رجحت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) انكماش الطلب العالمي على النفط أكثر من المتوقع سابقا هذا العام بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، وهو ما قد يعزز إجراء مزيد من التخفيضات على الإمدادات. وقدرت أوبك أن يتراجع الطلب العالمي خلال العالم الجاري بواقع 580 ألف برميل يوميا ليصل 85.13 مليونا في المتوسط، وكانت التقديرات السابقة للمنظمة تتوقع أن ينكمش الطلب 180 ألفا يوميا. ويُعد تراجع استهلاك النفط خلال العامين الحالي والماضي هو الأول من نوعه منذ أكثر من عشرين عاما خلت مع تفشي الركود الاقتصادي. وجراء الأزمة تراجعت أسعار الخام إلى ما دون أربعين دولارا للبرميل من ذروة أكثر من 147 دولارا في يوليو/ تموز الماضي. وقالت أوبك في تقريرها الشهري إن الطلب العالمي على النفط يواصل تراجعه الحاد منذ العام الماضي، ومن المتوقع أن يستمر هذا النمط السلبي القوي في الفصول الثلاثة الأولى من العام الحالي على الأقل. يُذكر أن توقعات المنظمة بتراجع الطلب أقل من تقديرات وكالة الطاقة الدولية التي تقدم المشورة للبلدان المستهلكة، حيث رجحت أن يتراجع الطلب على النفط خلال عام 2009 بواقع 980 ألف برميل يوميا. ارتفاع المخزون ويتسبب تراجع الطلب في ارتفاع مخزونات النفط، وهو ما رجحت أوبك أن ينال من الأسعار مع تباطؤ الطلب لأسباب موسمية في وقت لاحق هذا العام. وأعلنت واشنطن الأربعاء الماضي سابع زيادة أسبوعية على التوالي في مخزونات الخام التجارية للبلاد، مع استمرار الأزمة المالية في تقليص طلب الشركات والمستهلكين على الوقود. وبذلك يصعد حجم مخزونات النفط في أكبر بلد مستهلك للطاقة بالعالم للأسبوع السابع على التوالي إلى 350.8 مليون برميل. وتتوقع أوبك تراجع الطلب على نفطها "بدرجة كبيرة" خلال العام الجاري بواقع 1.7 مليون برميل يوميا عن مستواه عام 2008، وكانت التوقعات السابقة تشير لتراجع سنوي قدره 1.4 مليون. وكانت المنظمة، وفي مسعى لوقف تراجع أسعار الخام، اتفقت في اجتماعات منذ سبتمبر/ أيلول على خفض الإنتاج بكمية 4.2 ملايين برميل يوميا وهو ما يعادل 5% من الطلب اليومي العالمي. ويتوقع في اجتماعها المقرر الشهر القادم أن تناقش المزيد من تقليص إنتاجها.