ما الفرق بين الممنوع والمسموح في عالم تتعدد فيه القيم والثقافات وتختلف النظرة الى الصواب والخطأ أو الخير والشر؟ متى يصبح الفعل خطيئة ؟ ومتى نغفرها؟ ثم من قال أن المرأة أكثر عاطفة أو هشاشة أو ضعفا من الرجل ؟ الجميع يقول .. وثقافتنا العربية وجانب من موروثنا الذكوري البالي يؤيد ويكرس لهذه القاعدة المحسومة سلفا . أنا افجر قنبلة .. نعم وأعرف أن اكثر من 99% يقرون بهذه المعلومة أو الحقيقة “البديهية” ويعتبرونها مؤكدة وعلى اساسها يتم تغييب وإقصاء المرأة عن المساهمة في صنع القوانين والقرارات السياسية وتقاسم السلطة بالتساوي مع الرجل، رغم أن وحشية الرجل بحاجة دائما الى ترويضها من قبلها والكثير من الحروب والكوارث ما كانت لتحصل لو كان الامر بيد النساء ولعاشت البشرية بحال افضل وواقع أكثر انسانية. علما بأني لا أمانع من تكون المرأة ذلك “الكائن العاطفي الرقيق الضعيف” ولا بأس بذلك ان كانت الاعراف والتقاليد والقيم والقوانين المعمول بها تنسجم مع هذه المعلومة التي نعتبرها حقيقة ويقرها المجتمع بأسره.. لا بأس ان كان كل ما يحدث في الواقع يتطابق مع طبيعة العاطفة الغالبه لدى المرأة حتى لا نكون مصابين بانفصام في الشخصية على الاقل، لكن يحدث أن هذه النظرية التي يروج لها المجتمع تطبق بشكل عكسي تماما، فالمرأة عاطفية البنية نظريا لكننا نطالبها بالقوة والحنكة و برجاحة العقل تطبيقيا.. في الوقت ذاته الذي نسمح فيه للرجل المتعقل القوي بالمناورة والتسيب بحجة الغريزة والعاطفة ! كيف ؟ وهل حقا كتب على الرجال أن يخونوا زوجاتهم وحبيباتهم في لحظة ضعف من النوع الثقيل ؟ الهذا نطالب المرأة برجاحة العقل وضبط العاطفة أو حتى التجرد منها لصالح عاطفة الرجل وغرائزه ؟ ولهذا السبب ايضا تغفر النساء الخيانة ؟ ثم لا تنساها ! ألاننا ببساطة نؤمن ايمانا قاطعا بأن المرأة تتحمل خيانة الزوج بالقليل من الضرر والدموع ، ثم تنسى كل شيء وتتعود وتتغاضى . طبعا لا يتساوى الجنسان في اللعب على الحبال الا أن المرأة الخائنة تدرك مسبقا أنها تستحق القتل وأن المجتمع بأكمله سيتولى حسابها ويتكفل بالعقوبة الجماعية ! ونحن نفعل ذلك لأننا عمليا نعامل المرأة على عكس ما نسقطه عليها من صفات تعكس سمات العاطفة والرقة والضعف .. في حين نغفر لمن يمتلك رجاحة العقل والجلد والقوة سقطاته ونزواته ونعتبرها “لحظة ضعف” أو “نزوة”. نستوعب الرجل ونبرر له رغم رجاحة عقله وتكوينه الذي يفترض أن يمنحه السيادة على العاطفة ! فلا رجل يقتل في جريمة شرف أبدا !! الا أن هذا ما يحدث للمرأة رغم طبيعتها العاطفية الهشة! اذن .. هي لحظة شقاوة وطيش شباب ليس الا .. يصبح الرجل طفل صغير قاصر العقل عديم المسئوليه لأننا ببساطة لا نريد محاكمته ! الا تبدو “عاطفية المرأة ” و “عقلانية الرجل” شماعة نعلق عليها التقهقر الاجتماعي والفكري الذي نعيشه وبقناعة نحسد عليها ! ثم الا يبدو هذا فجورا ثقافيا !!