- السعودية/ بقلم: عبد القيوم علاَّو - تحدث المتحدثون، وكتب الكتاب، ونقد الناقدون وكبر الشعب وهلل، ولكن كيف كانت النتيجة وماذا فعلت الأسماء اللامعة في سماء اليمن "مجلس النواب اسم كبير وأمل صغير ، ومجلس الشورى الحاضر الغائب، والهيئة العامة لمكافحة الفساد والتي قال رئيسها إنها لا تمتلك العصا السحرية فهي مقيدة بالقوانين والقبيلة، والجهاز المركزي الذي أصاب كافة أجهزته الصدأ فأصبح غير صالح للعمل". الكثير والكثير من الهيئات والأجهزة والمجالس التي تقتات من قوت الشعب وتلعب بمئات الملايين من الدولارات التي تذهب في أدراج الرياح وعادةً تقيد القضية ضد مجهول رغم أن الفاعل معلوم، ولكنه محمي بالقبيلة التي يُحْضَر الاقتراب منها فهي تمتلك السلطة والمال وهي الدولة وهي القانون تُفَصِلَهُ كيفما تشاء لا رادع لها فهي تَرْدَعُ ، ولاتُرْدَعْ وأحزاب سياسية تعارض كل شيء وتعمل لصالح الأجنبي. أموال الشعب تنهب في كل مكان في الداخل وفي الخارج وأجهزتنا المصبوغة بصبغة الاسم بدون المسمى أجسامها تأكلها الديدان، وأصابعها تقطع وتوزن بالميزان.. فضيحة أديس أبابا عاصمة أثيوبيا هل تهتز لها عروش مجالسنا وهيئاتنا وأجهزتنا؟ بالتأكيد الجواب سيكون بالنفي لأنها لا تمتلك من أمرها رشدا، مبلغ 200 ألف دولار تذهب بغمضة عين ولا من شاف ولا من دري.. سفير وملحق ثقافي وتجاري ومالا نهاية من الأسماء! إذن: من الجاني ومن المجني عليه في هذه القضية؟ وزارة الخارجية لا تعلم شيء، ووزارة الثقافة راكبة الهواء يوجهها حيث يشاء، وسفيرنا المبجل لا يعرف عن موظفيه شيء فجسمه في أديس أبابا وروحة طائرة تحلق في سماء أوربا؟ قطع الطريق، ونهب الأموال وسلب المسافرين ليست جريمة في نظر القبيلة وشيوخها، وعليها مقاومة السلطة إذا تجرأت على القبيلة، وإذا أرادت أن تثبت أن للدولة قانون وان هيبة القانون هو هيبة الدولة تسارع القبيلة إلى داعي "النكف" لمواجهة الدولة ومقاومة أجهزة الأمن.. قبائل تم تقسيمها إلى قبائل مقاتلة وقبائل مُحَكَمَةٌ وقبائل مسالمة.. عبارات وأسماء لا تختلف عن الأسماء التي تدور في فلك الفراغ من المضمون كل هذا شجع وسوف يشجع المنحرفون والشواذ والخارجين على القانون أن يتمادوا في غيهم، وفي ارتكاب جرائمهم ليس على اليمنيين وحسب، بل على ضيوف اليمن، ومن ورائهم قبائلهم التي توفر لهم الحماية في ظل غياب الدولة وركونها على القبيلة في إدارة الأزمات.. متى ستكون القبيلة سنداً للقانون وللنظام؟ ومتى ستكون الدولة هي القانون وهي النظام بدلاً من القبيلة؟ وهل ستنتهي عملية الهجر والتهجير؟ وهل سنوفر الثيران لحراثة الأرض والبقر للحليب والسمن والتكاثر بدلاً من ذبحها في بوابات المشايخ؟ ومتى سيسن قانون يعتبر القبيلة التي تحمي القتلة والمخربين والارهابين والمجرمين مشاركة معهم بأفعالهم ويطبق عليها ما عليهم من عقوبة؟ وخير ما نستدل به على ركون هؤلاء إلى ركن يأويهم هو ما حدث في الهجرين بوادي دوعن محافظة حضرموت من اعتداءات آثمة راح ضحيتها أصدقاء للشعب اليمني ليس لهم ذنب إلا أنهم حبوا اليمن وجاءوا للسياحة وزيارة معالمها كي ينقلوا عنها صورتها التي قرءوها في الأساطير والكتب القديمة وكانت نهايتهم في وادي دوعن، حيث كان الموت في انتظارهم وعلى أيدي الخونة ،والسفاحين قطاع الطرق من المأجورين وعملاء للعناصر الهدامة لماذا؟ لاشيء سوى الفلتان والتهاون والمحاباة ومجاملة شيوخ القبائل على حساب الوطن..! إذن من ياترى له مصلحة بقتل السياح وتخريب الاقتصاد وإضعاف الدولة، وإظهار الأجهزة الأمنية بموقف الضعيف غير القادر على حماية نفسها قبل أن توفر الحماية للضيوف ومن ذا الذي له مصلحة في تجويع الشعب كي يدفعوا به نحو الثورة الشعبية أو كما يسمونها ثورة الجياع أسئلة جوابها واحد ومعلوم للجميع؟ دعونا نرجع إلى الخلف قليلاً فنظرة لماضينا القريب- أي قبل أيام قلائل مضت- وقراءة متأنية ومتجردة من العواطف والمناطقية لما حدث في عاصمة اليمن الشتوية الباسلة عدن، ولتلك الدعوات الباطلة التي انطلقت من حناجر المندسين الخبثاء دعاة الفتنة والمناطقية، فسنجد ترابط وثيق بين ما جرى في الباسلة عدن وما حدث في الهجرين وادي دوعن بمحافظة حضرموت المسالمة والمتحضرة، والتي لم يعرف أبنائها للعنف طريقا نعم المستفيد الوحيد هم أولائك الناعقون واللاهثون دعاة التمزق، عشاق التفرقة العنصرية والمناطقية.. دعوةٌ بل دعوات نوجهها إلى كل ذي بصيرة وضمير حي والى كل محب لليمن ولوحدتنا الوطنية :- ونبدأ أولاً: بإخواننا وآبائنا وأبنائنا في محافظة حضرموت ونقول لهم: انتبهوا أيها الشرفاء محافظتكم هي المستهدفة أولاً وأخيراً من قبل الشللية التي لم يرق لها ما تشهده محافظتكم من نماء اقتصادي وتنموي في ظل الوحدة اليمنية المباركة، وعليكم أيها الشرفاء أن تتذكروا تلك الأيام السوداء التي عشناها وكانت مليئة بالأحزان والماسي، وقد أصاب محافظة حضرموت ما أصابها من تهميش وتجاهل.. لقد وصل بهم الحقد إلى تغيير اسمها الحضاري عبر التاريخ فسموها الرفاق (المحافظة الخامسة) وحاولوا طمس معالمها الحضارية حتى تنسى أو تُنْسَخ من ذاكرة التاريخ، ونسوا أن التاريخ لا ينسخ الأسماء المضيئة في سماء التاريخ فرائحتها تبقى فائحة تعطر صفحات كتب التاريخ، وحضرموت كانت شامخة وسوف تبقي شامخة عبر التاريخ مهما كان كيد الكائدون، وما عليكم يا أبناء حضرموت التاريخ والحضارة إلا الوقوف صفاً واحداً ضد عناصر الردة والارتزاق ممن يريدون أن يعيدون عجلة التاريخ إلى الوراء وهذا المستحيل بعينه. أما الدعوة الثانية: فهي إلى فخامة الأخ الرئيس المشير علي عبد الله صالح، والى الحكومة والقوات المسلحة والأمن، والى مجالسنا وهيئاتنا الجامدة والمتجمدة نقول: إن الذي حدث اليوم في الهجرين بوادي دوعن بحضرموت، وما حدث بالأمس في الباسلة عدن، وقبله في عمران العصيمات، وخارف ومأرب وتعز واب والحديدة وصعده لهو إنذار لنا جميعاً حتى نستيقض من نومنا، وننهض من مراقدنا، ونستشف المستقبل من الحاضر المليء بالمؤامرات التي تحاك ضد وحدتنا الوطنية.. علينا أن نبدأ بثورة صادقة ومخلصة ضد الفساد والمفسدين في الأرض اليمنية، فلا رحمة لمن لا يرحم شعبنا ويتآمر على وحدتنا وثورتنا ويعمل ويخطط على تمزيق كياننا وزرع الفرقة والأحقاد بين أبناء الشعب الواحدة.. عليكم أيها السادة أن تنتبهوا لتلك الدعوات المغلفة بالوطنية وباطنها الانتقام من الوحدة والثورة..! فقد ظهرت لنا دعوات ومبادرات مشبوهة تدعو إلى تقسيم اليمن إلى أقاليم سبعة أو بالأصح إلى مشيخات وسلطنات سبع والى وجود عاصمتين سياسيتين للبلد والتقسيمات هذه مستنبطة من المذهبية والمناطيقية والقبيلة التي يحملها مشروعهم المبتور، ويكفي ما حصل منهم عام 1994م بعد عودتهم الأولى إلى الوطن، فكانوا جسراً لعبور الإمدادات الخارجية للإنفصالين وهربوا مع الهاربين إلى خارج الوطن. إننا واثقون من متانة وقوة وتماسك قواتنا المسلحة والأمن، فوحدتنا محمية بحماية الخالق عز وجل، ثم بحماية الشعب اليمني الوحدوي، ولن تهز كياننا هذه الافعال الاجرامية الرعناء التي يقوم بها ثلة من هواة سفك الدماء وقتل الابرياء.. لن ينالوا ما يبحثوا عنه بإذن الله تعالى..!