أكدت مصادر رسمية سعودية أن ما يزيد عن (40) عنصراً حوثياً استسلموا خلال الساعات القليلة الماضية، فيما قتل عشرات آخرين، بعد هجوم شنته وحدات عسكرية سعودية على المناطق المتاخمة لجبل دخان بمنطقة جيزان، فيما تفيد مصادر "نبأ نيوز" ارتفاع عدد الضحايا السعوديين إلى (9) شهداء، بينهم (5) مدنيين (4 نساء ورجل) جميعهم من أسرة واحدة، فيما قدر عدد المصابين بما يزيد عن (35) شخصاً، نصفهم تقريباً من المدنيين. وتفيد مصادر "نبأ نيوز": أن سلطات المملكة قامت بتحريك اللواء الرابع من منطقة خميس مشيط العسكرية إلى نجران بعد قيام مجاميع حوثية بمد عدوانها الى تلك الجهات، وقد أعقبها تحرك وحدات عسكرية سعودية من قوات المشاة والدروع مساء أمس الخميس باتجاه إحدى المناطق المتاخمة للحدود السعودية من جهة قطاع الملاحيظ، بعد رصد مجاميع حوثية كبيرة وهي تتخذ مواقعها في المنطقة استعداداً لشن هجوم على مناطق سعودية جديدة، وسط توقعات قادة عسكريين يمنيين وسعوديين بأن الحوثيين متجهون إلى توسيع جبهة العدوان على المملكة، وتنفيذ هجمات على أكثر من منطقة. وفيما واصل سلاح الجو السعودي تسديد ضربات موجعة للعناصر الحوثية، وتدمير معاقلهم في جبل دخان، والمناطق السعودية الأخرى التي تتسللوا اليها خلال اليومين الماضيين، فإن المملكة العربية السعودية أكدت رسمياً اليوم الجمعة أن هجومها على المتمردين اليمنيين سيستمر الى أن يتم القضاء على أي وجود لهم على أراضيها". ونقلت وكالة الانباء السعودية عن مصدر مسؤول قوله: "دخول هؤلاء المسلحين الى الاراضي السعودية والاعتداء على دوريات حرس الحدود وقتل وجرح عدد منهم والتواجد على أرض سعودية هو انتهاك سيادي يعطي للمملكة كامل الحق باتخاذ كافة الاجراءات لانهاء هذا التواجد غير المشروع." وأضاف: "العمليات سوف تستمر لحين اكتمال تطهير كافة المواقع داخل الاراضي السعودية من أي عنصر معاد مع اتخاذ التدابير اللازمة للحد من تكرار ذلك مستقبلاً". وفي الوقت الذي تخوض القوات السعودية مواجهات شرسة مع المتمردين الحوثيين، فإن مصادر محلية يمنية كشفت ل"نبأ نيوز" عن تحركات كثيفة للقوات المسلحة اليمنية، واستعدادات كبيرة تدور في مختلف قطاعات صعده وسفيان، وأن وحدات جديدة من الجيش شوهدت تتوجه الى ساحة المعركة، مؤكدة أن نذر هجوم شامل تلوح في الأفق خلال ال(24) ساعة القادمة، ومرجحة أن يكون ذلك رهاناً على توجيه ضربة قاصمة لظهر المتمردين. وتأتي هذه الاستعدادات تأكيداً لما صرح به مصدر عسكري مسئول بأن "ان المعركة الحقيقية ضد العناصر الإرهابية المثيرة للفتنة في صعدة لم تبدأ بعد، وان أبطال القوات المسلحة والأمن لم يبدأوا حتى الآن مواجهتهم الحقيقية والشاملة ضد تلك العناصر"، متوعداً الحوثيين بأن "الفترة القليلة القادمة حبلى بالمفاجآت التي ستصعق تلك العناصر وتوليها الأدبار". وطبقاً للتقارير الميدانية الواردة من الجانب السعودي، فإن هجوماً بقذائف "آ ر. بي. جي" على إحدى القرى السعودية أمس الخميس تسبب بسقوط خمس شهداء من أسرة واحدة (4 نساء ورجل) بعد سقوط القذيفة على منزلهم، الذي انهار بالكامل فوق أفراد الأسرة، وأدى الى مقتل رب الأسرة، وزوجتيه (مريم الشاكر وفاطمة سليماني)، وابنتيه (فاطم وسهام هزازي).. في نفس الوقت الذي أسفر الهجوم بالقاذفات عن إصابة (10) مواطنين سعوديين من نفس القرية، تم نقلهم الى مستشفى "صامطة" العام، فيما تم تحويل حالتين إلى مستشفى الملك فهد العام- طبقاً لما ذكرته "الشرق الأوسط". وكانت السلطات السعودية قد استنفرت في وقت مبكر من العدوان كافة أجهزة دفاعها المدني، وقامت بإخلاء أربعة قرى هي (مجدعة، والروقي، والمقبص، والغاوية)، كما أغلقت (11) مدرسة في المناطق القريبة التي تتوقع وصول رصاص أو قذائف المتمردين إليها، وفتحت معسكرات خاصة لاستقبال النازحين- بما فيهم اليمنيين في القرى المتاخة للحدود.. كما قدمت سلطات المملكة مبلغ (8000) ريال سعودي لبعض الأسر النازحة لتتدبر بها معيشتها.