في أول مبادرة من نوعها، سطرت يومي أمس الأربعاء والخميس دموع أمهات المتفوقين والمتفوقات في محافظة تعز أحلى اللحظات التي لم تتوقعها، في مبادرة نوعية قام بها مركز الشباب عبر شبكة التطوع (نحن)، وذلك بزيارة أمهات المتفوقين في منازلهن. ففي هذه المبادرة لم تكن الخطابات الرسمية حاضرة ولا تصفيق الجمهور بل كانت المشاعر الفياضة واللحظات التي لا تتكرر إلا في هذه المواقف هي الحاضر الوحيد، وهي اللحظات الرائعة والجميلة التي ساهم في صناعتها متطوعو المركز الوطني الثقافي للشباب عبر النزول إلى منازل أمهات المتفوقين .. الآنسة ساياكا اليابانية مديرة شبكة التطوع (نحن) في المركز الوطني الثقافي للشباب، وأحد المتطوعات في المبادرة قالت: رغم أننا نقوم بالتكريم لكنني أرى دموعاً تذرف من قبل الأمهات فعرفت بعدها أنها دموع الفرح.. وقالت: "أن هذه التجربة أكسبتني كثيراً من الخبرات، وهي الأولى من نوعها في العالم أن يتم تكريم الأمهات في عيدهن والذهاب إلى منازلهن، أنا كنت سعيدة جداً أن أكون إحدى المشاركات في هذه المبادرة، وأشكر كل الفريق الذين معي". الأخ/ عبد الله عبد الإله سلام- مدير مركز الشباب- قال: أننا من هذه المبادرة نهدف إلى تسليط الضوء على دورة الأسرة والأم على وجه الخصوص وإلى تعزيز احترام الأبناء لأمهاتهم، وستخلق هذه المبادرة المنافسة بين أمهات الطلبة الأخريات، ونحن في مركز الشباب تعودنا دائماً أن تكون مبادراتنا جديدة ومؤثرة، ولها تأثير في الواقع بعيد عن الكلمات الرنانة التي لا يخرج صداها عن الصالات المغلقة لقد جعلنا الأمهات يعبرن بمشاعرهن، واكتشفنا مواهباً كبيرة من الطلاب والطالبات الذين كتبوا رسائل شكر وعرفان لأمهاتهم. وقال أيضاً: لقد كرمنا فيها 24 أماً مثالية وسنسعى إلى استهداف أمهات أكثر في المرحلة القادمة، وأشكر كل الشباب الذين ساعدونا في إنجاح هذه المبادرة كما أشكر كل المدارس التي شاركت معنا. معظم الأمهات لم تتوقع هذا التكريم، وقلن بعفوية وبلغتهن البسيطة، أن التكريم الذي تسعى إليه هو أن ترى أبنها متفوق ويخدم وطنه، وأن التكريم الحقيقي هو من الله.. وجميع الأمهات المكرمات شددن على أن من ثمار التفوق هي أن يكون هناك وقت مخصص وكافي لمتابعة الأبناء وأن يكون هناك جهد كبير من أجل الأبناء حتى تجني هذه الثمار. كما أشارت بعضهن إلى أن تهيئة الأبناء من قبل دخول المدرسة له دور كبير في مساعدة الطلاب أن يكونوا متفوقين، وركزن جميعهن أن أهم ما يجب أن تسعى أن يكون فيها الأبناء متفقوين هو في الفكر والثقافة والأخلاق فالأمم لا ترقى إلا بالأخلاق . رسائل الطالبات والطلاب المتوفقين عبرت عن صدق المشاعر وجمالها.. وفاء أحمد العليمي قالت في رسالتها التي عنونتها ب(إليك يا من..) قالت: "إليك يا من أبحرت سفني إليها، وحلقت فراشاتي نحوها، وتفتحت أزهاري بلمسة يديها وقبلة شفتيها، إليك يا من صوتها أعذب وأرق نغماتي، إليك يا من زرعت فيُ الأمل وحب العمل، إليك يا من بعثت في مسراتي وأزلت عني آهاتي، إليك يا من". عمار سند كتب في ذيل رسالته: "حبيبتي .. لا يسعني بعد هذا كله إلا أن أشكرك جزيل وخالص الشكر أمي، أدرك بأنه لن يوفيك حقك، ولن يجازيك، كما أدعو الله العلي القدير أن يرعاك ويحفظك، وان يظل حضنك ملاذي في الشدة والرخاء يحميني ويشفق علي أن تربصت بي الأخطار في معترك الحياة، وان يبعد عنك كل سوء وشر، فأنت أمي تستحقين الخير جله، أدامك الله منارة تتألق مع تعاقب الليل والنهار، فلا حياة لي بدونك، ولا عوض لي سواك". وقال أيضاً: "أمي كتبت إليك هذه الرسالة والدموع تجف عن عيني .. فأرحمي قسوة قلبي واعذري جفاء عيني.. يا أماااه، لو مرة خطيت سامحيني ولا تزعلي، الجنة يا أماه تحت قدميك". الجدير بالذكر أن شركتي السمن والصابون والصناعة والتجارة هم شركاء هذه المبادرة.