دعا محافظ محافظ محافظة تعز حمود الصوفي الباحثين والعلماء وضع حد لحالة الهذيان الفكري والثرثرة المذهبية والفكرية والتخريبية التي تمر بها الأمة باعتبار ان العلماء هم صفوة المجتمع وهم الاكفأ والاقدر في توصيل رسالة قوية مفادها ان الحياة لا تتوقف او تتقهقر وان الانفعال وردود الافعال والمشاريع الصغيرة لا تصلح ابدا ان تكون اساسا للعلم والمعرفة وبناء الاوطان. جاء ذلك على هامش افتتاح أعمال المؤتمر العلمي السادس لعلوم الحياة الذي تنظمه الجمعية العلمية لعلوم الحياة في رحاب جامعة تعز ومؤسسة السعيد للعلوم والثقافة على مدى يومين بمشاركة عدد من الباحثين العرب والأجانب.
وأكد الصوفي دعم السلطة المحلية للبحث العلمي كمنهج يعكس التوجه العام للحكومة والدولة والمجتمع عبر عن نفسه بوضوح في البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس الذي جعل من علوم الحياة عنوانا لأهم مكوناته وحاز على ثقة الجماهير, مشيراً الى ان الجمعية العلمية التي تنتظم كل عام في محافظة يمنية تحط رحالها اليوم في تعز وسط اريج استثنائي خاص ليس بتغير الزمان واقتراب المكان ولكن لان تعز بفضلها وريحانها ورائحة الكاذي الممتليء بالمشاقر الملونة وبقلعتها ودويلاتها تصلح ان تكون مرجعا ثريا لمن يريد ان يسبر اغوار التاريخ. رئيس الجمعية العلمية واللجنة التحضيرية الدكتور عبد الله ناشر- اشار في كلمته الى ان تاخر انعقاد المؤتمر بتعز مرده ان منازعة الحب بين مدن الوطن اليمني يجعل المفاضلة بينها صعبا علينا, وقال: ان ثمان سنوات مضت من عمر الجمعية العلمية لعلوم الحياة تحقق فيها الكثير بالرغم من امكانياتها الشحيحة وهذا يعكس القدرات الغير العادية لاعضاء الجمعية الذي يعد رأس المال الحقيقي لها وللوطن, معربا عن سروره ان يحصد علماء الجمعية كل جوائز فخامة الرئيس للبحوث العلمية والتي مثلت أكثر من 60 % من جملة الجوائز التي تم اعتمادها لتمويل البحوث العلمية. وتابع: ليس غريبا ان الجائزة الوحيدة من جوائز فخامة الرئيس للبحث العلمي ذات العلاقة بعلوم الحياة كانت من نصيب المبدعين من اعضاء الجمعية, داعيا علماء الجمعية للمنافسة على جائزة العلوم الزراعية والبيئية, معلنا ان الجمعية ستقدم لهم كل العون لتسهيل مهمتهم في حدود امكانياتها المتواضعة. وأوضح: ان هذا المؤتمر يأتي هذا العام مصاحبا لانجازات أخرى تحققت للجمعية حيث سيتم تدشين يوم الاحد موقع الجمعية الالكتروني وذلك لتسهيل التواصل بين أعضاءها وبلغتين، كما سيحتوي على قاعدة بيانات الجمعية وانشطتها المختلفة, علاوة على ان الجمعية عملت لتحقيق احد اهدافها المتمثل في مناقشة لائحة الترجمة والتاليف والنشر لاقراراها وذلك لتشجيع اعضاء الجمعية على التاليف والنشر والترجمة في مختلف مجالات علوم الحياة سعيا منها للمساهمة في توثيق الانجازات العلمية المختلفة لما يكفل حماية حقوق الباحثين العلمية والادبية. وكشف: ان الباحثين سيقدمون على مدى يومين 102 بحثا في جميع محاور علوم الحياة في الزراعة والطب والصيدلة والصحة العامة وعلوم البحار والبيئة والحياة والتنوع الحيوي وعلوم الحياة الاخرى وذلك في 15 جلسة علمية تنعقد في مؤسسة السعيد, كما ستعقد الجمعية اليوم الاحد مؤتمرها العام السابع لمناقشة التقارير والتي ستتوجع بانتخاب هيئة ادارية جديدة للجمعية للعامين القادمين.
والقي عبد الخبير العامري رئيس نقابة تجار المواد الزراعية كلمة منظمة المجتمع المدني اشار فيها الى ان هذا المؤتمر هو تجسيد وحدوي ليس على المستوى الوطن اليمني بل على مستوى العالم العربي, مشيدا بالمستوى الذي وصلت اليه الجمعية العلمية لعلوم الحياة. وقال: ان الظروف التي يمر بها الوطن تتطلب الوقوف بحزم لمواجهة التحديات الصعبة والتي تتطلب منا جميعا ان نراجع اجندتنا وترتيب اولوياتنا كل في مجاله وحسب امكانياته, موضحا انه لا بد من الاهتمام بالحث العلمي بالقدر الكافي من الدعم والاهتمام كونه المدخل الانسب لتنمية حقيقية في جميع المجالات, منوها انه لا بد ان تتوزع هيكلية البحث العلمي ومهامه وفعالياته وتطويره على كل من الدولة وادارة مؤسسات البحث العلمي ومنظمات المجتمع المدني التخصصية والقطاع الخاص.
من جانبه، اكد محمد عبد الله الصوفي- رئيس جامعة تعز- ان التئام الباحثين والعلماء من كافة انحاء الوطن يجسد معنى الوحدة الوطنية , وقال ان هذا المؤتمر ياتي ضمن المسيرة العلمية التي تخطوها جمعية علوم الحياة اليمنية الذي ياتي انطلاقا من اهدافها والتي من ابرزها النهوض بالبحث العلمي في مجالات علوم الحياة المختلفة وتشجيع التواصل بين الدارسين والباحثين من داخل اليمن وخارجه. وقال انه لا يمكن النهوض بالبحث العلمي وتشجيع التواصل بين الباحثين والدارسين دون توفر عدد من الظروف والمناخات والاليات ومن بينها المؤتمرات العلمية والدوريات والمجلات العلمية التي توفر فرصا لنشر الابحاث والدراسات , مشيدا بجهود الجمعية وتمكنها من عقد مؤتمراتها بشكل دوري اضافة الى اصدارها مجلة علمية محترمة , ودعا المتخصصين في مجالات العلوم الاخرى لتأسيس جمعيات علمية خاصة بهم كونها السبيل للنهوض بالبحث العلمي. واشار الى ان العالم يشهد تسارعا واصبحت مكانة الامم ورقيها مرهونة بمستوى فعالية الانشطة وانتاج المعرفة والبحث العلمي الذي يعد وسيلة هامة للتتنمية والتطور في اي بلد, متمنيا ان يسهم المؤتمر في توفير معرفة علمية يستفيد منها الباحثون في المجالات المختلفة والتي تمثل اهتمامات الجمعية والمؤتمر إضافة الى اهمية الاستفادة من البحوث والدراسات بالنسبة للجهات والمؤسسات وصناع القرار, مثمنا كل المساهمات والمشاركات التي تضمنها هذا المؤتمر والتي ستعرض خلال جلسيات المؤتمر على مدى يومين كاملين.