في بادرة انسانية كريمة تمكن فيها ملتقى المراة للدراسات والتدريب wfrt من نفض غبار الاهمال من فوق احدى قيادات الحركة النسوية والتعليمية في اليمن اقيم الاربعاء بمدينة تعز حفل تكريمي للتربوية القديرة فاطمة ابوبكر العولقي، حضره كوكبة من قادة العمل النسوي والتنويري بالمحافظة. وتم في الحفل اطلاق اسم المكرمة على احدى قاعات الملتقى اعترافا بدورها التنويري في مسيرة الحركة النسوية في اليمن، حيث القت مديرته أ. سعاد القدسي كلمة نددت فيها بالامة التي لا تعترف بجهود نسائها الرائدات، في اشارة منها الى التربوية المكرمة التي طالها الاهمال والتجاهل، فانزوت على ذاتها حتى اصابها الاكتئاب والاحباط. وأعربت القدسي عن استهجان بالغ من ان المصلحين الاجتماعيين والرواد ليسوا دائما من الرجال، ومع ذلك لا تظهر في التاريح المصنع- على حد قولها- غير جهود الرجال. وقالت: كثيرا ما تكون المراة الرائدة والمؤثرة في الوطن العربي بشكل عام واليمن بشكل خاص الحاضر الغائب، ودورها يسقط سهوا في الذاكرة المجتمعية لانها تعيش في بيئة عربية ما تزال ذكورية, منتقدة دور الاعلام والندوات والبحوث والدراسات الاجتماعية التى لا تخوض في من كن رائدات بالعطاء والتغيير بالرغم مما تعرضن له خلال حياتهن من تحديات مختلفة, مشيرة الى ان فاطمة ابو بكر واحدة من هؤلاء الرائدات اللاتي عملن بصمت من اجل مجتمع حديث يشارك افراده من الاناث والذكور في صناعة تنمية عقول افراده. واضافت القدسي: ان مسيرة العطاء الرائدة العولقي بدأت في مجتمع لا يعترف بدور النساء الا في حدود دورهن في انجاب الاطفال كما انه مجتمع يطلق نعوتا وصفات كثيرة على النساء الناشطات اقله التفسخ من العائلة والعمالة والعهر. من جانبه قال مدير عام مكتب التربية والتعليم الدكتور مهدي عبد السلام: ان ملتقى المراة وهو يكرم ابرز القيادات النسوية في المجال التربوي والاجتماعي بالمحافظة فانه قد لامس الجرح الذي كان يفترض بالجهات المعنية ان تقوم به من زمان تجاه هذه الرموز النسوية التنويرية في البلد, مؤكدا دعم مكتبه للعولقي كواحدة من أبرز الرائدات في مجال تعليم الفتاة في اليمن. فيما قال فيصل سعيد فارع مدير عام مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بتعز: ان فاطمة العولقي تعد واحدة من الهامات التربوية المبرزة في مجال العمل التنويري في اليمن. واضاف: انه بالنظر الى مطوية سيرتها الذاتية العطرية لا يملك المرء الا ان يقف اجلالا لها بل ويحنى هامته احتراما لها, شاكرا ملتقى المراة على هذه اللفتة الانسانية الكريمة.
من جانبها قالت المكرمة فاطمة العولقي ان تكريمها اليوم من قبل الملتقي يعد لفتة انسانية حانية جاءت في الوقت المناسب بعد ان كان الياس والاكتئاب قد بلغ مبلغه فيها. وقالت ان هذا التكريم بعث فيها املا في النفس وروحا في القلب لمقاومة الحياة و وقالت كنت اتوقع ان يتم تكريمي من قبل الناس الذين تعبت لاجلهم، شاكرة ملتقى المراة وكل محبيها الذين حضروا حفل تكريمها اليوم.
هذا وقد القيت في الحفل ايضا عدد من الكلمات من قبل عدد من القيادات النسوية بالمحافظة عبرت جميعها عن عميق الحب للمكرمة العولقي التي كان الدور الطليعي في مجال الحركة النسوية والتنويرية بشكل عام, فيما تم في نهاية الحفل منح المكرمة درع الملتقي وسط نهر من الدموع الذي غسل ماقي زميلاتها وطالباتها خفف منه سحابة امل طالت نفوسهم اليوم بتكريم زميلتهم ومعلمتهم ربما قد تمتد الى رائدات اخرى يحتجن الى من ينفض الغبار من فوقهن وما اكثرهن في محافظة تعز.
جدير بالاشارة الى ان المكرمة من مواليد 1947 محافظة شبوه وشاركت في تاسيس نظام واستراتيجة التربية والتعليم وخاصة تعليم الفتيات في اليمن بعد ثورة 26 سبتمبر 1962م وهي او مديرة مدرسة للفتيات واول من اسس للحراك النسائي من خلال جمعية المراة اليمنية وهي ايضا اول امراة تمثل نساء اليمن في محافل اقليمية ودولية حيث شاركت في وضع الاسس واللبنة الاولى للقوانين الخاصة بالاسرة والمواطنة المتساوية مع رائدات عربيات اخريات..