انطلقت أمس (الخميس) فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان الخليج السينمائي, بحفل افتتاح متميز, سبقه مرور نجوم الفن في الخليج على السجادة الحمراء. ويستعرض المهرجان، الذي يقام برعاية سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس "هيئة دبي للثقافة والفنون" (دبي للثقافة) بالتعاون مع مدينة دبي للاستديوهات، 194 فيلماً من 41 دولة على مدى الأيام السبعة المقبلة في "دبي فستيفال سيتي" بينها 81 فيلماً في عرضها العالمي الأول، و11 فيلماً في عرضها الدولي الأول، و33 فيلماً في عرضها الأول بمنطقة الشرق الأوسط، و17 فيلماً في عرضها الأول بمنطقة الخليج، وتسعة أفلام في عرضها الأول بدولة الإمارات العربية المتحدة، مما يضمن لعشاق ومحبي السينما، تجربة حضور متميزة، خصوصاً وأن كافة عروض المهرجان مجانية ومفتوحة أمام جميع الجماهير. وتشارك دول الخليج بالمهرجان ب112 فيلما، بالإضافة إلى 82 فيلما من 34 دولة بينما يعرض مهرجان الخليج السينمائي خلال نسخة هذا العام، 128 فيلماً قصيراً، و28 فيلماً وثائقياً قصيراً، و8 أفلام روائية طويلة، وخمسة أفلام وثائقية طويلة، و25 فيلم تحريك. وفي حين غاب اليمن عن المشاركة في هذا الحدث السينمائي الأبرز، الذي يهتم بالمواهب السينمائية والثقافة والصناعة السينمائية في منطقة الخليج, أعرب مدير المهرجان مسعود أمر الله آل علي عن أسفه لتراجع مشاركة الأفلام اليمنية في دورة هذا العام من المهرجان حد (الغياب). وقال لوكالة سبأ: لم يأتنا هذا العام من اليمن سوى فيلم روائي طويل واحد لم يرتق إلى مستوى المشاركة. وأكد مسعود حرص المهرجان على مشاركة اليمن، آملاً أن تشهد الدورات القادمة مشاركة يمنية أفضل. وتقتصر مشاركة اليمن في مهرجان هذا العام على المخرجة البارزة خديجة السلامي ضمن لجنة التحكيم، بالإضافة إلى المشاركة الإعلامية والنقاشية ضمن برنامج جلسات ليالي المهرجان من خلال كل من أحمد الأغبري مدير الإدارة الثقافية والعلمية في وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، والمخرج السينمائي حميد عُقبي. وتعد المخرجة السلامي أول مخرجة سينمائية يمنية، لها عدد من الأفلام الوثائقية، وسبق أن شاركت في لجان تحكيم مهرجان سينمائية دولية، وهي مشاركات تمثل إضافات نوعية إلى رصيد تجربتها السينمائية التي تواصل تألقها في عدد من المحافل السينمائية، وبالذات من خلال أفلامها التسجيلية التي نالت بها عدداً من الجوائز، وبالذات فلمي"الغريبة في مدينتها " وفيلم السجينة "أمينة". وتغيب اليمن عن مهرجان هذا العام على مستوى الأفلام في كافة برامج المهرجان، بينما اقتصرت مشاركته في العام الماضي على الفيلم الروائي " الرهان الخاسر" للمخرج الدكتور فضل العلفي. وكان حري بالفنانين والمخرجين الشباب اليمنيين، وبالذات خريجي كلية الفنون الجميلة بالحديدة ومعهد الفنون الجميلة بعدن وخريجي كلية الإعلام، الاهتمام بالمشاركة في مثل هذه المهرجانات السينمائية الدولية واستغلالها لتقديم أعمالهم للآخرين خارج اليمن، خصوصا مشاريع تخرجهم وأعمالهم المتمثلة في الأفلام القصيرة والتسجيلية، وبحيث تكون مشاركتهم في هذه المهرجانات نافذة عالمية لتقديم و إبراز أعمالهم، فضلا عن كونها ستمكنهم من التعرف على أسماء بارزة في صناعة السينما في المنطقة والعالم. وشهد حفل افتتاح المهرجان تكريم ثلاثة من نجوم السينما في الخليج في مقدمتهم الفنان والمخرج العراقي القدير خليل شوقي، بالإضافة إلى الفنانة الإماراتية رزيقة الطارش، والفنانة الكويتية حياة الفهد ؛ بجوائز تكريم إنجازات الفنانين خلال الدورة الثالثة للمهرجان التي تقام في الفترة من 8 -14 أبريل القادم. في الافتتاح ألقى نائب رئيس هيئة دبي للثقافة محمد المر كلمة أشاد فيها بمستوى النجاح الذي حققه ويحققه مهرجان الخليج السينمائي، ودوره في تطوير الثقافة والصناعة السينمائية ورعاية المواهب الشابة بالمنطقة. فيما أكد رئيس المهرجان عبد الحميد جمعة دور المهرجان في تسليط الضوء على المواهب السينمائية الخليجية على الصعيد الدولي فخلال الثلاث السنوات الماضية استطاع أن يحقق انجازين ملموسين تمثل الأول في إرساء قاعدة لقطاع سينمائي خليجي قوي من خلال عدد الأفلام التي تم تقديمها من المنطقة، والتي بلغت 111 فيلما فيما تمثل الانجاز الثاني في جذب اهتمام عدد اكبر من الجماهير وعشاق السينما مقارنة بالسابق؛ الأمر الذي يسهم بدوره في الهام