يبدو برشلونة الإسباني وتشيلسي الإنكليزي الأقرب إلى حجز أول بطاقتين إلى نصف نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم عندما يحل الأول ضيفاً على بايرن ميونيخ الألماني، ويستضيف الثاني مواطنه ليفربول الثلاثاء 14-4-2009 في إياب الدور ربع النهائي. وكان برشلونة وتشيلسي ضربا بقوة ذهاباً، فسحق الأول ضيفه البافاري برباعية نظيفة، وانتزع الثاني فوزاً ثميناً من مضيفه ليفربول 3-1، وبالتالي ففرصهما في تخطي الدور ربع النهائي كبيرة جداً بالنظر إلى العروض التي قدماها والنتيجة الكبيرة التي فازا بها ذهاباً. ويحتاج الفريق البافاري الذي تلقى أقسى خسارة له في المسابقة إلى الفوز بخماسية نظيفة على الفريق الكاتالوني، الأمر الذي يبدو شبه مستحيل، خصوصاً أن الأخير يحصد "الأخضر واليابس" هذا الموسم بفضل ترسانته القوية في خط الهجوم والمكونة من الأرجنتيني ليونيل ميسي والفرنسي تييري هنري والكاميروني صامويل ايتو وصانعي الألعاب تشابي هرنانديز واندريس انييستا. من ناحيته، سيكون ليفربول مطالباً بالفوز بثلاثية نظيفة أو بفارق هدفين مع ضرورة تسجيل أكثر من 3 أهداف، لأن الفريق اللندني فاز 3-1 ذهاباً، وخسارته صفر-2 ستمنحه بطاقة التأهل لأنه سجل 3 أهداف خارج قواعده. في المباراة الأولى، سيكون ملعب "اليانز ارينا" في ميونيخ مسرحاً لمواجهة ساخنة يطمح من خلالها الفريق البافاري إلى مصالحة جماهيره وتحقيق المستحيل بإزاحة برشلونة من طريقه. وكان بايرن ميونيخ يملك أفضلية واضحة على برشلونة في المباريات الأربع التي جمعت بينهما قبل مباراة الذهاب، حيث فاز 3 مرات بينها مرتين في "نوكامب" وتعادل واحد، لكن الفريق الكتالوني فك النحس ذهاباً بنتيجة مطمئنة سيصعب على لاعبي المدرب يورغن كلينسمان تحقيقها. وأكد كلينسمان "صحيح اننا خسرنا بنتيجة مذلة ذهاباً، لكن في كرة القدم كل شىء ممكن وبالتالي سنقدم كل ما في وسعنا طيلة 90 دقيقة في محاولة لتصحيح الوضع"، مضيفاً "من يدري؟ قد نفعلها أيضاً ولدى اللاعبين ثقة كبيرة في ذلك". وأشار المدرب الذي يواجه خطر الإقالة بسبب النتائج المخيبة في الدوري بعد الخساة المذلة أمام فولفسبورغ 1-5، "بفوزنا على اينتراخت فرانكفورت صححنا بعض الأخطاء. المهم هو أن معنويات لاعبينا ارتفعت شيئاً ما وسيساعدنا ذلك كثيراً. أمامنا عمل كبير الثلاثاء ويجب أن نظهر بأفضل مستوى لنا حتى إذا ودعنا المسابقة". ويعود إلى صفوف الفريق البافاري ثلاثيه الدفاعي البرازيلي لوسيو وفيليب لام بعدما غابا عن مباراة الذهاب بسبب الإصابة، فيما يحوم الشك حول عودة المدافع البلجيكي دانيال فان بويتن، في حين يعول بايرن ميونيخ في المقدمة على عملاقه الإيطالي لوكا توني والفرنسي فرانك ريبيري وباستيان شفاينستايغر. في المقابل، حذر مدرب برشلونة جوزيب غوارديولا لاعبيه من التهاون في "اليانز ارينا"، قائلاً "بايرن ميونيخ فريق كبير وبإمكانه تسجيل 4 أهداف في مرمانا أو أكثر إذا كان في أفضل حالته. ليس لديهم ما يخسرونه الآن، سيلعبون من أجل الثأر ورد الاعتبار. مهمتنا لن تكون سهلة وعلينا توخي الحذر واللعب بتركيز كبير ومن أجل الفوز". وبدا تخوف غوارديولا من بايرن ميونيخ في مباراة فريقه أمام ريكرياتيفو هويلفا السبت (2-صفر) عندما أراح أبرز لاعبيه الأساسيين القائد كارليس بويول والهداف الكاميروني صامويل ايتو وصانع الألعاب تشابي هرنانديز.
ال "بلوز" أقرب إلى نصف النهائي من جانبه، يبدو تشيلسي وصيف بطل الموسم الماضي في طريقه إلى تكرار إنجاز الموسم الماضي عندما أزاح ليفربول من نصف النهائي بتعادله معه 1-1 في "انفيلد رود" وفوزه 3-2 إياباً في لندن. ويسعى الفريق اللندني إلى تأكيد فوزه على ليفربول 3-1 ذهاباً ومواصلة مشواره الرائع في المسابقة. يذكر إنها المرة الخامسة على التوالي التي يلتقي فيها الفريقان وجهاً لوجه في المسابقة الأوروبية العريقة، لكن هذه المرة في ربع النهائي بعد أن كانت المواجهات الأخرى في نصف النهائي 3 مرات، فكانت الغلبة لليفربول مرتين مقابل واحدة لتشيلسي في العام الماضي، بالإضافة إلى مرة واحدة في دوري المجموعات وتأهلا سوياً إلى الدور التالي. ويملك تشيلسي الأسلحة اللازمة لتخطي مواطنه، أولها لعبه على أرضه وبين جماهيره، وثانيها أنه سيخوض المباراة دون ضغوطات كونه حسم نتيجة الذهاب في صالحه، وثالثها صفوفه الزاخرة بالنجوم وفي مختلف الخطوط في مقدمتها الألماني مايكل بالاك والعاجي ديدييه دروغبا ومواطنه سالومون كالو والفرنسي نيكولا انيلكا ومواطنه فلوران مالودا والغاني مايكل ايسيان. إلا أن تشيلسي سيحرم من خدمات قائده وقطب دفاعه جون تيري بسبب الإيقاف وهو ما سيحاول ليفربول التركيز عليه، خصوصاً هدافه الإسباني فرناندو توريس والهولندي ديرك كاوت لهز شباك الحارس التشيكي بيتر تشيك. ويمني ليفربول النفس بتحقيق إنجاز بولتون عندما سجل 3 أهداف في 8 دقائق في مرمى تشيلسي (3-4) السبت، وهو بدوره يملك الأسلحة اللازمة لتحقيق ذلك حسبما قال مدرب تشيلسي الهولندي غوس هيدينك، "فليفربول فريق كبير ولا يستسلم، بإمكانه التسجيل في أي وقت حتى في الوقت بدل الضائع". ولا يعتبر قلب النتائج أمراً مستحيلاً أو صعباً بالنسبة لل "ريدز"، ففي نهائي عام 2005 أمام ميلان تخلف الفريق الإنكليزي صفر-3 في الشوط الأول، بيد أنه ضرب بقوة في الثاني وسجل ثلاثية مدركاً التعادل قبل أن يحرز اللقب بركلات الترجيح. ويدخل ليفربول المباراة بمعنويات عالية بعد فوزه الكبير على ضيفه بلاكبيرن روفرز 4-صفر السبت في الدوري المحلي.
