أطلق السيد محمد إمحمد عبد العزيز- الممثل الإقليمي لمكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا- يوم أمس الخميس الموافق 26 يونيو 2008م التقرير العالمي للمخدرات للعام 2008م، والذي كشف عن إتزاناً نسبياً طبقاً لما ورد بإصدارات الأعوام القليلة الماضية للتقرير. وكشف التقرير - حصلت "نبأ نيوز" على نسخة منه- أن معدل استخدام المخدرات بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 15و 64 والذين قاموا بتعاطي المخدرات مرة واحدة على الأقل خلال العام الماضي شهد إنخفاضاً حيث وصل إلى أقل من 5% من إجمالي سكان العالم من ذات الفئة العمرية، كما أن إجمالي متعاطي المخدرات الواقعين تحت دائرة خطر الإدمان يصل إلى نحو 26 مليون نسمة أي 0.6% من إجمالي سكان العالم من البالغين. وأشار التقرير الحالي إلى مجهودات المجتمع الدولي عبر مائة عام من الجهود التي تم بذلها لمواجهة مشكلة المخدرات (وبالتحديد في عام 1909 حيث إلتقى المجتمع الدولي بشنغهاي لبحث مشكلة المخدرات الوحيدة التي كان يعرفها العالم آنذاك آلا وهي إنتشار تعاطي المواد الأفيونية، ففي ذلك الوقت تعدت أعداد المتعاطين عشرات الملايين في الصين). إلا أن التقرير العالمي للمخدرات للعام 2008 يحمل رسالة هامة ألا وهي: أن الوضع الذي شهد إتزاناً لا بأس به خلال الأعوام الماضية معرض لتهديدات يجب مواجهتها مثل إرتفاع حجم الزراعات الأفيونية ونبات الكوكا، وإرتفاع نسب التعاطي في البلدان النامية. وقد سجلت أفغانستان رقماً قياسياً للزراعات الأفيونية خلال عام 2007، ومن ثم تضاعف إجمالي الإنتاج العالمي مقارنة بعام 2005. كما أن معظم الزراعات (80%منها) تتم في 5 مقاطاعات في أفغانستان. والحال نفسه بالنسبة لزراعات نبات الكوكا بكولومبيا حيث ارتفعت بنسبة 27% عن تلك النسبة المسجلة في عام 2005 إلا أنها ما زالت أقل من أعلى معدلات كولومبيا والتي تم تسجيلها طبقاً لإحصائيات 2000. وتشير الإحصائيات إلى أن إنتاج الكوكايين المتميز بدرجه عالية من النقاء والتركيز يتم إنتاجه بعشر بلديات (5% من إجمالي بلديات كولومبيا ال 195) وتمثل ما يقرب من نصف إنتاج الكوكايين وثلث حجم الزراعات العالمية وهذه المناطق ليست تحت سيطرة السلطات. شهد سوق القنب العالمي إستقراراً أو إنخفاضاً طفيفاً ورغماً عن ذلك فإن هناك إتجاهات مثيرة للقلق أهمها أن أفغانستان أصبحت منتجا رئيسيا للراتنج القنب، ربما تجاوزت المغرب وكذلك فإن هناك إرتفاعاً في نسب الزراعات الداخلية ببعض البلدان المتقدمة. انخفضت معدلات استهلاك الميثامفيتامينات وعقار الإكستاسي منذ عام 2000 إلا أن ارتفاع معدلات الإنتاج والاستهلاك ما زالت من المشكلات التي يواجهها كل من شرق وجنوب شرق آسيا مما بدأ يؤثر سلباً على منطقة الشرق الأوسط والأدنى. ونظراً لاستمرار الطلب على مخدر الكوكايين بأوروبا ونجاح عمليات عرقلة التهريب عبر المسارات المعهودة لمثل هذه العمليات قامت الجماعات الإجرامية بتوجيه نشاطها لغرب أفريقيا ليتم تهريب المخدر عبرها مما يعد خطراً حقيقياً على الصحة العامة لمواطني هذه البلدان وكذلك يهدد أمنهم. تقع دول الكاريبي ودول أمريكا الوسطى وغرب أفريقيا وكذلك الحدود المكسيكية وسط رحى أكبر دول العالم إنتاجاً لنبات الكوكا/ الكوكايين ( دول الأنديز) وكذلك كبرى الدول من حيث معدلات الإستخدام والتعاطي (أمريكا الشمالية وأوروبا). وقد أشار السيد محمد إمحمد عبد العزيز الممثل الإقليمي إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة تعاطي المخدرات والاتجار غير المشروع بها، دعا الدول إلى تحمل مسئولياتها في منع وخفض الضرر الذي سببته المخدرات، كما أشار إلى أن السيد أنطونيو ماريا كوستا المدير التنفيذي لمكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أكد على ضرورة الاهتمام بخدمات الرعاية الصحية وأنه لابد وأن يتم التعامل مع المتعاطي أو مَن طالته براثن الإدمان على كونه شخصاً مريضاً يحتاج إلى العلاج. كما تناول أيضاً قضايا حقوق الإنسان خاصة فيما يتعلق بعقوبة الإعدام كونها ليست حلاً للمشكلة. "نبأ نيوز" تنشر النص الكامل ل(التقرير العالمي للمخدرات للعام 2008م)