واصلت إيران تصعيد حربها الإعلامية على المملكة العربية السعودية، على المستويين الرسمي والمنابر الدينية، ونددت السبت مجدداً بما أسمته ب"التدخل السعودي في النزاع اليمني" على لسان رئيس البرلمان علي لاريجاني، الذي دعا إلى التفاوض مع الحوثي. وتساءل لاريجاني إزاء دوافع السعودية من التدخل عسكرياً في شمال اليمن، وقال إنه أدى إلى تفاقم الوضع هناك، مؤكداً أن المفاوضات هي السبيل الوحيد لنزع فتيل الأزمة في اليمن، طبقاً لما أورده موقع "برس تي في" الإيراني. ونصح لاريجاني حكومة الرياض بوقف "التحريض على الانقسام بين المسلمين". وأضاف قائلاً: "إذا كان للسعوديين صواريخ... فلماذا لا تستخدمها ضد إسرائيل عوضاً عن ضرب الفقراء الأبرياء بها..؟ الحكومة السعودية مسلمة ولا ينبغي أن تثير الفرقة بين المسلمين". وشدد لاريجاني على أن مشاركة السعودية في الصراع الدائر في اليمن تصرف يبث "الفتنة بتحريض من أعداء الإسلام"- حسب التقرير. وتأتي تصريحات علي لاريجاني بعد يوم واحد من هجوم مماثل شنه أحمد جنتي- إمام جمعة طهران المؤقت، والذي قال في خطبته أمس: «إن من يستضيفون المسلمين في مكة يساعدون الحكومة اليمنية على قتل الأهالي والنساء والأطفال الأبرياء في هذا البلد في الشهر الحرام»، حسب قوله. وتساءل: «إلى متى تبقى هذه الدول خدم لأميركا وتخون الشعوب؟». وأضاف: «إن بث الفرقة بين المسلمين يعتبر أكبر ذنب يقترف في الوقت الحاضر»، ودعا إلى «اجتناب هكذا عمل». وقال «إن كل من يتصور أن بإمكانه أن ينتزع عداء أميركا وإسرائيل من قلوب الإيرانيين فهو مخطئ.. ان هذا الأمر لن يتحقق». هذا وكانت إيران قد حاولت السعي لتقديم مبادرة للسلام بين الحوثيين والحكومتين اليمنية والسعودية، غير أن صنعاء رفضت استقبال وزير خارجيتها، قاطعة الطريق على أي مبادرات تقول أنها ليست للسلام وإنما لانقاذ الحوثي الذي بات يلتقط أنفاسه الأخيرة، وسط ما يبدو إصرار يمني سعودي لاجتثاث الحوثيين نهائياً وإزالة أي اثر قد يتحول إلى مصدر تهديد جديد مستقبلاً وفتيل اشتعال حرب سابعة.