بازياد: الأعمال الإرهابية لن توقف عجلة التطور عبدون: حادثة الاعتداء على السياح محاولة لاستهداف سمعة اليمن باحبارة: الاعتداء على المعاهد محرم شرعاً ومنفذو حادثة دوعن مفسدون سراج: الإرهاب يستهدف التأثير على الاقتصاد الوطني جمعة مباركة .. هكذا كان الناس يرددون في الهجرين وغيرها من مدن وقرى حضرموت وبلادنا الحبيبة يوم العاشوراء.. فجأة يلعلع الرصاص مستهدفاً عدداً من السياح البلجيك ومرافقيهم اليمنيين.. الحادث أليم، والنتائج أكثر ألماً.. الكلمات تكاد تختنق في الحناجر ولكنها تخرج معبرة عن إدانة شاملة ورفض قاطع لكل ما حدث.. طموحاتنا أكبر من كل ما حدث حسين محمد بازياد المدير العام للمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون م/ حضرموت: نعبّر عن إدانتنا الشديدة للحادث الإجرامي المتمثل في قتل السائحتين البلجيكيتين بالإضافة إلى المواطنين اليمنيين في منطقة الهجرين بدوعن، هذا السلوك العدواني والإجرامي يتنافى مع قيم الدين الإسلامي الحنيف ويتنافى أيضاً مع قيم وعادات شعبنا الكريم والمضياف الذي يحتفي بضيوفه دائماً ويعبر بصورة خلاقة عن ارتياحه لمن يزورون ربوع السعيدة.. وهذه عملية غير مسبوقة تحدث في حضرموت، خاصة أنها استهدفت أفراداً أتوا إلى بلادنا عزلاً قاطعين آلاف الأميال قاصدين التعرف على تاريخها وعاداتها وحركة النمو والتطور.. جاؤوها ومعهم الأمان والعهد على حماية أنفسهم وممتلكاتهم من الدولة وولاة الأمر.. ووجودهم عامل كبير في رفد الاقتصاد الوطني من خلال مجال السياحة وهو أحد القطاعات المهمة والواعدة في حركة التطور. معاناة عالمية على أنه لا ينبغي التضخيم للحادث كثيراً، فجميع البلدان معرضة لمثل ذلك، وفي الوقت الراهن يعتبر الإرهاب ظاهرة عالمية تعانيها مختلف البلدان والمجتمعات على مختلف جنسياتها ودياناتها ومشاربها، وعجزت عن صده دول كبيرة لها الخبرة الكبيرة والأدوات والأجهزة الأمنية المتقدمة.. وفي إحدى المرات تعرض فوج من السياح الأجانب في مدينة الأقصر المصرية للاعتداء والقتل وتضررت صناعة السياحة المصرية كثيراً.. ولكن للحقيقة أن بلادنا حققت العديد من النجاحات على صعيد ملاحقة الإرهابيين وضربهم في معاقلهم واكتشاف الجريمة قبل وقوعها.. بالإضافة إلى الكثير من النجاحات الأمنية على صعيد حوادث (لمبورج، الضبة، مأرب، كول في عدن).. وكل هذه النجاحات تؤكد أن هناك عيناً يقظة، ولكن كما قلت مسبقاً إذا كانت الأعمال الإرهابية تحدث أيضاً في الدول الكبرى فلا يجوز أن نضخمها على صعيد اليمن.. وعليه لابد ومن الضرورة أن تزداد يقظة الأجهزة الأمنية، وبالضرورة أن تدور عجلة التنمية، وبالضرورة أن نمضي في الإعداد لمؤتمر الاستثمار السياحي والعقاري المقرر عقده بالمكلا من الرابع والعشرين إلى الخامس والعشرين من مارس القادم.. بمعنى أنه لا يمكن ولا يجب أن يكون هؤلاء وهذا الادث وغيره عقبة أمام حياتنا المستقبلية على صعيد السياحة والاستثمار والأمن، ويجب أن ترمي الدولة بثقلها في إطار إقامة المشروعات السياحية والاستثمارية وامتصاص البطالة وكذلك لجم وكبح غلاء الأسعار، واليمن واعدة بالخير ولكن اليقظة وضرب مثل هؤلاء في جحورهم وإعطاء الفرصة للمستثمر اليمني والعربي والأجنبي في إقامة مشروعاته دون عوائق أو عثرات، وأن تحمي الدولة هؤلاء المستثمرين ومشروعاتهم هو المطلوب وما يجب أن يكون، حتى يستطيعوا أن ينعشوا البلاد بمشروعاتهم الاستثمارية والسياحية ويسهموا في الحد من