تظل الشعارات واللافتات كما هي لا تغير من الامر شي، ويظل أصحابها القوميون ودعاة العروبة القدامى والجدد في مستوى تلك الشعارات ما لم يكن هناك إيمان صادق بالقضايا العربية التي دعت وتدعو إلى "القومية" و"العروبة" والتضامن!! فكم من أحزاب في الساحة اليمنية، بل والعربية، وقيادات حملت فوق رؤوسها شعارات القومية وعناوين الوطنية لا لأجل دولة او شعب ولكن لأجل مصالح توقفت.. ومنذ عشرات السنين ولم تتحقق من تلك المصالح والطموحات شي حتى بقدر قبضة اليد!! كم من هتافات سمعناها في أرض الوطن كانت ولا زالت تطلقها بعض أحزاب المعارضة اليمنية التي لا يهمها سوى الوصول إلى السلطة بأي وسيلة حتى لو كان الثمن قضية وطنية ومصلحة شعب ووطن بأكمله كالقضية "الفلسطينية" الكبرى التي لا تتحمل الشعارات واللافتات والهتافات المزيفة بل تحتاج هذه القضية اولاُ إلى إيمان بالقضية وإحساس بالمسئولية، وعمل وطني صادق تترجمه فيما بعد تلك الشعارات! أما أن تكون المسأله متوقفة عند حد شعار او رمز وبنود تضاف إلى أهداف الاحزاب فهذه هي الوطنية المزيفة والخداع بحد ذاته، وهذا ما نلتمسه جميعناُ بسهولة عند البعض ممن وصلوا إلى مستوى عالٍ من الاستيلاء على عواطف الناس في محاولة إقناعهم ان احزابهم تأسست من أجل مثل هذه القضايا التي يتأثر بها الكثيرون فعلاُ، وانهم يخدمون القومية والعروبة وغيرها من الدعايات، مع ان الجميع يعلم ان مثل هؤلاء تغيضهم كثيراً مبادرات رئيس الجمهورية المشير علي عبد الله صالح- الوطنية والقومية- التي تصب في خدمة أبناء الشعب الفلسطيني، متوقفين عند حد الصراع الحزبي الداخلي لانهم يعرفون تماماُ ان المواطن اليمني أصبح اليوم قادراُ على التعاطي مع مختلف القضايا والامور وأكثر أدراكاُ ووعياً من الماضي، وكل مبادرات الرئيس اليمني الشجاعة تزيد من أنصاره وهذا ما لا يتمناه خصومه القدامى والجدد !! هذه لفته بسيطة لبعض تلك الاحزاب المعارضة التي تتخبط قياداتها بين أروقة المصارف المالية وصالات السفارات للمتاجرة بالشعارات القومية، وتحويلها إلى أشبه ما يكون بتماثيل (الآلهة المقدسة) المصنوعة من تمر في الجاهلية، التي كان صاحبها يلتهمها متى طابت له نفسه إلتهامها وتناسي أنها "ربه الوثني" المقدس!! أما "جمعية كنعان" فهي موجودة في الساحة اليمنية منذ يوم تاسيسها.. انها ليست مثل أي حزب يسعى لكسب عواطف الناس من أجل الوصول إلى السلطة او كسب المصلحة الشخصية، فهي تقوم بدور وطني بارز وتربطها علاقة قوية بالشعب الفلسطين وقضاياه وتساهم اسهام حقيقي في دعم الفلسطينيين وتوثيق روابط الصلة والأخوة بحسن نية واخلاص كبير من خلال تقديم المساعدات اللازمة والمناصرة والمشاركة بفعالية في أحياء المناسبات الوطنية من خلال أقامة المهرجانات والاحتفالات في اليمن، او المشاركة بالوفود الرسمية من الجميعة في أي بلد عربي اخر تقام فيه المناسبة.. جمعية "كنعان" اصحابها يختلفون تماماُ عن الكثير ممن سبق ذكرهم، وجمعيتهم "الكنعانية" الفلسطينيةاليمنية قد تأسست لدلالات تاريخية تؤكد روابط الأخوة على مدار آلاف السنين، فالكنعانيون هم القبائل العربية التي قدمت من اليمن لتعمر أرض فلسطين حيث بنى "اليبوسيون" الكنعانيون مدينة القدس.. وكما قالوا اخواننا في جمعية كنعان " كلنا لكنعان وأرض كنعان دوماُ لنا"! فهل يتنازل أصحاب المصالح وعشاق الكراسي والحكم بأن يهتفوا "كلنا لكنعان وكنعان دوما لنا"، أم أنهم سيستمرون في مغالطة أنفسهم ومحاولة اقناع الاخرين بوطنيتهم وقوميتهم لأجل المصالح الحزبية والشخصية على حساب مصالح الاخرين المشردين والمعوقين والايتام والارامل من أبناء الشعب الفلسطيني..!؟