بعد معاناة استمرت 3 سنوات، بها ما بها من الوجع، ولها من المشقة وقلة ذات اليد الشيء الكثير في الصبر الإجباري على الألم وأوجاع المرض، عادت الحياة إلى الطفل وأسرته التي كانت لا تدري ما تفعل له، وارتسمت الفرحة في تفاصيل ليال عصيبة كانت الأسرة تعيشها تنظر إلى صغيرها يقاوم المرض دون حيلة تملكها، ولأنها لا تملك القدرة على علاجه. الطفل / داوود علي يوسف الريمي (3 سنوات)، احد أبناء عزلة بني احمد بمديرية الجعفرية بمحافظة ريمه، كان يعاني من (عيب خلقي في القلب يتمثل في رباعية فالوت وهي عبارة عن فتحة بين البطينين مع تضييق شديد في مخرج البطين الأيمن والصمام الرئوي إضافة إلى تضييق في الشريان الرئوي) كما جاء في "إخطار عن الحالة المرضية" الصادر بتاريخ 19/7/2009م عن المستشفى السعودي الألماني– اليمن. ولان حالته تحتاج إلى عملية جراحية تزيل عنه التشوه الخلقي الذي يعانيه منذ ولادته، ولان لها خطورتها ومن العمليات بالغة التعقيد ومن الندرة إجراؤها في اليمن، ولان نفقاتها كبيرة فقد شق على الأسرة التي تعيش حال من الكفاف والعوز المادي والمعيشي، ولا تمتلك قدرة دفع مبلغ مالي يصل إلى 1.000.000 مليون ريال تكلفة مثل هذه عملية، فقد كان الأمر يحتاج إلى سبيل آخر، له القدرة والإمكان. السبيل الساعي كان جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية فرع محافظة ريمه, وصاحب القدرة والإمكان شاء الله أن يكون الفضل في إنقاذ حياة الطفل من الموت المحتم، على يد فاعلي الخير وبواسطة الحاج عبد الله قاسم الريمي، بادروا بهذا الدور الإنساني، والقيم النبيلة السامية الرامية إلى الأجر دون الأجرة. العملية الجراحية التي أجريت (29/7/2009) وبنسبة نجاح 95% في المستشفى السعودي الألماني بالعاصمة صنعاء، وبمتابعة وإشراف فرع جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية بمحافظة ريمه، أجراها الدكتور/ عبد القادر عبد الله حجر ( استشاري جراحة القلب والتشوهات الخلقية لقلب الأطفال )، وبلغت تكلفتها (1.000.000) ريال، كان لها الأثر البالغ في نفوس أسرة الطفل - لا يزال يرقد حاليا ويتلقى العلاج في المستشفى- بدت الفرحة والسعادة على وجوههم ولهجت ألسنتهم بالدعاء للمتبرعين وكل من ساهم في إيصال هذا الدعم إليهم. وفي تصريح صحفي عبر مدير فرع الجمعية أ. منصور عبده مهدي المسوري عن شكره الجزيل لفاعلي الخير الذين تكفلوا بتكاليف العملية، وعلى رأسهم الحاج عبدا لله قاسم الريمي الذي كان له الدور الأكبر في مساعدة الطفل المريض. داعيا الخيرين والميسورين من داخل وخارج المحافظة إلى دعم مثل هذه الأعمال الإنسانية، والتخفيف من آلام ومعاناة المحتاجين. مشيرا إلى أن هذا العمل يأتي ضمن الأنشطة الصحية, التي تتبناها وتنفذها الجمعية، عبر المخيمات الطبية، والقوافل الصحية، والطبيب الزائر. ومن جهة أخرى قدمت الجمعية مساعدات مالية لحالتين مرضية، بمبلغ (65.000) ريال، إحداها تعاني من سرطان الغدد اللمفاوية، وطفل آخر يعاني من الحمى الشوكية وقصر في النمو. يذكر أن فرع الجمعية تأسس عام 2007م بموجب تصريح من مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل يحمل رقم (11)، ويوجد لديه حالياً (6) ست لجان على مستوى مديريات المحافظة، يعمل ضمنها حوالي (30) متطوع.