البطالة عبر امتصاص آلاف الشبان في هذه المشروعات، وامتصاص هؤلاء الشبان هو امتصاص لفقر الكثير من الأسر التي تعاني الفقر.. والدولة من الضرورة أن تواصل مشروعات مكافحة الفقر، لذلك انتهزها فرصة لأعزي أسر الذين قُتلوا في هذه الجريمة، وأتمنى ألا توقفنا هذه الأعمال ولا توقف طموحاتنا.. وأتمنى لبلادنا التقدم والرفاهية بإذن الله تعالى. أعمال وحشية دخيلة د. عبدالله حمود سراج نائب عميد كلية العلوم الإدارية بجامعة حضرموت: الحوادث الإرهابية والأعمال العدوانية التي تستهدف بالدرجة الأساس ضرب المنشآت الاقتصادية والحركة السياحية في الصميم، أحداث تشهدها الأقطار العربية والدول الإسلامية في السنوات العشر الأخيرة وما من شك أن مثل هذه الأعمال الوحشية دخيلة على مجتمعنا الإسلامي والعربي واليمني وتتنافى مع ديننا وقيمنا الإنسانية والأخلاقية، فهي تمثل مرضاً تخلقه مؤثرات مختلفة ومتعددة، ولن أتحدث في هذه العجالة عن نبذ ديننا الإسلامي الحنيف لمثل هذه الأعمال فهذا أمر متروك لأهل الاختصاص، كما لن أتكلم عن الأسباب والدوافع التي تقف وراء تلك الأفعال الشاذة، وأسس المعالجات التي تتناولها في جوانبها الدينية والنفسية والأمنية، وسينصب حديثي باختصار شديد على الآثار الاقتصادية لهذه الظاهرة، والتي للأسف تتكرر بين حين وآخر، وكلما بدأ الوضع الاقتصادي في الاتجاه نحو الاستقرار والتحسن تخلق مشاكل هنا وهناك. وضع الاقتصاد لاشك أن الوضع الاقتصادي قد تأثر نتيجة هذه الجرائم الإرهابية على الرغم من الجهود المبذولة في الاتجاهات كافة للحد من آثارها السلبية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي: - انخفاض معدل النمو الاقتصادي.. وذلك نتيجة تباطؤ معدلات النمو، وتأثيرها على القطاع السياحي، فلقطاع السياحي في اليمن يعد من أهم القطاعات التي تتأثر بشكل كبير جداً بهذه الأحداث، وذلك بسبب تراجع أعداد السياح الأجانب في اليمن بفعل الخوف على أرواحهم، حيث ظلت اليمن في فترات في نظر بعض دول العالم من المناطق غير المحببة للسياحة فيها، وكلما تحسنت الأوضاع واستقرت نفاجأ بعملية أخرى.. هذه العمليات التي خلفت ضحايا أبرياء كمقتل السياح الأسبان في معبد بران، والسياح البلجيك في منطقة الهجرين بدوعن، وغيرها أضرت بالحركة السياحية مما أثر على مستوى التشغيل الاقتصادي للفنادق، وإفلاس بعضها، كما تأثر سلباً أصحاب الوكالات السياحية والعناصر المكملة للخدمات السياحية المختلفة من نقل ومأكل وغيرها.. وعلى الصناعات الصغيرة والمتوسطة المرتبطة بالقطاع السياحي، وهي كثيرة مثل التحف، المجسمات والملابس التقليدية.. إلخ، ناهيك عن قطع أرزاق عدد من المشتغلين بهذا القطاع والذين تضرروا من جراء مثل هذه الأعمال، كما أن للإرهاب تأثيراً على البطالة نتيجة تعطل الكثير من المشاريع في كافة القطاعات بسبب الخوف من الاستثمار، ولهذه الظاهرة تأثير على التضخم، حيث نلاحظ زيادة في الإنفاق الاستهلاكي دون وجود إنتاج حقيقي للمجتمع في ظل توقف عجلة الاستثمار في البلد. وبدلاً من توحيد الجهود الشعبية والحكومية لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى اليمن من خلال تحلي المواطن بحسن الضيافة والتعامل الأخلاقي والإنساني النبيل مع الضيوف والسياح الأجانب، واتخاذ الحكومة إجراءات تسهيل المعاملات، وإجادة التسويق والدعاية للمناطق السياحية والترفيهية، وتحسين القضاء، وتوفير الأمن بما يضمن جذب الاستثمارات للبلد، تؤدي