مبروك للصديق العزيز صفوت الغشم،بمناسبة توليه منصب رئيس المؤسسة العامة للمسرح والسينما، شيء مفرح ان نجد فنان مجتهد بدا حياته من الصفر، كافح كثيراً و خاض تجارب ومغامرات فنية عديدة، هو يعرف الوسط الذي يعمل فيه و ليس دخيلاً على الفن واهله. لكننا نامل ان يكون شجاعاً ومستقلاً في قراراته وان تتاح له فرصة لعمل خطوة سينمائية ومسرحية جادة، فهل سيمنح استقلالية مالية وادارية لفعل شيء؟ هل سينجح في تحطيم جدران الاحباط والركود الفني؟ هل سيكون حراً لتحريك الابداع؟ هل سيتواصل مع الاخرين في الداخل والخارج لبحث وسائل عاجلة للخروج بالسينما والمسرح من هذا النفق المظلم والكئيب؟ هذا القرار الجمهوري يمكن ان يبعث الامل والتفائل في الوسط الفني باليمن، يمكن قراءة هذه الخطوة، ان القيادة السياسية اصبحت على اطلاع تام حول الواقع الثقافي والفني و يمكن فهمه بانها خطوة اولى لاِحداث تغييرات جذرية شجاعة في المؤسسات الثقافية والفنية، لكن الامر كما نامل يجب الا يتوقف على بعض القرارات والتغيير الجزئي، بل نتوقع الكثير من الدعم للسينما والمسرح وجميع الفنون، بالتاكيد لدى الاخ الرئيس علي عبد الله صالح، فكرة واضحة عن فشل وزارة الثقافة، هذا ليس فشل جزئي بسبب الامكانيات، بل هو عجز وشلل تام بسبب وجود عقليات عقيمة تدير هذه الوزارة. يتسم الفنان صفوت الغشم بالهدوء فهو لم يسارع بصرف تصريحات صحفية وربما هو الان ربما يرتب اوراقه للمرحلة الجديدة، بعض الناس تتحول وتتغيير بعد حصولها على منصب، البعض يدفع الغالي والنفيس من اجل منصب، يصبح احيانا الكرسي هو الغاية الاولى والاخيرة، ويكون للبقاء على هذا الكرسي ثمن باهظ، في السنوات الماضية صدرت قرارات بتشكيل مؤسسات وهيئات عديدة كان الهدف منها احداث تطورات ثقافية و اجتماعية، لكن للاسف ظل الفعل والمنتج لهذه المؤسسات ضعيفاً او شكلياً، لا نقول هذا الكلام من باب التشائم، لكننا نشفق على زميلنا و صديقنا الغشم، في حال عدم وجود دعم مادي لهذه المؤسسة، وفي حال عدم وجود استقلالية في الادارة والقرار، فقد لا يحدث شيء، وسيظل وجود سينما او مسرح مجرد احلام مستحيلة. التقيت بالصديق صفوت الغشم قبل عامين في صنعاء، خلال مرحلة عصيبة كنت اركض بكل اتجاه للحصول على دعم لمشروع مهرجان صنعاء السينمائي و دعم السينما اليمنية، وقف بجانبي في اقناع البعض بعدم معارضة هذه الخطوة باعتبار اي نجاح لاي خطوة او مشروع هو نجاح للجميع هو نجاح للفن بشكل عام، اجتمعنا مع الوزير المفلحي و كان الغشم يشاركنا في العديد من الاطروحات ويعطي ملاحظاته حول بعض الافكار وخاصة في مسالة دعم الانتاج، طرح فكرة تشكيل مكتب للانتاج السينمائي ولم يكن متحمساً لفكرة صرف دعم للمبدع مباشرة كي نضمن نجاح الانتاج، لم نختلف وكان هدفنا واحد و كان من المفروض ان يتم عقد ملتقى سينمائي يمني لمناقشة هذه الافكار، اتذكر ان العزيز محمد الحرازي رئيس نقابة الفنانيين