انطلقت ظهر اليوم الاثنين قافلة إغاثة نوعية تولى تجهيزها المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنساء اليمن، وتضم عدد كبير من المركبات المحملة بالاحتياجات النسوية الخاصة، واحتياجات الطفولة، والتي لم يسبق أن شملتها مساعدات الاغاثة الواصلة للنازحين جراء حرب صعده من قبل المنظمات الدولية واللجان الشعبية. وتأتي هذه القافلة النوعية في إطار خطة الاتحاد المبنية على مخرجات تقارير لجان النزول الميداني، التي رصدت احتياجات الأسر النازحة من مناطق الحرب، وكان في صدارتها قائمة الاحتجاجات النسوية الخاصة، فضلاً عن مستلزمات حفظ ونقل المياه، ومستلزمات المعيشة اليومية، والتي ستسهم جميع فروع اتحاد النساء بالمحافظات في إغاثة الأسر النازحة بها- طبقاً لما أفادت به الأستاذة رمزية الارياني، رئيسة الاتحاد. وكشفت السيدة الارياني- في تصريحها ل"نبأ نيوز"- أن اتحاد النساء أرسل فرقاً ميدانية لمسح الاحتياجات، وأن تقاريرها أكدت وفرة المواد الغذائية بشكل كبير، غير أن هناك متطلبات أخرى تتعلق بالطفولة والامومة لم تؤمنها قوافل الاغاثة السابقة، وهو الأمر الذي أخذه الاتحاد على عاتقه في المرحلة الراهنة.. وأشارت إلى أن الاتحاد ينسق حالياً مع إحدى المنظمات الدولية لتسيير أربعة قوافل، اثنتان منها إلى صعده عن طريق الجوف، والثالثة إلى مخيم المزراق بحرض، والرابعة إلى عمران والتي تتوقع انطلاقها الأسبوع القادم. في نفس الوقت الذي كشفت عن فرق دعم نفسي واجتماعي ترافق قوافل الاتحاد، وتتألف من عدد من الاخصائيين والاخصائيات الاجتماعيين والنفسيين الذين سيعملون على دعم الحالة المعنوية للأسر النازحة، وتخفيف الأثر النفسي الذي خلفته الحرب في نفوس الأسر النازحة، خاصة في ظل الانتهاكات الصارخة التي تعرضوا لها على أيدي عصابات التمرد والارهاب الحوثية. وأماطت السيدة الارياني النقاب عن جملة من الممارسات الاجرامية التي ارتكبها الحوثيون بحق النساء، كأعمال القتل، والاغتصاب، وبقر بطون بعض النساء، وتعرض البعض لقطع الأيدي، والضرب، وممارسات شنيعة لا يمكن أن يأتي بها إنسان مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؛ معربة عن أسفها الشديد لكل ما تواجهه نساء صعدة من معاناة إنسانية مريرة. وحملت رئيسة اتحاد نساء اليمن، الأمينة العامة لاتحاد النساء العربي، جميع الجهات الرسمية والمدنية مسئولية حماية المجتمع من الثقافة المتطرفة التي تعمل هذه الجماعات على غرسها في نفوس الشباب، داعية إلى توحيد مناهج التعليم، وايجاد مناهج تأخذ بالوسطية والاعتدال، وتنبذ كل ما هو متطرف لا يتفق مع أخلاقيات الشعب اليمني الاسلامية. شخصيات نسوية عديدة من عضوات المكتب التنفيذي تحدثن على هامش تجهيز القافلة عن حجم المعاناة التي تسببت بها الحرب للنساء، وأعربن عن دهشتهن العظيمة لما ارتكبه الحوثيون من جرائم بحق نساء صعده، واصفات ذلك بأنه غريب عن الثقافة والأعراف اليمنية التي تحترم المرأة، وتمنحها خصوصية فريده من المعاملة أينما ذهبت. وذكرت المتحدثات أن ما حدث يدق ناقوس الخطر، ويوجب على الجميع استنفار كل الطاقات والامكانيات للتصدي لهذه الممارسات الغريبة، ومنع استشراء ما يروج له الحوثيون من أفكار تكفيرية، واباحية، وعنصرية تعد في مقدمة ما نبذته الديانة الاسلامية السمحاء. ودعت النساء القيادة السياسية إلى رفض أي حوارات مع الحوثيين، ومواصلة الحرب حتى يتم تطهير الوطن من رجسهم، مؤكدات أن أزواجهن وأخوانهن وأبنائهن الذين يسقطون شهداء في الحرب هم بمثابة التضحية التي يقدمها الشعب ثمناً للحياة الآمنة الكريمة، لكل الأجيال اليمنية القادمة. وهكذا، بدأت نساء اليمن قوافل الاغاثة النسوية من مدينة رداع، فصنعاء، فبقية المحافظات، ليكون ذلك هو الرسالة الفصيحة التي توجهها المرأة اليمنية في هذا الزمن العصيب لكل المتآمرين على الوطن، بأن ثمة جيش من النساء لا يكل عن زف الأزواج والأبناء والأخوان فداء لليمن، فيما هو الظهير الذي يمد الجميع بأسباب الصمود والانتصار..!