هذه الأعمال الإجرامية إلى كبح هذه الجهود والنوايا، ويسهم مرتكبوها في الإساءة إلى سمعة اليمنيين قاطبة. قتل النفس المعاهدة لا يجوز شرعاً الشيخ والداعية الإسلامي ناظم سعيد باحبارة إمام وخطيب مسجد عمر في المكلا: الحادث المؤسف الذي وقع في منطقة الهجرين من محافظتنا التي تعرف بالأمن والأمان والطمأنينة، وأنها أرض الخير والعطاء والمجورة الطيبة والأخلاق الحميدة المتوارثة.. وهذا أصبح علامة وصفة من صفات الحضارم على طول المدى، وهذه الأمور لم تتخلف عنهم بفضل الله عز وجل ومازال يشهد لهم بذلك الجميع، وهذه أخلاق مغروسة في النفوس لم يأخذوها تتطبعاً ولكنها بالطبيعة، وزادها الإسلام، وزادتها الأخلاق الإسلامية، وزادتها كذلك الصحوة الإسلامية المتفهمة التي تسير على منهج أهل العلم وعلى منهج الصواب، رزانة وقوة وصحة.. ولذلك مثل هذا الحادث والاعتداء على أناس أجانب مدنيين لا علاقة لهم على حسب ما هو معروف وظاهر بما يتعلق بالأمور العسكرية أو أمور سياسية أو أمور مضرة بالبلد، فهذا دون شك إثم كبير، ولابد على الإنسان أن ينظر في هذا الأمر قبل أن يقدم على عمل مثل هذا، لأن النبي عليه الصلاة والسلام شدد على موضوع قتل النفس المعاهدة، حيث يقول صلى الله عليه وسلم: «من قتل نفساً معاهدة لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً». والمعاهد هو الشخص من أهل الكتاب الذي بيننا وبينه اتفاق وهدنة على أن يدخل بلادنا ويبقى فترة فيها.. وهناك من يسمى المستأمن في الأحكام الإسلامية، والذمي الذي له ذمة عندنا وهو الذي تعطى له ذمة الله ورسوله وأمان ألا يمس ويعيش في بلدان المسلمين وله حقوق وعليه واجبات لأنه رضي العيش وأحبه في بلادنا المسلمين. أما بالنسبة فيمن يسمى معاهداً فهذا يبقى فترة كأن يكون عنده صك (مهمة زيارة، بقاء لأداء شيء معين في فترة معينة)، ولا يمس بسوء، ونبلغه مأمنه ونحافظ على حياته لأنه ربما اهتدى للإسلام، بل يمكن أن نكون له خير عون على توضيح الإسلام وسماحته.. وكثير من هؤلاء أسلموا بسبب نبل أخلاق المسلمين قبل سيوف المسلمين.. كذلك المستأمن سواء المعاهد نفسه أو المستأمن الذي يدخل في وقت معين، ومادام هؤلاء المستأمنون أو الذميون لم يخرقوا العهد، وخارق العهد هو من يضر المسلمين، مثل نشره للفساد بالقتل أو يضع سماً للمسلمين أو يتلاعب بالأدوية أو يهرب مخدرات أو أسلحة أو يخرق قوانين البلد، وخرج عن العهد المتفق عليه وخانه، وهذا يبلغ عنه، ولا يقدم على قتله مباشرة لأن الحدود لا يقيمها إلا ولي الأمر، فلو قام كل فرد بتطبيق الحدود بنفسه لترتبت عن ذلك مفاسد وذلك باتفاق العلماء فينظر في أمره ولي الأمر فقط.. وحصل أنه في زمن شيخ الإسلام ابن تيمية عندما سب أحدهم الرسول صلى الله عليه وسلم قام بنفسه بتبليغ ولي الأمر، ولما حصل من ولي الأمر تفريط جمع الناس وبلغهم بما وقع وبذلك أدى الذي عليه ولم يصل الأمر إلى إباحة دمه لأن الرجل المتهم أتى بشهود عند ولي الأمر على عدم وجود ما أتهم به وقبل منه ذلك.. ولذلك أربأ بكثيرمن إخواننا المسلمين الفقهاء وأهل الصحوة والضمير الحي أن يقعوا في مثل هذا، ولا أظن أن يقع في مثل هذا الأمر الخطير إلا من يريد أن يجر ضرراً على البلاد بصريح العبارة، وقد يكون هذا الإنسان أخذ أجراً على هذا الأمر أو له غرض في نفسه لكنه إنسان صاحب عقيدة أو فهم أو له مقصد صحيح ولا يمكن أن يكون كذلك، لأن عملاً كهذا سيجر على البلاد أموراً كثيرة من المضار سواء