- لا أراه ملزماً بشيء! إلا إن أجرينا فحص ال DNA عبر نافذة المطار، ونظرة أخيرة للطائرة التي كانت تقله، تقريباً كل ثلاثة أعوام إلى منتجع أوروبي؛ كان يحدق في جواز سفره كأنه يشاهده للمرة الأولى! وتاريخ ميلاده- يبدو واضحاً، بحبر أسود لامع! أربعون عاماً.. ترى ماذا جنيت منه! أبعد الوسوسة من رأسه حين انتبه أن حقيبته ستغادره إن لم يحملها! فهذه ليست أوطاننا العربية، ولا يوجد من يخدمك ك/ نفسك! هاتفه النقال لم يتوقف عن رنينه، وهو لم يعد صغيراً.. عليه أن يكون أكثر حذراً، وأكثر انتباهاً. تجاوزت الساعة العاشرة صباحاً/ بتوقيت/ وطني ! ردد ببلادة، وهو يجيب على هاتفه، المزعج: - نعم، نعم وصلت، لا تقلقي، مجرد أعمال سأنهيها وأعود.. بالكثير شهر، أو أقل. أصبح يشعر بثقل كبير وهو يطلق الكذبات لتلك التي يلبسها القلق منذ مغادرته، وحتى وصوله مرة أخرى. نسى كل شيء وهو يحتسي فنجان قهوته على بهو الفندق الذي سيقيم فيه إلى ان يجد شقة تفي بالغرض! * هذه المرة سيكون لها طعماً آخر.... فهنا تفتقت "رجولتي "!! - "هبيبي" أنت مدلل ( قالتها بغنج) وهي تسير إلى آخر ممر الغرفة لتبحث عن ثوب يستر ما كشفته أنوثتها! ضحك مترهلاً على مقعد خشبي وهو يتغزل بكلمة/هبيبي/ التي علمها لها كي تنطقها بالعربية وما فتىء أن يجرها إليه مرة أخرى قبل أن تطال يدها ثوبا ً آخر. فاكهة ربيع لم يتجاوز عمرها العشرون، وملامح خريف لم يقنع بربيعه الذي انتهى أوانه! كانت تشده إلى شيء لا يعرفه.. برر لنفسه انه هكذا كل مرة شعر معها، بشيء أكثر اختلافاً من مغامراته السابقة.. ربما لكونها أجمل من رأى حتى الآن! هكذا علل لنفسه.. كان الشهر على وشك الانتهاء عندما تذمرت العاشقة ولم يصمت تذمرها إلا رزمة نقدية من فئة الجنيهات دسها في جيبها، معللاً بأن هذا مجرد، عطية.. إلى أن يعود! ويبدو أن جمالها أو تلك الجاذبية ستجعله يقرر فعلاً ان يعود مرة اخرى إليها.. وما أكثر وعوده التي كان يقولها لغيرها! كانت سيارة والدتها تنتظرها عند بوابة الشقة، رفعت حقيبتها وقبلته قبل ان تغادر إلى حيث الباب فتجره قبلتها الى ما بعد البوابة.... كانت نفس العينان تحملها الأم لكنها بدأت أكثر تجاعيداً من ابنتها الغضة!! وكان يحدق ببلادة إلى عيني أولى عشيقاته.. وعرف إن كل شيء كان مع ابنته له طعم آخر ومختلف!