قاد لاعب الوسط الدولي الإسباني اندريس انييستا فريقه برشلونة بعشرة لاعبين إلى المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بتسجيله هدف التعادل في مرمى مضيفه تشيلسي الإنكليزي 1-1 في اللقاء الذي جمعهما الأربعاء 6-5-2009 على ملعب "ستامفورد بريدج" في لندن ضمن إياب الدور نصف النهائي من المسابقة. وسجل انييستا (90+3) هدف برشلونة، والغاني مايكل ايسيان (9) هدف تشيلسي. وكان الفريقان تعادلا سلبا ذهابا في برشلونة فتأهل الأخير مستفيداً من قاعدة "الهدف الاعتباري" الذي رجحت كفته كون الأكثر تسجيلاً خارج قواعده. ويلتقي برشلونة - الساعي إلى اللقب الثالث في تاريخه بعد عامي 1992 و2006 - مع مانشستر يونايتد الإنكليزي حامل اللقب في المباراة النهائية التي تقام على الملعب الأولمبي في روما في ال 27 من الشهر الجاري. وكان الفريق اللندني في طريقه إلى بلوغ المباراة النهائية للعام الثاني على التوالي عندما تقدم بهدف منذ الدقيقة التاسعة، بيد أن انييستا كان له رأي آخر وسجل هدفا قاتلا في الوقت بدل الضائع كان كافيا لقيادة فريقه إلى المباراة النهائية. وأهدر تشيلسي فرصة حسم نتيجة المباراة لانه كان الطرف الافضل، فيها وسنحت لمهاجميه اكثر من فرصة حقيقية للتسجيل تناوب مهاجموه وخصوصا الدولي العاجي ديدييه دروغبا في اهدارها كما أن تألق حارس مرمى برشلونة فيكتور فالديز كان حاسما وحرم الفريق اللندني من هز الشباك أكثر من مرة. وحقق برشلونة انجازا كبيرا ببلوغه النهائي لأنه عانى الأمرين، سيما مع غياب قائده وقطب دفاعه الدولي كارليس بويول الموقوف وهدافه الدولي الفرنسي تييري هنري المصاب، فتأثر الفريق الكاتالوني كثيرا في جميع الخطوط، إذ اضطر مدربه جوزيب غوارديولا إلى إشراك لاعب الوسط الدولي العاجي يايا توريه في قطب الدفاع الذي لم يعتد اللعب فيه فبدا ارتباك خط الدفاع واضحا. كما وجد خط هجوم برشلونة - الذي سجل 150 هدفا في مختلف المسابقات هذا الموسم بينها 29 في المسابقة الأوروبية العريقة - صعوبة في فك التكتل الدفاعي للفريق اللندني على غرار مباراة الذهاب في "نوكامب"، فكان الحل التسديد من خارج المنطقة حتى نجح في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع. وزاد طرد المدافع الأيسر الفرنسي اريك ابيدال (66) الطين بلة بالنسبة للفريق الكاتالوني، إلا أنه واصل بحثه عن هز الشباك إلى أن نجح عبر انييستا مستفيدا في الوقت نفسه من الفرص الكثيرة التي أهدرها الفريق اللندني. وكان برشلونة بحاجة إلى الفوز او التعادل الإيجابي لضمان تأهله إلى المباراة النهائية، فيما كان تشيلسي بحاجة إلى الفوز فقط بأي نتيجة وكان قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه، لولا أن حرمه انييستا من ذلك وحرم مدربه الهولندي غوس هيدينك من فرصة إحراز اللقب الثاني في المسابقة الأوروبية بعد الأول مع مواطنه ايندهوفن عام 1988 على حساب بنفيكا. وسيحرم برشلونة من خدمات مدافعه الأيمن البرازيلي دانيال الفيش كونه تلقى بطاقة صفراء. وخاض تشيلسي المباراة في غياب قطب دفاعه الدولي البرتغالي ريكاردو كارفاليو بسبب الإصابة، فلعب مكانه البرازيلي اليكس إلى جانب القائد جون تيري، وأشرك مدربه الهولندي غوس هيدينك المهاجم الدولي الفرنسي نيكولا انيلكا أساسيا إلى جانب العاجي ديدييه دروغبا على حساب مواطن الأخير سالمون كالو. ونزل تشيلسي بكل ثقله مبكرا بحثا عن التسجيل، ونجح لاعب وسطه الغاني مايكل ايسيان في ذلك مستغلاً كرة مرتدة من لاعب الوسط العاجي يايا توريه، سددها بيسراه من 20 مترا ارتطمت بالعارضة وعانقت الشباك (9). وكاد البرازيلي دانيال الفيش يدرك التعادل من ركلة حرة مباشرة مرت بجور القائم الأيسر (20). وأنقذ الحارس فيكتور فالديز مرماه من هدف ثان محقق عندما خرج من عرينه ليقطع انفراد دروغبا (23). وتدخل فالديز مرة أخرى ليبعد تسديدة قوية لدروغبا من ركلة حرة جانبية وحولها إلى ركنية كاد تيري يضيف على إثرها الهدف الثاني بضربة رأسية مرت بجوار القائم الأيمن (25). وتحسن أداء برشلونة مطلع الشوط الثاني، فأهدر الدولي المالي سيدو كيتا فرصة التعادل عندما تلقى كرة داخل المنطقة سددها برعونة أبعدها الدفاع (48). وأهدر دروغبا فرصة ذهبية للتعزيز عندما تلقى كرة على طبق من ذهب من انيلكا داخل المنطقة، فتلاعب بالمدافع جيرار بيكيه وانفرد بالحارس فالديز لكنه سدد كرة زاحفة أبعدها الأخير بقدمه (52). ورد كيتا على دروغبا عندما تلقى كرة داخل المنطقة فاستدار حول نفسه وسددها فوق الخشبات الثلاث (60)، ثم كاد ميسي يفعلها من تسديدة قوية من خارج المنطقة مرت فوق الخشبات (65). وتلقى برشلونة ضربة موجعة بطرد ابيدال بسبب عرقلته انيلكا عندما كان الأخير يحاول التوغل داخل المنطقة (66). وكاد فرانك لامبارد يخدع فالديز بتسديدة قوية من خارج المنطقة، إلا بيد أن الحارس الكاتالوني تصدى لها في اللحظة الأخيرة (70). وفي الوقت الذي كانت فيه المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، توغل الكاميروني صامويل ايتو داخل المنطقة ومرر كرة إلى ميسي الذي هيأها بدوره إلى انييستا المندفع من الخلف عند حافة المنطقة فسددها قوية بيمناه سكنت الزاوية اليسرى البعيدة للحارس التشيكي العملاق بيتر تشيك في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع.
