لأطفال العالم حب أسرهم, حلوى لذيذة لا يكفوا عن التهامها, أيام مليئة باللعب والبراءة والضحك.. لأطفال العالم حنان أم تملأ صورة طفلها عيناها وحب أب لا يرضى لشوكة أن تؤذي طفله.. لأطفال العالم صور متحركة, قصص أطفال, أغاني أطفال, شمس كاملة تحمل وعودا بمستقبل جميل وحياة طبيعية سعيدة.. شمس تشرق على أطفال العالم.. تشرق وتنشر أشعتها في مدارسهم ورياضهم وحدائقهم.. إلا ان أطفالنا ليسوا هناك.. أطفالنا انتزعوا من الحدائق والمدارس ليوضعوا في غرف النوم.. شمس الأطفال لا تشرق على الأجساد الصغيرة المغتصبة... لا تشرق على الجثث التي ماتت من النزيف ..لا تشرق على المقابر! في حين يعاني العالم العربي كله وبلادنا من ضمنها من أزمة كبيرة في عنوسة النساء نتيجة لسيل هائل من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية تقابل مأساتهن بكل سلبية و يتجه اهتمام البعض إلى تحصين طفلة صغيرة يعتقدون بذهنهم المشوه أنها ان لم تحصن فورا فان شهوتها ومجونها قد تدمر الفضيلة في العالم..يعتقد البعض انه لا يوجد سن طبيعي للزواج وان المكان المناسب لمعرفة السن السليم هو فراش الزوجية فان عاشت الطفلة فالسن مناسب وان ماتت اكتشفوا إنها كانت اصغر مما يجب بقليل. لا ادري ما يمكن ان يقال للوقوف مع قضية يفرضها المنطق والعقل والأخلاق والدين، وكيف يمكن ان تشرح ان الخير خير وان الحق قيمة ايجابية, لا ادري كيف يمكن ان تقول وجهة نظرك في من يريد ان يقنعنا ان عدم الزواج من الأطفال مؤامرة على الاسلام .. والكل يعلم ان الصهيونية وكل القوى المعادية للإسلام قد شربت أنخاب النصر منذ زمن طويل في قلب القدس..وان مؤامراتهم الحقيقية تستهدف عقلك وليس اي عضو اخر ... الطريق للقدس ولكل الانتصارات للدين والشريعة والأمة لا يمر عبر جسد طفلة صغيرة مزقت أفكاركم جسدها وقتلتها في مؤامرة بشعة اطرافها الفقر والجهل والطمع والانحراف الجنسي. طفلة.. يفترض ان أقصى ما تفعله هو متابعة الصور المتحركة وفهم دروسها التي لن تتجاوز جدول الضرب.. فإذا بها تجد نفسها مسئولة عن بيت.. طفلة يفترض ان تجد من يسمع أسئلتها عن الحياة ويحتوي قلقها وخوفها من العالم والمستقبل..تجد نفسها فجأة مطالبة بأن تحتوي انفعالات وشهوات شخص آخر.. طفلة لا زالت ترى الملامح العريضة والأولية فقط لهذه الدنيا فنصدمها بأدق التفاصيل وأكثرها نضوجا.. طفلة كان يفترض ان نرعاها.. فقتلناها..!! لا أجد أي وصف غير وصف الجريمة لما يحدث.. جريمة يقوم بها الأب الذي يحول جسد ابنته إلى كمية اكبر وأفضل من القات ويتخلص من فم آخر يؤرقه إطعامه.. ورجل ساقه مرضه إلى رؤية البراءة والطفولة بشكل مثير جنسيا.. وقسى قلبه فاخذ طفلة صغيرة من حضن أمها ليصيبها بنزيف حتى الموت.. رجل معتوه يبحث عن عروسته بين رياض الأطفال.. ومجتمع بأكمله مصمم على إضفاء القدسية على أشخاص واعتقاد أنهم لا يخطئوا ولا يقولوا الا الصواب.. متناسيين ان الإسلام لا يوجد فيه كهنوتية ولا رهبانية وانه دين عظمته في بساطته وانه موجه للجميع ولا يوجد وسيط فيه ..دين يستقيم مع الخير والحق والمنطق والقيم الإنسانية الواضحة.. دين يجب ان يفهمه الجميع لا ان ننتظر من يترجمه لنا! أناشد كل من وقف ضد تحديد سن للزواج لمنع الزواج من أطفال بأن لا يأخذه العناد وان لا يكابر في الحق وان لا يستحي في ان يعترف بالخطأ ويعود إلى الصواب.. لا تجعلوا السياسة تصيبكم بالتخشب تجاه قضايا مجتمعية ملحة.. أرجو من كل شخص مقتنع بضرورة تحديد سن الزواج ان لا يكون سلبيا وان يتحرك وان يقول رأيه بكل قوة.. وأرجو أيضا من كل من يختلف مع هذا الرأي ان يتعود ان يستمع فأصواتنا لن تسكت ولن تخفت فعليهم ان يوسعوا صدورهم فرأينا يجب ان نقوله وان لم يعجبهم.. وأرجو ان لا تكفروا أحدا.. فالمشكلة ان من يختلف مع أي جهة يعتبر معارض او في أسوأ الأحوال عدو.. ولكن لو اختلف مع هؤلاء فأنه يتحول الى كافر!!! طفلة عروس.. لطخوا وجهها بألوان كثيرة علها تكون أكثر إقناعا في عملية الإثارة الجنسية التي يفترض ان تقوم بها.. تفرح دون اي فهم بالفستان الجديد والاهتمام المفاجئ.. تأخذ أمها لعبتها الصغيرة من يدها لترميها بعيدا وتطلب منها ان تكبر في ليلة واحد عشر سنوات.. طفلة عروس.. تلاحقها زغاريد النساء إلى بيت رجل غليظ.. ترتفع أصوات الزغاريد أكثر لتغطي على صرخات احتضارها..ودون ان يعلق احد بكلمة تستمر الزفة المشئومة الى المقبرة..زفة لجثة جديدة كل ذنبها أنها لم تستطع ان تكون امرأة قبل الأوان.. مجرد ضحية جديدة..مجرد عروسة جديدة من عرائس المقابر. [email protected]