أبواب اغلقت واجتمع العروسان في بيت واحد، ونبضات قلب خافقة تكسر هدوء المكان. توتر وترقب وقلق وخوف ودهشة، عروسة تنتظر ماذا سيحل بها وعريس يريد الانقضاض على فريسته في أسرع وقت حتى يثبت رجولته، فهناك في الخارج من ينتظر أن يرى المنديل الأبيض الملطخ بالدماء كما جرت العادة في العديد من الدول العربية ودون ذلك فأن العروس ستكون متهمة في شرفها. والعريس يريد أن يحصل على نقاط الدماء في أسرع وقت قبل أن يبدأ من هم خارج الباب بالهمس والتعليق. تلك هي صورة ليلة الزفاف في العديد من المجتمعات العربية التي تنظر إلى تلك الليلة بأنها ليلة حاسمة ومفصلية وفي غاية الأهمية مما يجعل العروسان يعيشان حالة من القلق والخوف. وربما تصل الأمور إلى الطلاق أو حتى القتل في الليلة الأولى. * المنديل بقي أبيض دون دماء الطلاق حصل فعلا في تلك القرية القابعة على هامش كبير من الجهل والألم، فالشاب "م.خ" الذي تمنى أن تحل ليلة زفافه بسرعة وكرس حياته في العمل من أجل التحضير ليوم الزفاف أنهى كل حياته الزوجية في ثواني معدودة، فبعد أن دخل إلى غرفة نومه مع عروسته جهزه منديله الأبيض الذي يريد أن يضع عليه نقاط الدماء التي ستسيل من عروسته وقف مشدوها عندما لم يرى تلك الدماء فكانت أول كلمة على لسانه أن قال لزوجته :" أنت طالق". تلك العروسة التي لا ذنب لها عاشت محطمة بسبب جهل ذاك العريس وبعد أن طعنها زوجها بشرفها وفي اليوم التالي وبعدما عادت إلى بيت أهلها وتعرضت هناك أيضا للشتم والإهانات والتهديد بالقتل إلا أنها أصرت على نقاء شرفها وقررت الذهاب مع أهلها إلى طبيبة مختصة للكشف عليها وتبين في العيادة أن هذه العروسة لا زالت عذراء وأن زوجها لم يدخل بها كما يجب وكان السبب في ذلك هو نوعية غشاء البكارة دلى هذه العروسة والذي لا يمكن فضه من المرة الأولى. وعن هذا تحدثت "إيلاف" إلى الدكتورة ميساء الأخصائية النسائية والتي قالت أن هناك عدة أنواع من غشاء البكارة ومنها ما لا يمكن فضه إلا بعد المولود الأول ويسمى الغشاء المطاطي. * نقطة دم واحدة غير كافية لإثبات الشرف هذا العريس الذي يدخل على زوجته يتخيل أن قناة من الدم سوف تسيل عندما يدخل بزوجته وقد أدى هذا الجهل إلى حدوث العديد من حالات الطلاق. ومنها تلك التجربة التي مر بها الشاب امجد والذي طلق هو الآخر زوجته بسبب جهله وعدم وعيه في طبيعة جسد المرأة والذي يقول:" قبل دخولي مع عروستي فهمت ممن حولي أنه وبعد الدخول بزوجتي يجب أن تسيل الدماء ويجب أن أضعها على منديل أبيض لكن وبعد أن دخلت بها لم أجد سوى نقطة دماء واحدة صغيرة ما أثار غضبي وجعلني أطلق زوجتي لكن اكتشفت بعد ذلك أني مخطئ". وهنا تؤكد الأخصائية ميساء أن هناك أنواع من غشاء البكارة لا تسبب نزول دماء في ليلة الدخلة وربما تسيل نقطة أو اثنتان وتضيف: " للأسف في مجتمعنا العربي هناك حالة من الجهل لدى الكثير من الأزواج الجديد ما يتسبب في الكثير من المشكلات الاجتماعية، فعلى كل من يريد الزواج أن يقرا عن موضوع ليلة الزفاف ويستشر الأخصائيين ولكن يجب أن لا يقع فريسة لنصائح من هم حوله من الأصدقاء ويستقي معلوماته من الشارع". * إسعاف أمام شقة العريس لم تكن تلك العروسة ذات الثمانية عشر عاما تدرك أن ليلة زفافها الأولى ستقضيها في المستشفى، تلك العروسة التي لا تريد تذكر تلك الليلة باتت تتخيل زوجها وحش كاسر. ووفقا للمعلومات المتوفرة فأنها وبعد دخولها إلى غرفة نومها سارع زوجها بالأنقاض عليها وكأنها فريسة. تلك العروسة التي ارتعبت من هول المشهد كانت ضحية سهلة لزوجها الذي أحدث لها نزيفا حادا استدعى إلى نقلها إلى المستشفى وأدخلت غرفة العمليات. * ليلة عادية الباحث والخبير الاجتماعي الدكتور فايز التلاوي يقول ل"إيلاف" أن ليلة الزفاف يجب أن تكون ليلة عادية بجميع المقاييس موضحا أن اعتبارها ليلة عادية سيؤدي إلى تخفيف الضغوط التي يتعرض لها العروسان وبالأخص العروسة، ويقول :" عليهما لا يستمعا إلى كلام التهويل والتخويف حول هذه الليلة واعتبارها ليلة عادية جدا، وأن الجديد في الأمر هو أنه أغلق عليهما باب واحد، وإذا وجد الزوج عروسته متوترة يعمل على تهدئتها". ويؤكد التلاوي على أهمية المعرفة في هذا المجال ويقول :" هناك أهمية بالغة للمعرفة العلمية وتركيبة الأجزاء التناسلية لكل من الرجل والمرأة، فان غياب مثل هذه المعرفة سيؤدي على عدم إدراك العريس ماذا يفعل بالضبط، لكن هذه المعرفة يجب أن تكون من مصادر عليمة وليس من الشارع، كما أن الفتاة يجب أن تكون على معرفة بطيعة العملية الجنسية وتركيبة الجهاز التناسلي لدى الرجل لكي لا تقع في الدهشة مما ترى فيجب أن تعرف من الانتصاب والقذف وغيره من الأمور الجنسية".