لاشك إن في بلادنا الكثير من الوزارات اسمها يدل على فعلها والمهام المناطة بها وبوزيرها.. وفقط للتدليل، فلدينا وزارة الصحة تهتم وتخطط لصحة المجتمع، ووزارة العمل ترسم خطط وتهتم بكل ما يخص العمل والعاملين، ووزارة التربية والتعليم تهتم بشأن التعليم، أما وزارة الثقافة والإعلام فدورهما معا تثقيف وتنوير المواطنين، ونشر صفات الحب للوطن ولكل الناس ونبذ الكراهية والحقد. لكن قد يسأل سائل هنا: وهل لدينا فعلا وزارة تبث أشكالا من الكذب، وتنشر أطنانا من الأخبار المزيفة لتصل في نهاية المطاف إلى تحقيق وتنفيذ خطتها الإستراتيجية في تعميم صفات الحقد والكراهية عند سواد أعظم من المتلقين!؟ أقول بعد كل ذلك التعجب: نعم..! هذه الوزارة تكاد تكون أسرع وزاره تنفذ خطتها وأهدافها قبل وقت كاف من زمن الخطة، لذا نراها تسابق وتسبق الوزارات الفعلية. لن أطيل عليكم في هذا المقام، ولم أكن أود أن اكتب في هذا المجال لكن هذا الكذب والتزييف والحقد والكراهية استشرى، وطلّ برأسه، وتطاول على رئيس الوزراء الدكتور علي محمد مجور، والموصوف بحنكته وكفاءته وهو الدافع للتنبيه وكشف الأكاذيب. لقد نشرت صحيفة "الأيام" أكاذيب وخبر مضلل (وهي التي تزعم أنها تنشر الحقائق) عن خبر ألفته وقد يكون ألفه من تعتمد عليهم في نشر هذه الأخبار بقصد إثارة النعرات والكراهية والحقد على بعضنا البعض، وتأسيس وهم في عقول الناس سموه "القضية الجنوبية"، بعد أن بدأوه بمسميات "المتقاعدين" و"خليك بالبيت" و"نهب الأراضي" و"الحراك السلمي"، كل ذلك لتثبيت أكذوبة سموها "القضية الجنوبية"!! والأضحوكة هنا أنها (الأيام) تشير إلى علاقة الناشرين بأخيهم الدكتور مجور منذ كان وزيرا للثروة السمكية وما قبل الاستقلال..! لكنني هنا اسأل إذا كانت كل تلك العلاقة المتينة منذ تلك السنين لم تشفع للدكتور مجور في الكذب والافتراء عليه ونشر حديث لم يقله في تلك الأيام في تلك الأمسية في محافظة شبوة، فما فائدة علاقة كل تلك السنين؟ أم أن هدفهم هنا هو التمويه بدلا من الاعتذار!؟ القائمين على تلك الصحيفة زعموا أنهم نقلوا جزءا من تلك الأخبار من موقع الكتروني، فهل من المنطق والعقل والحكمة والخبرة الصحفية أن تكون مصادر صحيفة بحجم هذه الصحيفة تعتمد على أخبار من موقع الكتروني، وفي شخصية رئيس الوزراء!؟ لا ادري إلى متى ستظل تلك الصحيفة على هذا النهج ! وهي صحيفة يزعم ناشريها أنها "مستقلة"..؟ فإذا كان كل ذلك الذي نقرأه فيها وهي تزعم أنها مستقلة فماذا تركت لصحف الأحزاب المعارضة!؟ أم أن وراء الأكمة ما ورائها في أرواق تلك الصحيفة الصفراء!؟ في التاسع من سبتمبر نشرت تلك الصحيفة مقالا لكاتبها "نجيب محمد بابلي" عنونه ضمانات (هلسيه) وتهديد وصل إليه، وأقحم في مقاله الذي علق على مقابلة الدكتور عبد الكريم الارياني، والذي قال الدكتور في تلك المقابلة ما يثلج الصدر ويطمئن القلب.. سؤالي هنا ما دخل الدكتور الارياني في تهديد وصل إليه من "معتوه"!؟ أولم يصل قبله تهديدات من مرضى شتى لأكثر من كاتب!؟ كان الأجدر بكاتب المقال أن يكون موضوع مقاله على المقابلة المذكورة أو التهديد المذكور لا أن يقحم هذا بذاك. وفي نفس اليوم مقال آخر للكاتب "محمد باشراحيل" عنونه "حضرموت الواقع والرفض" ، والرفض هنا هو في خياله فقط . لا أريد أن ادخل في تفاصيل المقال ورغم أن السيد باشراحيل من حضرموت وأنا منها أيضا، لكن يبدو انه لم يكن يعيش فيها وبالتالي لا يعرف المستجدات التي ظهرت فيها والتطورات التي حصلت فيها والتقدم الذي لا يعرفه ويعترف به إلا من كان يعيش فيها قبل الوحدة المباركة وبعدها والقول غير ذلك مجافيا للحقيقة وكذب وتزييف وصناعة حقد وكراهية ونشرها في ذلك المنبر. وبعد نشر كل تلك السموم التي تفرق بين فئات المجتمع عرفت الآن أن من لا يؤمن بوحدة الأمة والبشر لا يستحق أن يكون خبيرا لها. أنني أتعجب في الاستمرار في نشر هذا النهج من التزييف في المعلومات والأخبار وتضخيم الأحداث وصناعة أحداث من الخيال. إن أردت مقارنة هذه الصحيفة بأية صحيفة أخرى في بلد آخر ستجد فيها التحقيقات والريبورتاجات الصحفية والمقالات الناقدة والهادفة للوزارات والمصالح الحكومية والأخبار العالمية والاستطلاعات العلمية والثقافية والرياضية.. أما هنا فان اطلاعك على الصفحة الأولى وفي كل يوم وفي كل الأعداد وما تحتويه من سوء طالع يغنيك عن الدخول إلى الداخل. ولأول مرة نقرأ في صحيفة وبالصور إن مواطنين في الضالع ويافع رفعوا لافتات تضامن مع الصحيفة ضد منتقديها.. يا للعجب! لماذا كل ذلك!؟ هل تحتاج إلى كل ذلك!؟ أم أنها هي التي وضعت نفسها في كل ذلك!؟ أم هو مخطط لها أن تقول كل ذلك !؟ وأقولها صراحة: هناك أيادي خفيه تلعب في تلك الصحيفة، بل قلتها من قبل أنها قد اختطفت ووجهت من قبل تلك الأيادي. إن هؤلاء الخاطفين لا يهمهم الوطن، ولا وحدته، ولا جنوبه ولا شماله، يهمهم أن ينتقموا من كل من هو ناجح لأنهم كانوا فاشلين. خطفوا ذلك الصرح الإعلامي المميز الذي كانت بداياته بعد الوحدة رزينة متزنة حكيمة هادفة، منبر إعلامي كنا نعتز به، والذي كان بالإمكان أن يتبوأ مكانا ارفع بكثير مما هو فيه لو كان بعيدا عن صنع الأحداث والمسميات المناطقية والمذهبية، وبنوا عليه مبنى وزارتهم من أربعة أعمدة من الكذب والتزييف والحقد والكراهية.. فهل تبقى هذه الوزارة دون حسيب أو رقيب!؟ [email protected]