قرر اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين تجميد صلاحيات الهيئات الإدارية في ثلاثة من فروعه هي فرع صنعاء وفرع تعز وفرع أبين، إلى جانب تكليف الأمانة العامة للاتحاد بسحب الختم الرسمي من فرع صنعاء وإقفال مكاتبه الإدارية وإلزام أعضاء الهيئات الإدارية في الفروع الثلاثة بالتوقف عن ممارسة صلاحياتهم حتى إشعار آخر. وكانت اللجنة التحضيرية للمؤتمر العاشر للاتحاد قد اتخذت قرار تجميد الهيئات في الفروع الثلاثة يوم الخميس الماضي، على أن تعاود مناقشة الموضوع في اجتماعها القادم نهاية فبراير. ولوحظ أن البعض من قيادات الاتحاد تهربوا من حسم الخلاف حول رئاسة فرع صنعاء خوفا من أن يؤثر تدخلهم المباشر على حظوظهم في الفوز من جديد في انتخابات المؤتمر العام للاتحاد الذي من المقرر أن ينعقد قريباً. إلغاء تدخل الشؤون الاجتماعية في السياق ذاته، قال مصدر في اتحاد الأدباء إن قرار اللجنة التحضيرية يلغي إعلان مكتب الشؤون الاجتماعية بشأن تحديد المهام بين أعضاء الهيئة الإدارية لفرع صنعاء، وهو الإعلان الذي قوبل باستهجان باعتباره يشكل سابقة خطيرة تشرع للتدخل الرسمي في شؤون الاتحاد وغيره من مؤسسات المجتمع المدني. وقال إن قرار اللجنة التحضيرية بسحب الختم من فرع صنعاء يعد ردا خجولاً على هذا التدخل، لكن الخلاف الآن بات محصورا في الإطار النقابي، ولا يمكن حله إلا بالاحتكام للنظام الأساسي الذي يشكل ضمانة لوحدة الكيان الجامع للأدباء. وفي حين كشف قرار التجميد بروز خلافات في فرع تعز، يبدو اتخاذ مثل هذا الإجراء ملائماً لأوضاع فرع أبين الذي لم يعقد مؤتمره الفرعي حتى الآن وبالتالي لم يعد لهيئته الإدارية شرعية تخولها بممارسة عملها. ورغم أن التجميد يبطل تدخل الشؤون الاجتماعية في فرع صنعاء، إلا أنه يعكس تهرب اللجنة التحضيرية من الانحياز للنظام الأساسي للاتحاد ولأغلبية أعضاء الهيئة الذين انتخبوا الشاعرة فاطمة العشبي لرئاسة فرع صنعاء. حسابات شخصية ومخاوف وبحسب متابعين فإن قرار التجميد لا يحل الإشكالات القائمة في الفروع الثلاثة بقدر ما يؤجل البت فيها،.وأن هذا التأجيل غير المبرر يكشف عن خضوع أغلب قيادات الاتحاد لحسابات شخصية ومخاوف من أن يؤدي اتخاذ قرارات حاسمة بهذا الشأن إلى خسارتهم لأصوات مضمونة في الانتخابات القادمة، وبخاصة أن تشابك المصالح والتحالفات لضمان الفوز بمقاعد الأمانة العامة والمجلس التنفيذي هي التي دفعت باتجاه التحكم بنتائج الفروع في إطار التقاسم والترتيبات المسبقة لنتائج المؤتمر العاشر. من جهته قال الأديب محمد عبد الوكيل جازم عضو الهيئة الإدارية لفرع صنعاء أن قيادات الاتحاد تتخذ من الإشكال الحاصل في فرع صنعاء وسيلة لتصفية حساباتها، وأنها تتهرب من أداء واجبها النقابي تجاه الفرع وتبقي الخلاف معلقاً، وأن تجميد صلاحيات الهيئة الإدارية يصب في هذا الاتجاه العبثي الذي أدى إلى تدهور الاتحاد وجعله يتخلى عن دوره الثقافي. غياب أم هروب وكانت اللجنة التحضيرية للمؤتمر العاشر لاتحاد الأدباء قد عقدت يومي الأربعاء والخميس اجتماعين متتاليين، وخلال استعراضها لنتائج مؤتمرات الفروع لم تتوصل لقرار نهائي بشأن الخلاف القائم بين أعضاء الهيئة الإدارية لفرع الاتحاد بصنعاء. وفي جلسة الأربعاء انسحب الدكتور عبد الله البار رئيس الاتحاد بعد انسحاب الرئيس السابق لفرع صنعاء، إثر مشادة بين الأخير وأحمد ناجي أحمد نائب أمين عام الاتحاد عضو اللجنة التحضيرية الذي أكد أنه شهد حضور جانب من لقاء الهيئة الإدارية لفرع صنعاء الذي تم فيه توزيع المهام بين أعضائها واختيار الشاعرة فاطمة العشبي لتولي رئاسة الفرع، وأكد ناجي شرعية ذلك اللقاء وأنه تم بحضور جميع أعضاء الهيئة، وأن انسحاب رئيس الفرع السابق ورفضه لتوافق الأغلبية لا يبطل النتائج التي توصل إليها أعضاء الهيئة، باعتبار أن كل هيئات الاتحاد ناخبة وتتخذ قراراتها بالأغلبية. وفي غياب ملحوظ لأغلب أعضاء اللجنة التحضيرية ترأست الشاعرة هدى أبلان أمين عام الاتحاد اجتماع الخميس الماضي الذي خرج بقرار تعليق صلاحيات الهيئات الإدارية في فروع صنعاءوتعزوأبين، فيما لم تحدد اللجنة حتى الآن موعداً نهائياً لعقد المؤتمر العام.