رئيس وزراء ايرلندا الشمالية بيتر روبنسون الذي اضطر الى ترك منصبه موقتا بسبب فضيحة جنسية-سياسية ناجمة عن اقامة زوجته ايريس علاقة غرامية بشاب يصغرها سنا، عاش وزوجته حياة ترف تتناقض مع تقاليد التقشف المتبعة في بلفاست، فكان انهيار بيتهما السياسي مدويا. واعلنت ايريس روبنسون (60 عاما)، وهي من اتباع البروتستانتية المتزمتة، الاسبوع الفائت ان الله غفر لها العلاقة الغرامية التي اقامتها مع شاب يبلغ اليوم من العمر 21 عاما. ولكن الرأي العام في ايرلندا الشمالية لم يوافقها الرأي وهو لا يبدي اي تساهل معها. ويشتبه في ان رئيس الوزراء، الذي يؤكد براءته، لم يبلغ السلطات بالتحويلات المالية المفترضة التي قدمتها زوجته لعشيقها الشاب كيرك ماكمبلي. ويعتقد ان ايريس، وهي ايضا عضو في البرلمان، حصلت في 2008 على 55 الف يورو من مستثمرين اثنين قدمتها لعشيقها لمساعدته على فتح مطعم. وتفيد مزاعم بان رئيس الوزراء كان على علم بالعلاقة الغرامية التي جمعت زوجته بالشاب، لكنه لم يبلغ السلطات المعنية، الامر الذي يشكل انتهاكا لانظمة البرلمان. الا انه نفى ان يكون قد علم سابقا بامر هذه العلاقة او بالمال الذي حصلت عليه زوجته. وقال "لم اكن على علم على الاطلاق (..) اذا اخفى عنكم احد علاقة فليس مستغربا ان يخفي كل ما هو متصل بها". وتزوج بيتر وايريس روبنسون في 1970 وهما عضوان في البرلمان البريطاني وكذلك في الجمعية العامة في ايرلندا الشمالية. وبلغ الزوجان اوج نجاحهما بعد تعيين بيتر روبنسون رئيسا للوزراء في حزيران/يونيو 2008 بعد مسيرة طويلة في الحزب الوحدوي الديموقراطي. فقد كانت حياة الزوجين غاية في الترف، وناهزت مصاريفهما مداخيلهما المقدرة ب500 الف جنيه استرليني سنويا (550 الف يورو)، بحسب الصحف التي نشرت هذه الارقام لدى انفجار فضيحة اخرى هي فضيحة فواتير البرلمانيين البريطانيين. وفي هذا الاطار وصفت صحافية في اسبوعية "صنداي هيرالد" المناطقية دعاها آل روبنسون الى منزلهما في شرق بلفاست، المنزل من الداخل بانه اشبه بمتحف مليء بالاثريات والتحف تزينه الستائر الحريرية والثريات. وبحسب تقارير اعلامية فان الزوجين يملكان منزلا ثانيا في ولاية فلوريدا. ونفى آل روبنسون وجود اي مخالفة في فواتيرهم. ولكن ايريس، التي استقالت من مهامها، ستكون معركتها اكثر صعوبة في دفع اتهامات "النفاق" الموجهة اليها. وبعيد ايام من تولي زوجها مهام رئاسة الوزراء، وصفت ايريس المثلية الجنسية بانها "بغيضة"، في استعارة لتعبير من الكتاب المقدس، الامر الذي اثار عاصفة من الاحتجاجات. وشكل اقرارها اخيرا، في بيان، بانها اقامت علاقة غرامية مع شاب يصغرها باربعين عاما، هو نجل صديق للعائلة توفي مؤخرا، صدمة بالنسبة الى الرأي العام في بلفاست زاد من وقعها تمسك الزوجين طويلا بالقيم البروتستانتية المتزمتة. ويقول تيم وهو سائق سيارة اجرة شمال بلفاست ان "الناس لا يتعاطفون معها البتة"، موضحا انه "في الوقت الذي كانت تهاجم فيه المثلية، كانت ترتكب هي نفسها الزنا، وهي (المحظورة) في الوصايا العشر". وفي مقاطعة يشكل فيه الدين، سواء اكان كاثوليكيا ام بروتستانتيا جزءا لا يتجزأ من الحياة السياسية، جاءت هذه الفضيحة التي تمزج بين الجنس والسياسة والمال لتزيد من وقع الصدمة. وكتبت عبارة "زناة" بالاحمر على لوحة لكنيسة العنصرة في شمال بلفاست حيث يصلي الزوجان. وحتى في دائرتها الانتخابية في شرق بلفاست، من النادر ان تجد من يؤيد النائبة ايريس روبنسون. ويقول احد التجار رافضا الكشف عن اسمه "اشعر بالاسف حيال اسرتها واطفالها"، مضيفا "انها امرأة غبية حقا". وكانت ايريس روبنسون اعلنت الاسبوع الماضي في بيان ان ما فعلته ناجم عن اصابتها بالاكتئاب. وقال بيتر روبنسون انه اختار البقاء بجانب زوجته، التي تخضع حاليا لعلاج نفسي في بلفاست، لمساعدتها على الشفاء، الا ان مستقبله السياسي غامض جدا.