كانت اقتصادية أم اجتماعية أم على صعيد العلاقات ووضع وإقدام البلد على حالة بعيدة عن الاستقرار والطمأنينة والانفتاح على الاستثمار وحركة البيع والشراء والتبادل التجاري ليس فقط بين أبناء البلد بل الذين يأتون من الخارج بما يخدم عامة الناس الذين يحتاجون إلى قوة الاقتصاد، والأمن هو أساس الحياة.. ولكننا مطمئنون على تفهم المسئولين والناس عامة وجيران اليمن والحكومات الأخرى أن ما حصل لا يمكن أن يجر على العامة كلهم، ولا يعاقب الجميع بذنب الواحد.. وأسأل الله أن يوفق وأن يصلح الحال وأن يهدينا إلى الرشاد والصواب. جرح .. وإجماع غسان سالم عبدون نائب رئيس تحرير صحيفة شبام حضرموت: ماجرى في منطقة (غار السودان) بالقرب من الهجرين بمديرية دوعن لم يكن يستهدف قتل أنفس بريئة من سياح بلجيكيين ومرافقيهم اليمنيين فحسب، بل هو رسالة ملطخة بدماء و(رصاص) الإجرام في محاولة يائسة لاستهداف سمعة وطن بأكمله، وحقيقة ديننا الإسلامي الحنيف وقيم شعبنا اليمني الكريم المضياف ..أكثر من طلقة توزعت بين أجساد سياح أبرياء ورفقائهم اليمنيين الذين ذادوا بنخوة اليمني المعروفة عن ضيوفهم، لكن صوت وإجرام أصحاب النفوس الأمارة بالسوء كانت أقوى وإلى حين.. امرأتان بلجيكيتان والسائق اليمني أردتهم رصاص الغدر والجبن، وإصابات كثيرة دون جريرة ارتكبوها سوى أنهم ضمن ركب أشقائهم وبين أصدقائهم من البلجيكيين واليمنيين البالغ عددهم وقت ذاك أكثر من 12 سائحاً بلجيكياً ومرافقيهم من اليمنيين كانوا في طريقهم إلى وادي دوعن بعد زيارة قام بها هؤلاء السياح لمناطق وادي حضرموت، سيئون وشبام والهجرين.. كانوا يستظلون بظلال الترحاب والكرم اليمني الأصيل والأمن والأمان المشهور في محافظتنا الحبيبة الآمنة حضرموت أسوة بمحافظات الجمهورية.. جاؤوا يستطلعون روعة الإبداع الإنساني والمعماري والطبيعي الذي تتمتع به هذه المناطق التاريخية. لماذا حضرموت؟ من قبض زناد الغدر وأطلق رصاصات الغدر ليس غبياً في اختياره الموقع والمستهدفين بل والتوقيت (تصوروا بعد لاة الجمعة في يوم عاشوراء المبارك).. وبالتالي هم يحملون رسائل البغض والكراهية والحقد الدفين لوداعة هذا المكان وطيبة ناسه وعظمة منجزاته ومعالمه التاريخية.. هكذا ارتكبوا حماقتهم الجبانة الدخيلة على هذه المحافظة، ومن الطبيعي أن يحظى الجرح الذي أصاب الوطن عموماً وحضرموت خصوصاً وهي تستعد لاستقبال أول مؤتمر استثماري سياحي عقاري وطني دولي أواخر مارس القادم بتضميدات (الإجماع) من مواطنين وأعضاء مجالس وسلطة محلية ومنظمات مجتمع مدني وأحزاب وتنظيمات سياسية واتحادات إبداعية وجماهيرية ورجال دين وعلماء وشخصيات اجتماعية وغيرهم.. من البديهي أن يضع الجميع يده بيد أجهزة الأمن وقواتنا المسلحة للضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المريضة العبث بأرواح بريئة وتشويه سمعة وطن، ونقل صورة مغلوطة عن دين عظيم عماده الرحمة والاعتدال والوسطية والحق ونصرة المظلوم والتكافل وهو ديننا الإسلامي الحنيف.. إجماع سيتواصل بإذن الله تعالى ليس في شدائد الأمور فحسب بل وفي كل ما يهم رفعة ونماء واستقرار وتطور هذا البلد العريق القوي بأبنائه وبقيادة ابنه البار فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، ومعه كل الشرفاء الأوفياء لهذا الوطن.. وحفظ الله يمننا الغالي من أي مكروه. دعوة لاستنهاض الهمم والعبر سالم بن صالح الشاؤوش من أعيان مدينة الهجرين: - لم يصدق الأهالي في مديرية