تواصلت ردود الفعل الغاضبة ضد مكتب وزارة الثقافة فرع محافظة الضالع، لتشمل أبناء مديرية جُبن المغتربين في الولاياتالمتحدة والخليج، على خلفية حرمان أبنائها من التكريم الوزاري لمبدعي الضالع، مستنكرين "التهميش والتجهيل"، داعين إلى نبذ الحزبية المتشددة، وتعزيز روح التآخي والتعاون بين جميع أبناء الوطن، منوهين على أن البعض تخلف عن الركب، ويحاول جرّهم إلى مستنقعات الماضي، وحساباته الضيقة، وأحقاده المريرة، وثأراته القاتلةن في الوقت الذي هم رموا أسمال الماضي منذ فجر الوحدة المباركة. جاء ذلك في بيان أصدره أبناء مديرية جبن المغتربين أمس الثلاثاء، تورد "نبأ نيوز" فيما يلي نصه: ((بيان)) ظلت الثقافة منذ كانت ثقافة إنسانية منفتحة على العالم، فهي من حيث مقوماتها ودورها الحضاري محكوم عليها بهذا التواصل وفي هذا الإطار، وجاء قرار تكريم المبدعين في محافظة الضالع امتداداً لثقافة الاعتراف بهذه القيمة الإبداعية لذلك الموروث العظيم من التراث الإنساني الذي خلده الآباء والأجداد، لولا أن الإبداع سلك هذه المرة طريقاً جديدة لحل مشكلة ما بطريقة مناطقية. وكنا نتمنى أن يكون التكريم للمبدعين في محافظة الضالع بطريقة راقية تأخذ في أسلوبها بالمعايير الوطنية وروح المسؤولية، بعيداً عن المقاييس السياسية البالية التي تسيء ولا تحترم. لقد كنا من المتابعين لفعاليات التكريم في كثير من محافظات الجمهورية ولكن محافظة الضالع- التي نحن من أبنائها- خرجت عن أعراف التكريم، وفاجأتنا في ذلك اليوم بتغييب أبناء مديرية جُبن من الشعراء والأدباء والمثقفين والشخصيات الوطنية والمناضلة ساحة التكريم. إن "البعرة تدل على البعير وأثار القدم تدل على المسير"، هكذا كانت الفراسة العربية، والفراسة علم، فكيف للعقل أن يصدق تواري الإبداع بين أبناء مديرية تشاهد معالمها الحضارية أينما توجهت من مساجد ومقابر الملوك والنقوش وأثار القصور والبرك والمدافن وقنوات الري والحصون. إن المسؤولية الأدبية تحتم عليكم في هذا المجال الالتزام في الوفاء بتحمل المسؤولية لإنصاف من حبوا وطنهم وتركوا موروث نفتخر به وإننا حريصون بممارسة حق النقد الذي يعالج ويصحح، ونقول لمن قاموا بحفل التكريم إنكم قد أخطأتم حين اعتمدتم في توجيه الدعوات أسلوب السرية، بينما نحن نعيش في بلد يمارس العلنية في كل مناحي الحياة بما فيها الثقافية..! نعم أخطأتم كثيراً حين أقصيتم بجهالة زملائكم في الشعر والقصيدة، وأخطأتم حين اعتقدتم إنكم قادرين على تهميش وتجاهل تاريخ واضح وضوح الشمس، وإبداع أناس لقبت مدينتهم ب"مدينة الملوك"، ووحد أبنائها كل أطراف اليمن تحت راية السلطان عامر بن عبد الوهاب، فكانت مناراً للعلم، والأدب، والإبداع.. وتواصلا مع حقنا في النقد البناء الذي يبني ولا يهدم نطالب إدارة الثقافة في محافظة الضالع الانتباه إلى أن البلدان التي تقيم التكريم لأدبائها تعتمد على التأصيل النظري والدراسة الميدانية وليس على ثقافة المسالمة والمجاملة، تلك الثقافة التي تعكس صورة هذه البلدان تتمتع بمؤسسات وطنية يتساوى أمامها جميع المواطنون على أساس الجهد والعقل الذي هو السبيل لإنجاح مشروع الإصلاح السياسي والاجتماعي. وان الدول الناضجة لم تعتمد الحوافز إلاّ لتشجيع المبدعين وزيادة الإنتاج العلمي والأدبي، ولم يكن أمرها مزاجياً أو انتقائياً على غرار ما فعلت إدارة الثقافة بالمحافظة. لقد أصبح العالم قرية واحدة بفعل الثورة العلمية الهائلة التي غزت العالم التبادل الثقافي والتلاقح الحضاري وحياة المصالح والمنافع، فلماذا لا نتعلم من التغيرات ونأخذ من التجارب الناجحة ما يسمو بنا وبتصرفاتنا إلى تكريم الإنسان جهداً ونتاجاً وليس اسماً وصورة.. اليوم بعد أن تم تهميش وتجاهل مديرية جبن التي تشغل ثلث مساحة المحافظة، فإننا إخوانكم من أبناء جبن المغتربين في الولاياتالمتحدةالأمريكية والخليج نطالبكم بان تتعاملوا مع هذه المديرية بثقافة الوحدة والوطنية، وندعو المسؤولين في المحافظة وعلى رأسهم الأخ المحافظ إلى زيارة المديرية، ولو من باب "اعرف وطنك ومحافظتك"، ليتلمس الحقيقة من أرض الواقع. نتمنى أن تلقى هذه الدعوة آذان صاغية ومسئولين ينظرون إلى هذه المديرية كجزء من مسؤوليتهم الوطنية في الإسهام في تنمية البنى الثقافية، وتعزيز روح التفاني والعطاء، بعيداً عن أي حسابات أخرى ضيقة تجتر أنفاس الماضي المريضة.. لقد رمينا أسمال العهود الغابرة منذ فجر الوحدة المباركة، وتطلعنا إلى يمن جديد، وترقبنا أن نقطع الطريق إلى المستقبل يداً بيد، ونراهن على أن ينعم أجيالنا بحياة كريمة، فما بال البعض يتخلف عن الركب، ويحاول جرّنا إلى مستنقعات الماضي، وحساباته الضيقة، وأحقاده المريرة، وثأراته القاتلة..!؟ ألا يعلموا أن هذا الزمن هو زمن الإبداع، فإن لم يتجلى فيه المبدعون، فلا سبيل لإنصافهم في زمن آخر.. والله من وراء القصد... إخوانكم أبناء مديرية جبن المغتربين في الولاياتالمتحدة والخليج 10- 3 – 2009م