آخبرته أن قلبي من "زجاج" متعمداً قذفه بالحجر!! لا ترحل! أبقى! أنا أحتاجك! همشها وأنطلق بعيداً... لاشيء سوى صرير الباب خلفه... وقلب "كسير" يلملم نفسه ! منذ أعوام طويلة وهي تتأبط الحزن صديقاً لها، ناثرة بقايا عطرها لمن حولها، وحدها كانت قادرة على أن تزرع وروداً بيضاء في قمة "جبل" وحدها كانت تعطر المكان بضحكتها "البريئة" جداً!! ووحدي كنت أحدثها بأن ما ذهب لن يعود ابداً... لكنها كانت ترد بإبتسامة طفولية جداً...! - أعرفه سيعود..! دعتني اليوم لأرتشف "فنجان قهوتها" صوتها المنكسر/ منذ غادرها/ مازال منكسراً... وقلبها يلملم نفسه ويعود في نهاية كل مساء لبعثرتها من جديد! - ما سرّ دعوتك لي اليوم، لم تدعيني لفنجان قهوة منذ دهور...! مازحتها وأنا أفترش نفسي بين ثنايا مقعدها الخشبي على شرفتها... - دعوتك لتشهدين " حزني " وأكملت وهي تلوي فمها ساخرة (أقصد فرحتي) - وهل حُزنك بشيء جديد!؟ (قلت جملتي بطريقة ساخرة) مدت فنجانين من القهوة " التركية " التى تحبها جداً ... وعلى الطاولة لمحت كتاب (الرسائل) لجبران/ فأدركت أن هناك حكاية، أوشك على سماعها أحتسينا القهوة صامتتان..! لا تجرأت أنا على السؤال، وكعادتها لا تتحدث إلا متى شعرت بأن وقت الحديث قد آن....! *** - أخبرتك أنه سيعود!؟ فزعت من مقعدي، وكأن شيطان أسود مر من أمامي! - و...... !أستحثها على اتمام مابدأت به! وقلبي ينتفض بين ضلوعي وكمخمورة "بالحزن" سكنت عيناها سحابة من دمع! - هاتفني البارحة... يشكو غربته ويريد لقائي! كنت أعرف أن "صديقتي" دافئة المشاعر وساذجة في الحب! وطفلة!! تماماً كما عرفتها منذ عشرين عام! - ولكنه تركك ورحل! - والأن عاد! - أتقبلين به زوج بعد أن طلقك لأجل آمرأة آخرى!؟ (كنت ثائرة... كمن أغرس خنجره في صدري دفعة واحده...!) - أتقبلين حبه، بعد أن دفنك وأنت "حية ترزقين"! أي قلباً تحملين!؟ - إهدأي عزيزتي! الأمر لا كما تظنين! - وما الأمر إذا!! إخبريني أنتِ! - عاد لأجل طفلاه من الأجنبية....! - التى تخلى عنك لأجلها!. - أثقلته الغربة، ويريد أن يربي طفلاه على الطريقة "العربية"! بقيتُ فاغرة الفم ... وعلى لساني الف حديث لهذه المجنونة.. لم يخرج منه سوى.... - ...... أنتِ سادية ! يحزنني آن يصل بك الأمر إلى كل هذا!! - لا كما تظنين، أنتِ لم تفهمني ! طفلته الكبرى... أسمها "سلمى".