفقري... وأمام هذا لم تستطع الجمعيات والمنظمات سوى الدعوة إلى تحديد النسل، وكأنهم- وعلى استحياء- يريدون أن يقسطوا الجنس علي خلق الله..! أما الحكومات فوجدت من عبارات (القناعة كنز لا يفني)، و(الصبر مفتاح الفرج)، و(ما ضاقت إلا وانفرجت) متنفس وحيد لإقناع مواطنيهم بفضيلة الفقر، وإن الفقراء أول الداخلين إلى الجنة يوم القيامة حتى يُخيل لك إنك أمام خطيب جامع، وليس رئيس حكومة..!