المتأمل بعمق للوضع العام الذي يعيشه الوطن اليوم يصاب أحيانا بالتشاؤم، وأحيانا أخرى بالتفاؤل بغد أفضل- خاصة إذا أيقنا بان الشرفاء في الوطن ليسوا قلة- حتى وان كان واقعنا المشوه يقول اليوم عكس ذلك.. إن أحسنا الظن بالكل نخدع أنفسنا أكثر لان هناك بالفعل من يتربص بالوطن من الداخل قبل الخارج، وهؤلاء المتربصون من الداخل تحكمهم- للأسف الشديد- الانتهازية السياسية، والمصالح الضيقة، والأطماع الشخصية، والأوهام المرضية، والأحقاد التراكمية، والارتباطات غير الوطنية....الخ. حديث مختصر مع كل الذين يتحدثون باسم الوطن- حبا بحق, أو كرها ظاهرا أو مبطن, صدقا أو خداع- ومن وجهة نظري الشخصية، بصفتي مواطن يحب وطنه بحق وكاتب رأي يحترم الكلمة والرسالة النبيلة للصحافة الحرة الصادقة، رأيت أن أوجهه عبر الرسائل القصيرة التالية: • الحزب الحاكم: الميثاق الوطني محصلة لحوار وطني مسؤول وانجاز سياسي يمني حكيم .. والعمل وفق قواعد ومبادئ وأسس هذا الميثاق يجعل من حزبكم الحزب الشعبي الأول على مستوى الساحتين السياسية والشعبية، ومجرد التفكير أو العمل السياسي خارج هذه الأسس أو المبادئ تضر كثيرا بهذه المكانة.. والتصحيح التنظيمي الداخلي لحزبكم شئ لابد منه.. والفساد الذي أضر كثيرا بالوطن وبسمعتكم لابد من وضع نهاية له.. فهل انتم جادون في التغيير؟؟
• الحزب الاشتراكي اليمني: بالرغم من تاريخكم الملئ بالمآسي والسلبيات إلا أن هناك تاريخ وحدوي لحزبكم لا يستطيع أحد إنكاره.. والرجوع إلى هذا التاريخ هو القرار الوطني الأمثل، وهو الوسيلة الوحيدة للرفع من رصيدكم السياسي والشعبي، وإن مجرد التفكير بالرجوع إلى الماضي التشطيري فيه الكثير من الضرر على تاريخكم وحزبكم- إن لم نقل إقصائكم ((شعبيا)) من الحياة السياسية والوطنية.. فهل يتخلى الحزب عن مغامراته المشهورة ومصالحه ومشاريعه الخاصة الضيقة، ويعود إلى المشروع الوطني الوحدوي البناء، بعيدا عن كل المؤثرات والعوامل التي تدفعه إلى الانتحار السياسي عبر هذه البدع الانفصالية الجديدة التي ظهرت مؤخرا تحت مسمى (( القضية الجنوبية)) و((الحراك الجنوبي)) والتي نسجت خيوطها المخابرات الأجنبية المعادية لأمن واستقرار ووحده اليمن. • التجمع اليمني للإصلاح: المشروع الذي تحملونه كإخوان مسلمين قد فشل في الكثير من الدول فلا تحاولوا خداع أنفسكم أو حركتكم انه في اليمن غير.. والسياسة التي تنتهجونها اليوم تتعارض مع القيم والأخلاق التي تدعونها كحزب إسلامي.. وتزكية النفس التي يشتهر الكثير منكم بها مذمة لا يحبها الله ولا رسوله ولا المؤمنون.. و"الغاية تبرر الوسيلة" ليست من الإسلام في شئ, وأهدافكم السياسية لن تتحقق إلا في الإطار الوطني والديمقراطي بعيدا عن التكتيك وخداع النفس والتأويل السياسي للدين. • الأحزاب السياسية الأخرى: التحالفات السياسية في إطار المصالح العليا للوطن خطوة سليمة ومطلوبة وما عداها من تحالف المصالح الضيقة أو الانتفاع المتبادل لن يكتب لها النجاح، وحاجتكم لقواعد شعبية أكبر من حاجتكم لرضا الأحزاب الرئيسية في البلد.. فهل تسعون لتحقيق حاجه الوطن لكم وحاجتكم لشعبكم أم لتحقيق حاجات الغير ومصالحه؟؟ • القوات المسلحة والأمن: دوركم الوطني الكبير لا ينكره أو يشكك فيه إلا جاحد أو لئيم والفترة القادمة من تاريخ وطنكم تحتاج إلى يقظة عاليه كما عودتمونا دائما فأنتم صمام امن واستقرار ووحده الوطن. • الأخ رئيس الجمهورية: تاريخك الوطني حافل بالمنجزات، ومواقفك الوطنية على المستوى المحلي والقومي ملموسة ولا تحتاج إلى مديح والمسؤولية والأمانة التي عليك كبيرة والحمل ثقيل ودورك الوطني والوحدوي في الفترة القادمة من تاريخ اليمن اكبر، والتحدي الأكبر الذي أمامك يتمثل في ثلاث قضايا أساسيه هي: ترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة-- وضع نهاية للفساد الذي أنهك الجميع-- الوصول إلى تحقيق مستوى أفضل للتنمية والحد من ظاهرتي الفقر والبطالة. وهذه القضايا الوطنية الكبرى ليست من الصعوبة على قدراتك الفذة و إدارتك الحكيمة وحنكتك السياسية المشهود لها ولكنها تتطلب فقط تعاون جدي من الجميع سلطه ومعارضه. • الحكومة: تنفيذ برنامج الأخ الرئيس مسؤولية وطنية كبرى تحتاج فقط إلى جديه أعلى وعمل دؤوب بعيدا عن الأرقام المبالغ فيها أو الانجازات التي لم تكتمل أو العراقيل المصطنعة، فالرقيب لعملكم ولعمل أي حكومة هو الله الذي يمهل ولا يهمل. • الصحافة: رسالتكم عظيمة فلا تحرفوها عن مضمونها الوطني النبيل إلى هذه المناكفات من البعض وكثرة القيل والقال من النميمة المنهي عنها أو التحريض السياسي الهدام أو التضليل غير الأخلاقي وغير المهني ولا تجعلوها ((حلقة لصراع الأحزاب)) فالوطن ومصالح الوطن فوق الجميع واجعلوها بحق سلطه رابعة. • الانفصاليون الجدد: التاريخ ملئ بالعبر والدروس وملحمة السابع من يوليو لابد من وضعها في حسبانكم وهذا الوقت الذي تضيعونه والأموال الطائلة المدفوعة سلفا والتي تنفقونها في محاوله بائسة منكم وممن يدفعكم لتشويه صورة الوطن في الخارج أو إلحاق الأذى به أو بوحدته لن تجنوا في النهاية منها شئ سوى الحسرة والندامة ولعنه التاريخ الذي لا يرحم فتحرروا من أنفسكم الأمارة بالسوء وعيشوا أحراراً بحق لا كما يصور لكم غروركم ومصالحكم الضيقة وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا والاستمرار بخداع النفس مهلكه ولا يزال في الوقت متسع للتوبة والرجوع إلى الحق. • دول الجوار ومجلس التعاون الخليجي: اليمن عمقكم الاستراتيجي بحق وحقيقة وليس للاستهلاك الإعلامي والعكس كما تعرفون صحيح وإقصاء الآخر أو التعالي عليه أو تجاهله غير ممكن وليس من الإسلام في شئ, وأمن واستقرار ووحدة اليمن من أمنكم واستقراركم ووحدتكم, وبؤس اليمن وفقره سينعكس بالضر عليكم آجلا أو عاجلا, وسعادة اليمن ورخاءه سينعكس حتما عليكم بالخير والسعادة, والأخوة مطلوبة والمصير المشترك قدر مكتوب، وهذه سنن الله في أرضه وخلقه وكونه التي لا يستطيع أياً كان تحريفها أو تغييرها. [email protected]