دُشن الأحد بالعاصمة صنعاء مشروع "بدائل مكافحة عمالة الأطفال عبر التعليم والخدمات الإضافية المستدامة في اليمن (أكسس بلس) الذي تنفذه منظمة ( CHF الدولية) وجمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية وبتمويل من وزارة العمل الأمريكية, بغرض مكافحة العمالة الخطرة للأطفال في اليمن. وفي حفل التدشين- الذي حضره عدد من ممثلي الجهات الحكومية المعنية والسفارات, والمنظمات غير الحكومية المحلية والأجنبية العاملة بذات المجال- أرجع هشام شرف – وكيل وزارة التخطيط والتعاون والدولي ظاهرة عمالة الأطفال إلى صعوبة الوضع الاقتصادي رغم محاولات الحكومة تحسين الوضع التعليمي للأطفال, مؤكداً على سعي الحكومة لحل مشكلة عمالة الأطفال من خلال فتح مجال الاستثمار والقطاع الخاص كون ذلك رديف للإصلاحات الحكومية في تحسين الأوضاع الاقتصادية" حسب تعبيره. وأكد شرف استعداد الحكومة للتعاون في دعم هذا المشروع, متمنياً بذات الوقت تكرار هذه التجربة مع العديد من المنظمات العاملة بذات المجال". من جهتها قالت مديرة منظمة CHF مكتب اليمن السيدة/ كونيرا موور أن البرنامج الذي سيتم تنفيذه لمدة ثلاث سنوات ( 2009م- 2011م) سيعمل على استبعاد (4100 طفل) من أسوأ أشكال عمالة الأطفال , ويحول دون انخراط (3000 طفل) في هذا النوع من العمل الاستغلالي , في أربع محافظات(عدن – حجه – الحديدة- تعز), مشيرةً إلى أن اختيار هذه المحافظات تم بسبب الانتشار الواسع لعمالة الأطفال بها سوى في "مجال الزراعة أو الصيد أو الإشغال الحرفية وغيرها من الأعمال" فيما تم اختيار محافظة حجه بسبب ظاهرة الاتجار بالأطفال وتهريبهم إلى السعودية". وأكدت "على أن المشروع سيقدم مساعدات عينيه للأطفال العاملين للحد من عمالتهم, كالحقائب المدرسية والبدلات المدرسية إلى جانب تلقيهم دروس ورعاية خاصة في المدارس , بالإضافة إلى تحسين خدمات المدرسة وتوسعة نطاقها لتشمل غرفة مخصصة للتعليم العلاجي ويتم تدريب المدرسين على ذلك وغيرها من الخدمات. كما سيعمل المشروع على إيجاد مشاريع مدرة للدخل تساهم في الحد من ظاهرة عمالة الأطفال. وأشارت موور إلى قيام المشروع بعمل بحوث في المناطق المستهدفة لدراسة أسباب الظاهرة وإيجاد الحلول لها, مؤكدةً أن هناك خطط لتعميم البرنامج على عموم محافظات الجمهورية. وشكرت في كلمتها إدارة جمعية الإصلاح لتعاونها الكبير ودعمها للبرنامج السابق "أكسس مينا" خلال الأربع السنوات الماضية, والذي لولاه لما استطاع البرنامج أي تحقيق نجاح" حسب قولها .مضيفةً" إننا في منظمة CHF قد تمكنا من إيجاد علاقة مثمرة للغاية مع جمعية الإصلاح خلال السنوات الأربع الماضية ونتطلع إلى استمرار الجهود المشتركة مع الجمعية لمحاربة ظاهرة عمالة الأطفال في اليمن". وعبرت عن سعادتها لقيام مجلس إدارة جمعية الإصلاح باستحداث قطاع لتنمية الطفولة والشباب الذي سيستمر بعد برنامج "أكسس" ليعمل على قضايا عمالة الأطفال والتعليم في السنوات القادمة". وفي حفل التدشين استعرض الدكتور/ جمال الحدي– مدير مشروع أكسس بلس التجارب النوعية للمشروع السابق " أكسس مينا" للحد من عمالة الأطفال الذي نفذته جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية بالشراكة مع منظمة CHF الدولية، باعتبارها تجربة فريدة أٍستطاع المشروع خلال ذلك إعادة (2800 طفل) إلى المدارس, وحماية(1400 طفل) من العمل والتهريب,كما قدم المشروع بدائل تعليمية واجتماعية. وأوضح الحدي في كلمته أن أهم التجارب التي قام بها المشروع خلال الفترة السابقة تحسين جودة التعليم من خلال تدريب (480 معلم) حول المناهج التعليمية ، وتجهيز وتأثيث (28 فصلاً) , كما تم إحالة (800 طفل) الذين يعانون من صعوبة التعليم إلى فصول المصادر , كما تم إنشاء المدارس الصديقة للطفل في محافظة حجه والمناطق القريبة من الحدود من خلال تحسين البيئة التعليمية ودعم المدارس بالمراكز الشبابية.