السينمائيين وتشجعيهم على المضي قدما نحو تحقيق أهدافهم. من جانبه أشار مدير المهرجان مسعود أمر الله آل علي إلى خصوصية المهرجان، منوها بالمستوى الذي صار إليه حتى أصبح اليوم الوجهة الأولى لأبناء المنطقة للتلاقي ولعرض الإنتاج للتحاور والجدل وإحماء النقاشات للبوح والردم وكسر قواعد اللعب الإنتاجية والخوض في مغامرة الصورة التي هي اصدق من الواقع في كثير من الأحيان. وانطلق المهرجان مدشنا عروضه بالفيلم الروائي الإماراتي "دار الحي " للمخرج علي مصطفى والذي يقدم"قصصاً منفصلة تجري أحداثها في مدينة دبي، أبطالها مواطن إماراتي وسائق تكسي هندي يشبه أحد نجوم بوليوود وامرأة أوروبية، تتقاطع حياتهم في ترابطات عشوائية، تماماً كما تتشابك الثقافات في مجتمع دبي المتنوع، وتتأثر حياة كل منهم بسلوكيات الآخر. وأُنتج فيلم "دار الحي" في دبي من خلال طاقم عمل عالمي، وكان قد عُرض للمرة الأولى في افتتاح برنامج "ليال عربية" ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي. ولفت الانتباه حضور عرض الفيلم خلال المهرجان أبرز الممثلين في الفيلم ومنهم نتالي دورمر وسونو سود إضافة إلى الممثل الإماراتي سعود الكعبي" وحسب مسعود أمر الله آل علي: فتتجلى في فيلم 'دار الحي‘مدى التطورات التي حققتها صناعة السينما في دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة عموماً. ويعكس هذا العمل المتميز الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها المخرجون الشباب في المنطقة، الذين يمثلون نموذجاً يقتدي به الطامحون للانطلاق في حياة مهنية ناجحة في حقل السينما. وتتصدر الإمارات قائمة الأفلام المشاركة في المهرجان من خلال 36 فيلما من الإمارات، يليها 24 فيلما من السعودية، و25 فيلما من العراق، و10 أفلام من عمان، و8 أفلام من الكويت، و6 أفلام من البحرين، و33 فيلما من فرنسا، و15 فيلما من بلغاريا، و8 أفلام من بريطانيا، و5 أفلام من الولاياتالمتحدة، وفيلمان من إيطاليا، وفيلمان من اليابان وأذربيجان وكندا وفلسطين وتركيا والهند وبليجكا وألمانيا وروسيا وبولندا، ودول أخرى. ويوفر مهرجان الخليج السينمائي،الذي يقام خلال الفترة 8- 14 إبريل، البيئة المناسبة لتشجيع ودعم المواهب المحلية، وبالتالي المساهمة في تعزيز نمو وازدهار صناعة السينما في المنطقة. كما يمهد المهرجان الطريق للمخرجين الموهوبين لإظهار إبداعاتهم وتحقيق النجاح على الصعيدين الإقليمي والدولي. كما يهدف المهرجان الذي يعد حدثا سنويا يحتفي بالسينما الخليجية إلى توفير بيئة نموذجية تتيح للمخرجين في المنطقة الخليجية صقل مواهبهم الفنية وتنمية معارفهم المهنية وتكريم الأعمال المتميزة وتقيم نخبة من أفصل الإنتاج السينمائي التي تقدم صورا متنوعة حول واقع الحياة في منطقة الخليج كما يعرض عددا من الأفلام القصيرة من مختلف أنحاء العالم تضفي على أجواء المهرجان نكهة متميزة. ويقدم المهرجان مسابقتين ضمن خطته لتشجيع الإبداع والتميز بين السينمائيين والمبدعين في المنطقة الأولى: مسابقة الأفلام، وهي مفتوحة للمحترفين فيما الثانية للطلبة. ويتنافس المشاركون في "المسابقة الرسمية" ضمن ثلاث فئات، الأفلام الروائية الطويلة، والقصيرة، والوثائقية. فيما تشمل "مسابقة الطلبة" فئات الأفلام القصيرة والوثائقية. وسيكون هناك جائزة خاصة بلجنة التحكيم في كلتا الفئتين، إضافة إلى "مسابقة السيناريو للأفلام الإماراتية القصيرة. وسيحصل الفائز بالجائزة الأولى ضمن فئة الأفلام الروائية الطويلة في "المسابقة الرسمية"، على 50 ألف درهم، في حين يحصل الفائز بالجائزة الثانية على مبلغ 35 ألف درهم. وتبلغ قيمة الجائزة الأولى ضمن فئة الأفلام الوثائقية 25 ألف درهم، والثانية 20 ألف درهم، والثالثة 15 ألف درهم. وأما في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة، فسيحصل الفيلم الفائز بالجائزة الأولى على مبلغ 25 ألف درهم، والجائزة الثانية على 20 ألف درهم، والجائزة الثالثة على 15 ألف درهم. وأما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فستذهب لأحد الأفلام الوثائقية أو القصيرة، وهي بقيمة 20 ألف درهم. وسيقدّم مهرجان الخليج السينمائي 2010،جوائز نقدية للسينمائيين المحترفين والشباب، بقيمة إجمالية تبلغ 485 ألف درهم إماراتي. يذكر أن الدورة الثانية من مهرجان الخليج السينمائي، قدمت 169فيلماً من 32 دولة، بينها 47 فيلماً في عرض عالمي أول، و18 فيلماً في عرض دولي أول.