في أجواء إحتفالية رائعة، وبحضور كوكبة من رجال الثقافة والفكر والأدب ورجال المال والأعمال وعدد من صاحبات السمو الأميرات وصفوة المجتمع السعودي من المثقفات والأديبات وسيدات الأعمال، وبتشريف من سعادة السفير محمد صالح القطيش القنصل العام بجدة، شهدت قاعة الشيخ إسماعيل أبو داوود بالغرفة التجارية بجدة مهرجاناً ثقافياً كبيراً أقامه منتدى ثلوثية بامحسون الثقافي وملتقى تريم الثقافي بمناسبة إعلان تريم عاصمة ً للثقافة الإسلامية 2010م، والذي أقرته وأطلقته المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم "الأيسيسكو" وتم إشهاره برعاية كريمة من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وبحضور نائب الرئيس الأخ منصور عبدربه هادي في السابع من شهر مارس الماضي. وقد إزدان مبنى الغرفة التجارية بصور رائعة من مدن حضرموت وتريم، بالذات شعار تريم عاصمة الثقافة الإسلامية، حيث ازدانت به ممرات الغرفة التجارية بجدة حتى قاعة المرحوم الشيخ إسماعيل أبو داوود التي وضع على صدر القاعة وبشكل مجسم شعار تريم عاصمة الثقافة الإسلامية؛ وصور فوتوغرافية لأبرز وأجمل معالم المدن اليمنية وخاصةً تريم المحتفى بها ولافتات ترحيبية بالحاضرين والحاضرات الذين إمتلأت بهم مدرجات قاعة الشيخ إسماعيل أبو داوود. وقد بدأ المهرجان بتلاوة عطرة من القران الكريم للشيخ عدنان باصليب ثم ألقى الشيخ سالم بن أحمد بن محفوظ كلمة اللجنة المنظمة للمهرجان ثم ألقى الشيخ عبد الله سالم باحمدان راعي منتدى ثلوثية بامحسون رحب فيها بالحاضرين جميعاً، شاكراً لهم تجاوبهم بالحضور والذي يعبر عن مدى تقديرهم لتريم وإعتزازهم وفخرهم بها كعاصمة للثقافة الإسلامية منوهاً بمآثر تريم وعلماءها عبر التاريخ. أما المهندس عبدالله أحمد بقشان وهو الرئيس الفخري لملتقى تريم الثقافي فقد ألقى كلمة ً نوه في بدايتها بالشكر الجزيل للمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم " الإيسيسكو " على إطلاق هذا المشروع الحضاري الذي يحتفل بعواصم الثقافة الإسلامية في عالمنا العربي والإسلامي ولتكون هذه الإحتفالات حلقة وصل بين الأجيال المتعاقبة، ولتقدم نفسها إلى العالم كحاملة مشاعل الحضارة والتنوير والتقدم على مر العصور، ولتشيع أضواء المعرفة والمحبة والسلام. وقال: إن إختيار مدينة تريم عاصمة ً للثقافة الإسلامية هو تذكير بذلك الدور العظيم الذي قام به أبناء اليمن والجزيرة العربية في صنع الحضارة الإسلامية كحضارة إنسانية جامعة وفي نفس الوقت تذكير بالدور الذي قام به أبناء حضرموت الذين حملوا رسالة الإسلام إلى مجاهل إفريقيا وأقاصي الشرق في الهند وإندونيسيا والملايو وجزر الفلبين وأضاف المهندس عبدالله بقشان إن الإهتمام بعواصم الثقافة الإسلامية في مدن الجزيرة والخليج يقع في صميم مسئوليتنا جميعاً والمشاركة فيها هو محل إعتزازنا وفخرنا في منبع العروبة ومهبط الوحي. ثم ألقى السفير محمد صالح القطيش القنصل العام بجدة كلمة ً إستهلها بتقديم خالص الشكر وعظيم الإمتنان لمنتدى ثلوثية بامحسون وملتقى تريم الثقافي على تنظيم هذا المهرجان الذي يعتبر إستمراراً للكثير من المهرجانات والندوات والمعارض والأمسيات التي تقام بمناسبة تدشين مدينة تريم التاريخية عاصمةً للثقافة الإسلامية متحدثاً عن العوامل التي كان لها أكبر الآثر في إختيار المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم "الإيسيسكو" لمدينة تريم عاصمة ً للثقافة الإسلامية وهي كثيرة ومتعددة ولعل من أبرزها ما أنجبته المدينة من كبار العلماء والمفكرين الذين نشروا العلم والفكر في أصقاع الأرض وأمتلأت الكثير من المكتبات بمؤلفاتهم ومخطوطاتهم ناهيك عن دورهم الكبير في نشر الدين الإسلامي في أفريقيا وجنوب شرق آسيا، لا بقوة السلاح ولا بالتهديد والوعيد ولكن بالسيرة العطرة والسمعة الحسنة والقدوة التي يحتذى بها. وأشار إلى ما تحتويه تريم من الحصون والقلاع التاريخية والتي يعود بعضها إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وإلى مساجدها التي يزيد عددها عن 365 مسجداً أولها مسجد ( العرو) ، وأشهرها وهو جامع المحضار المشهور بمآذنته التي صارت معلماً من معالم تريم وشعاراً لها. وفي نهاية كلمته شكر الجميع على هذا الجهد الرائع وعلى الحضور، وبعد ذلك قدمت أربع أوراق عمل في هذا المهرجان: الورقة الأولى وهي عن (منهج الإمام عبد الله بن علوي الحداد) من خلال قصيدته التائيه أعدها وألقاها الأستاذ الدكتور محمد على البار.. الورقة الثانية وهي بعنوان (عبد الله بالخير يتذكر) وقدمها الصحفي والإعلامي البارز الدكتور خالد محمد باطرفي.. الورقة الثالثة وكانت بعنوان (جهود فقاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي) وأعدها وألقاها الأستاذ الجليل والمؤلف محمد أبو بكر باذيب.. الورقة الرابعة والأخيرة وكانت بعنوان (التأثير الثقافي المتبادل بين حضرموت وبلاد الحرمين الشريفين) والتي أعدها وقدمها الإعلامي والباحث السعودي الكبير الدكتور عبد الرحمن الشبيلي، والذي سبق وأن ألقى هذه المحاضرة في حضرموت وفي الرياض نظراً لأهميتها ولما تزخر به من المعلومات القيمة. هذا وقد قدم اوراق العمل والمشاركين فيها الأديب والمفكر الأستاذ حسين بافقيه تجدر الإشارة إلى أن الدكتور عمر بامحسون قد أشرف وبنفسه على تنظيم هذا المهرجان سواءُ في الرياض أو جدة بحكم أنه ينظم أمسيات أسبوعية تحت مسمى ثلوثية بامحسون الثقافي.