فجأة وبعيداً من أصدقائه وخارج وطنه، رحل الممثل الكويتي القدير خالد النفيسي، الشخصية التي رسمت تاريخاً مضيئاً بالأعمال المتميزة، وطالما قدمت إضافات للدراما والمسرح في وطنه الكويت، ما جعلها رمزاً يصعب تقليده أو تكراره. فبعد جراحات عدة العام الماضي لاستئصال أورام خبيثة من تحت الرقبة، تعرض النفيسي يوم الاثنين الماضي لأزمة قلبية في منزله في الرباط، وحاول الأطباء نقله إلى لندن إلا أن المنية وافته قبل ذلك. ومن المقرر أن ينقل جثمانه إلى وطنه الكويت ليدفن هناك. لم تكن مكانته كصاحب تجربة ومرجعية ثقافية واسعة، لتخفى على المهتمين سواء من داخل منطقة الخليج أم خارجها، خصوصاً انه عضو في جمعية المسرح العربي. شارك في عدد من الروائع الدرامية إلى جانب رواد التمثيل العربي، من «درب الزلق» إلى «أمي وأبي مع التحية» و«ديوان السبيل» و«الحيالة» وأخيراً «عديل الروح». أما في السينما، فيعتبر النفيسي أحد أهم رواد السينما الكويتية، وعمل في فيلمي «الصمت» و «العاصفة» الذي كرم عن مشاركته فيه في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ولعلّ أبرز المحطات في مسيرة الفنان الكويتي، المسرحيات السياسية ذات المضامين النقدية التي أسهمت في ايجاد حال من الوعي السياسي وإيمان بدور المسرح السياسي بالإصلاح، ومن تلك الأعمال «ممثل الشعب»، «حرم سعادة الوزير»، «دقت الساعة». تجدر الإشارة إلى أن النفيسي تزوج مرة واحدة، واستمرت العلاقة عاماً واحداً، ولم تدم طويلاً، بعدها فضل أن يعيش حياة العزوبية مدى حياته، ليتفرغ لفنه. ويقول الفنان عبدالحسين عبدالرضا، رفيق دربه، إن «خالد النفيسي كان يحب أن يرى أثر تمثيله في شفاه الجمهور ووجوههم من على خشبة المسرح، مشيراً إلى أن رحيله يحدث فراغاً وفجوة كبيرين في نفوس زملائه الفنانين والمتلقين الذين عشقوا فنه الراقي، علماً أن أكثر ما يميز شخصيته الفنية هو تقبله للنقد والتوجيه على رغم انه مدرسة مستقلة بحد ذاتها. تواريخ ومحطات - أحد كبار الفنانين في المسرح والتلفزيون والسينما في الكويت. - أحد مؤسسي المسرح العربي. - كان عضواً في أول مجلس إدارة للفرقة بين موسمي 1963 و 1969، ثم في موسم 1973 و 1974. - تسلم إدارة فرقة المسرح العربي في الموسم الثقافي الثالث 1966 - 1967. - بدأ حياته الفنية في خمسينات القرن الماضي، حينما مثل مسرحية «ضاع الأمل» عام 1957، إلى جانب صالح العجيري وعقاب الخطيب وسعد القطامي. كما عمل مع الفنان عبدالحسين عبدالرضا في أعمال مسرحية وتلفزيونية عدة. - شارك في عشرات الأعمال المسرحية داخل الفرقة ومع المسرح الخاص، من ضمنها: «حرم سعادة الوزير»، «فاتها القطار»، «استارثوني وأنا حي»، «مضحك الخليفة»، «عشت وشفت»، - شارك في عشرات المسلسلات التلفزيونية والإذاعية الكويتية. - شارك في أفلام السينمائية منها «الصمت».