كان ايضا يشاركنا في هذه النقاشات، المهم باختصار لا داعي لخوض وتكرار احداث الماضي كون القصة معروفة، ما نود التنبيه اليه اليوم، اننا بحاجة ماسة لعقد ملتقى سينمائي، يضم الاخوة بالداخل والخارج لدراسة السبل والطرق للخروج من عنق هذه الزجاجة، لا اريد طرح مشروع مهرجان حالياً، نحن في مآزق، نحن في حالة احتضار فني، المسرح بحاجة لاِسعاف و نقلة للعناية المركزة والسينما تاخر ميلادها لسنوات كثيرة، اظن ان الفنان الغشم يدرك خطورة الواقع الفني اليمني، نامل ان يباشر التواصل مع الجميع لفعل خطوة اولى جادة لاِنقاذ ما يمكن انقاذه والتفكير بجد كي يعود الروح والامل لكل فنان يمني. لا ندعي العبقرية لكننا يمكننا التعاون والاِسهام في اي فعل جاد لميلاد حلم سينمائي طال انتظاره، ليس لنا موقف عدائي تجاه شخص الاخ وزير الثقافة وان اختلفنا معه حاليا بسبب سماحه لفئه فاسدة تتحكم بالفعل الثقافي والفني و تعمل على تدمير وقتل الاِبداع بدم بارد، قبل فترة تواصل الاخ الوزير مع احد الاصدقاء، طالبني بالاعتذار او الصمت هو يعتبرني المجنون الكبير و مقالاتي و احاديثي الصحفية تسبب له حالة من الغضب والهيسترياء في بعض الاحيان، في لقائي الاول بالاخ الوزير المفلحي شعرت بنوع من الفرح بالتعرف على شخصية اكاديمية، تستمع لك باهتمام وتتحدث بشكل واقعي، تعترف ببشاعة الوضع وتطمح باحداث نوع من التغيير للاحسن، للاسف هذه الشخصية وقعت تحت تاثير مافيا، للاسف هذه الشخصية إِنحازت لهذه المافيا وسلمتها رقبتها و رقبة الابداع، نكن ليومنا هذا كل التقدير والاحترام للدكتور المفلحي، لكننا كغيرنا اصبنا بالصدمة جراء التحول في شخصية الوزير. يتذكر السيد الوزير في اول لقائي الاول به حملت له الكثير من الهدايا من تهامة، الكثير من عقود الفل والياسمين والنبتات العطرية واللحف التهامية الاصيلة، يتذكر السيد الوزير اننا جئنا محبة للفن والابداع وليس لغرض مادي، يعلم جيداً اننا لسنا من اصحاب المطامع والموائد، لكننا نصاب بالدهشة ان يتحول اختلاف وجهات النظر لعداء شخصي، نصاب بالدهشة عندما يحرم الوزير على الاخرين الاستماع الينا، قد يشترط الاخ الوزير على الفنان الغشم بعدم التواصل معنا او اعطاء اي اهمية لهذا الحديث، ربما نتوقع نوع من الاقصاء والتجاهل، وقد يفضل الغشم البعد عن المشاكل مقابل الكرسي، ربما يظل الوضع كما هو عليه حاليا، ربما يظل الحلم بسينما يمنية بعيد المنال، لدينا بعض الامل وندعو صديقنا الغشم ان ينحاز للفن والاِبداع والامل وليس الكرسي والمنصب، ادعو الاصدقاء للتعاون مع الغشم، من جانبنا وفي حال تواصل الاخ صفوت معنا فلن نقصر في المشاركة والتعاون من اجل تحقيق حلم يمني رائع، من اجل ان يعود لليمن حضورها وتالقها العربي والدولي كبلد الحضارة والروعة، بلد الدهشة والجمال، بلد التسامح والرقة الانسانية، بلد الايمان والحكمة، بلد الروعة والروح الطاهرة. [email protected]