دوعن ومنطقة الهجرين عامة وأهلها الطيبون ذلك الخبر الفاجع الذي وصل إلى مسامعهم وهو ذلك الحادث الأليم الذي تعرض له الفوج السياحي ومن معهم من مرافقين يمنيين يوم الجمعة قبل الماضية على طريق دوعن العام على يد أولئك المجرمين الغادرين الذين ليس لهم وازع من دين ولا وجه حق في ما اقترفوه حين استحوذ الشيطان عليهم فانتهجوا فكراً ضالاً ومنحرفاً حتى امتلأت قلوبهم بذلك السم الزعاف ألا وهو طلقات الغدر التي أودت بحياة الأبرياء . أما المجتمع فقد تملكته حالة من الذهول والأسى والتعاطف مع أولئك السائحين والسائقين الذين أدوا صلاة الجمعة في جامع الهجرين، كما قال من شاهدهم ومن بينهم ذلك العامري تغمده الله برحمته وألهم أهله الصبر والسلوان، وندعو الله أن يمن بالشفاء العاجل للمصابين.. وكم كان المشهد مؤثراً عندما اصطف المواطنون على مختلف أعمارهم وهم يحاولون تعقب الجناة ورصدهم، وكم كان المشهد جميلاً وهم يحاولون إنقاذ الجميع في مشهد يدل على شهامة اليمنيين ومد يد العون للجميع دون تفريق بين جنسهم أو لونهم أو دينهم، ليؤكدوا بالدليل القاطع أن ما حدث من مرتكبي هذه الفعلة الشنعاء لا يعبر عن طيبة وأخلاق وسماحة ونبل اليمنيين وأنهم لا يمتون بصلة لنا. التفاعل وشجب هذا الحادث لم يقف عند ذلك بل شارك الجميع شيباً وشباناً رجالاً ونساءً في المهرجان الذي أقيم في مدينة سيئون تعبيراً عن سخطنا لهذه الجريمة ووقوفنا ضد الإرهاب بمختلف صوره وأشكاله.. وشخصياً شاركت بقصيدة شعرية بعنوان (إدانة واستنكار بألسنة الشعار) في ذلك المهرجان الذي أعتبره اصطفافاً جماهيرياً ضد ذلك وكل ذلك. اعتداء على وطن علياء عمر الحامدي عضوة الهيئة الإدارية لاتحاد نساء اليمن محافظة حضرموت: - ما حدث من اعتداء على السياح الأجانب (البلجيكيين) نحن كنساء، وكشريحة من المجتمع اليمني ندين هذا الاعتداءً لأننا تريد الضرر الذي سيسفر عنه وما له من نتائج ومخاطر كبيرة على بلادنا وحياتنا واقتصادنا وأمننا.. والاعتداء عليهم نعتبره اعتداءً على وطن وليس على مجموعة أفراد.. وبكل عبارات الشجب والإدانة ندين هذا التصرف اللا أخلاقي واللا إنساني.. ولا يختلف اثنان على أن ما تم يعتبر تصرفاً غير مسئول قام به فرد أو أفراد خارجين عن القانون والشرع والعقيدة.. ولا يختلف اثنان على أن حضرموت بعيدة كل البعد عن أفعالهم الإجرامية وأغراضهم.. فحضرموت متميزة بسلامتها وبأمنها وبطيبة أهلها. والحضارم معروف عنهم وسمة من سماتهم استقبالهم للضيف وحسن الضيافة والكرم، ولا أحد منا يرضى إطلاقاً بما حدث. وإن شاء الله نقول: إن هذه الحادثة ستكون آخر الحوادث التي ستحدث في حضرموت وفي كل ربوع الوطن العزيز الغالي بتكاتف الناس الخيرين والحريصين على سلامة الوطن وأمنه، لأننا نعتقد جازمين بأن كل ذلك ليست مضرة بالأفراد الذين راحوا ضحيتها بل مضرة بالوطن بأسره وبحياتنا ومستقبلنا واستقرارنا.. ويقع على عاتق الجميع دور التصدي لمثل هذه الحوادث.. ومن موقعنا كمنظمة جماهيرية مرتبطة بالحياة اليومية لشريحة واسعة من الشعب نقوم بدور كبير في توعية أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا حول النتائج الخطيرة المترتبة عليها، فالأسرة جزء من المجتمع، والمجتمع جزء من الوطن.. ومتى ماكانت الأسرة آمنة مستقرة مترابطة سيكون الوطن آمناً مستقراً.. ونتمنى القبض على متسببي تلك الأحداث وأن ينالوا جزاءهم وسنكثف جهودنا في الفترة القادمة تجاه تحقيق تلك الأهداف.