أكدت مصادر أمنية بوزارة الداخلية اليمنية قبل قليل أن قوات الأمن وبالتعاون مع القوى الشعبية المتلاحمة معها أنهت خلال ال(48) ساعة الماضية عمليات تطهير مدينة صعدة القديمة بالكامل من عناصر التمرد الحوثية، وجميع الخلايا النائمة. وأكد اللواء الركن محمد بن عبد الله القوسي- وكيل وزارة الداخلية لقطاع الأمن، قائد شرطة النجدة، المتواجد حالياً في صعده- في تصريح رسمي: إن (12) شخصاً من خلايا فتنة التمرد الحوثية النائمة في المدينة قاموا بتسليم أنفسم اليوم للأجهزة الأمنية، مؤكداً أن القوات الأمنية استكملت اسئصال بؤر التمرد بمدينة صعده خلال اليومين الماضيين. وأرجع اللواء القوسي ما تحقق من تطهير كامل لمدينة صعدة القديمة- التي كانت تمثل معقلاً يلوذ إليه المتمردون للاختباء في أوساط الأهالي- إلى تعاون المواطنين الشرفاء، حيث ضاق قاطنو المدينة ذرعاً بوجود عناصر الفتنة، مؤكداً أن أبناء صعدة أصبحوا هم من يتولون مطاردتهم، والإبلاغ عنهم, وهو الأمر الذي دفع بهذه العناصر لتسليم نفسها للأجهزة الأمنية. واعتبر اللواء القوسي عمليات الاستسلام المتزايدة في الأيام الأخيرة "مؤشر هام على حالة الانهيار التام بين صفوف عصابات التمرد التي بدأت تحس بدنو أجلها، بعد أن كبدها أبطال القوات المسلحة والأمن خسائراً فادحة، وطهروا معظم مناطق محافظة صعده من رجسهم وشرورهم"، ناصحاً المغرر بهم من عصابات الفتنة والتمرد بتسليم أنفسهم للأجهزة الأمنية "مادمت الفرصة سانحة لذلك، وقبل فوات الأوان". هذا وكانت القوات الحكومية قد نفذت في وقت سابق سلسلة عمليات اقتحام واسعة لمعاقل التمرد في صعدة القديمة، والمناطق المجاورة، والتي كان المتمردون يلوذون بالفرار اليها بحكم كثافتها السكانية، وتزاحم بيوتها، وضيق أزقتها، وصعوبة دخول القوات الامنية اليها، غير أنها نجحت في ضرب طوق على المنطقة، ثيم اقتحام اوكار التمرد والقاء القبض على عشرات المتمردين من القوات الأساسية المتدربة بمعسكرات احترافية، الأمر الذي شل أنشطة التمرد، وبدأ يدفع حتى بالخلايا النائمة للاستسلام بعد أن فقدت كل آمالها في التمرد. وبحسب مصادر "نبأ نيوز" بصعدة، فإن جميع المناطق شكلت قوى شعبية للدفاع عن مناطقها، ومنع المتمردين من التسلل اليها، الأمر الذي اتخذت المواجهة في ظله نطاقاً أوسع، وضيق الخناق على المتمردين، الذين كانوا يفرون من جبهات القتال المفتوحة عندما يشتد أوار الحرب عليهم، ويلوذون الى الأحياء الشعبية والقرى المأهولة للاحتماء بين الأهالي، وهو ما خفف العبء عن القوات المسلحة، ووضع المتمردين أمام أحد خيارين: القتل أو الاستسلام.