يجلس أتا تسومو في استرخاء أمام منزله تحت ظلال شجرة مانجو، وترتسم ابتسامة خافتة فقط على شفتيه كرد فعل له إزاء رأيه عن الضجة التي حدثت حول جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا بسبب جمعه بين ثلاث زوجات وإنجابه طفلا خارج إطار الزوجية. وتسومو قاض متقاعد كان يعمل بمحكمة جزئية ببلدة ماليندي الواقعة على الساحل الكيني ويبلغ من العمر 62 عاما، ويعاني من مشكلات خاصة بأبنائه. ومن هذه المشكلات عدم قدرته على تذكر أسماء كل أولاده وتواريخ ميلادهم، فقد أنجبت زوجاته السبع أكثر من خمسين ابنا. وتوفيت زوجته الأولى وقام بتطليق اثنتين أخريين، وهو كمسلم غير مسموح له بالجمع بين أكثر من أربع زوجات، وتدير زوجاته الأربع حاليا مزرعته الواسعة ويحافظن على سلامتها. ولا ترى فاطيما تسومو -52 عاما- وهي أم 11 من أبنائه ما يدعو للاعتراض في العائلات التي يسود فيها تعدد الزوجات. وتقول إن زوجها يعامل جميع زوجاته على قدم المساواة وأنهن يتعاملن مع بعضهن البعض ومع هذا الوضع بشكل حسن، غير أن الأمر سيكون مختلفا في حال تمييز تسومو إحدى زوجاته أو أبنائها. ولم يلحق تعدد الزوجات الضرر بحياة تسومو المهنية كقاض، على الرغم من أن الحكومة الكينية لا تسمح بالتسجيل المدني لتعدد الزوجات، غير أنها تعترف بهذه الزيجات وفقا للقانون العرفي. ويثير مشروع قانون يناقشه البرلمان الكيني حاليا جدلا حاميا في هذه الدولة الواقعة في شرقي القارة الأفريقية، ويقضي مشروع القانون بالسماح بتسجيل تعدد الزوجات مدنيا بشرط أن يقر الزوج قبل تسجيله زواجه الأول بأنه يعتزم الزواج مستقبلا بأكثر من واحدة، كما أثار مشروع القانون اعتراضات معظمها من جانب رجال الدين المسيحيين. ويرى سيروس جيرونجو عضو البرلمان الكيني والذي يحتفظ بثلاثة زوجات أن مشروع القانون الجديد يوضح الوضع القانوني لتعدد الزوجات كما أنه يتماشى مع التقاليد الأفريقية. وقال جيرنجو في مقابلة صحفية مؤخرا أنه يفضل أن تكون له ثلاث زوجات في منزله على أن يمتع نفسه أمسية بعد أخرى بزوجات رجال آخرين، ويؤكد أن التعدد جعله "زوجا وأبا أفضل". ويبدي رجال آخرون آراء مماثلة ولافتة للانتباه في معرض تأييدهم للتعدد، فيقول صاحب متجر من نيروبي إنه إذا تزوج من إمرأة أخرى فستكون جزءا من منزله، أما إذا اختار أن تكون له عشيقة سرية فيمكن أن يكون لها عشاق آخرون. وتعد فكرة أن يقيم شريك الجنس علاقات مع شركاء آخرين في نفس الوقت فكرة بغيضة بالنسبة لكثير من الرجال الذين عندما يتعلق الأمر بهم يصرون على أن إمرأة واحدة لا تكفي لإشباع رغباتهم الجنسية، وهذه تعد أكبر مشكلة يمثلها تعدد الزوجات للنساء الأفريقيات اللاتي يسعين لتأكيد الذات. وتشكو سيدة عاملة بأحد المكاتب من أنه توجد معايير مزدوجة في هذا الصدد، وتقول إن المرأة لا يمكنها الجمع بين عدة أزواج بينما يمنح حق التعدد للرجال وحدهم. وتلقى البرامج الحوارية الإذاعية التي تقوم على الاتصال بالجمهور وتقدم نصائح حول شئون الحياة والحب إقبالا كبيرا من المستمعين في كينيا، وتدور الكثير من الأسئلة المطروحة حول الزوجة الثانية والمحظيات، ومن بين المتصلات قالت امرأة في منتصف الأربعينيات من العمر وهي تنتحب إنها إذا لم توافق على زواج زوجها من إمرأة ثانية فسيقوم بتطليقها، وطلب زوج هذه المرأة أن توافق على زواجه من فتاة أصغر منها بكثير، وأضافت إنها تخشى على ميراث أبنائها في حالة وفاة زوجها. أما سيالا نادوبوي -33 عاما- وتنتمي لقبيلة ماساي فهي لا تستمع إلى البرامج الحوارية ولا تقرأ أعمدة النصائح في الصحف، وتشارك ثلاث زوجات في زوجها، وتصف هذا الترتيب بأنه عملي حيث يقضي الزوج ليلة مع كل واحدة منهن بالتناوب، كما تتبادل الزوجات مهام العمل ورعاية الأطفال وأحوال الكوخ الذي يقمن فيه.