عدد أصحاب الملايين في الإمارات انخفض 19 في المائة عام 2009 بسبب الأزمة العقارية في دبي. الولاياتالمتحدة ما زالت البلد الذي يوجد فيه أغنى الأفراد في العالم، لكن لأول مرة تفوقت الثروة الصافية لأصحاب الملايين الآسيويين على ثروة الأثرياء الأوروبيين. وأهم الأسباب في ذلك الوضع الجيد نسبياً الذي تمتعت به أسواق الأسهم في هونج كونج والهندوالصين في العام الماضي، حسبما أفادت دراسة جديدة. فقد وجد التحليل السنوي الذي يجريه قسم إدارة الثروات في بنك ميريل لنتش، بالتعاون مع كابجيميني، للمستثمرين الذين تبلغ قيمة موجوداتهم مليون دولار فأكثر، أن عدد أصحاب الملايين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا بلغ في أواخر العام الماضي ثلاثة ملايين شخص. وقدرت الدراسة الثروة التي يملكها أصحاب الملايين في آسيا بمبلغ 9700 مليار دولار، وهو رقم يزيد قليلاً عن الثروة التي يملكها أصحاب الملايين في أوروبا، البالغة 9500 مليار دولار. وقال نيك تاكر، مدير عمليات ميريل لنتش لإدارة الثروات في المملكة المتحدة وإيرلندا: ''هذه ليست فقاعة، لكن آسيا لحقت بأوروبا من حيث عدد السكان من أصحاب الثروات الصافية العالية ومبلغ ثروتهم''. وتُعرِّف الدراسة أصحاب الملايين بأنهم الأشخاص الذين تزيد ثروتهم المالية الصافية على مليون دولار، باستثناء مقر سكناهم الرئيسي. ويجري تتبع الزيادة في عدد أصحاب الملايين الآسيويين من قبل الصناعة التي تقوم بإدارة ثروات الأفراد الأغنياء، وأخذت البنوك بتحويل كبار موظفيها إلى سنغافورة وهونج كونج لملاحقة العملاء الجدد. وبعد أن تلقت ضربة في 2008 خلال الأزمة المالية، تعافت ثروة أصحاب الملايين في العالم في العام الماضي مع التحسن الذي شهدته أسواق الأسهم، لترتفع قيمتها بنسبة 19 في المائة وتصبح 39 ألف مليار دولار. وما زال الأمريكيون الشماليون هم الأغنى. ففي نهاية العام الماضي، كان عدد أصحاب الملايين في القارة 3.1 مليون شخص بثروة قدرها 10700 مليار دولار. وتنتج الولاياتالمتحدة واليابان وألمانيا نحو نصف عدد أصحاب الملايين جميعاً، الذين بلغ عددهم عشرة ملايين شخص في 2009. وجاءت الصين في المرتبة الرابعة ب 477 ألف شخص يوجد في حساباتهم مليون دولار أو أكثر. وبدأت الهند تلحق بالركب، إذ ارتفع عدد أصحاب الملايين من أبنائها بنسبة تزيد على 50 في المائة، ليصبح 126756 مليونيراً في 2009. ورغم تعرض اقتصاد المملكة المتحدة للانكماش، ارتفع عدد أصحاب الملايين فيها بنسبة 24 في المائة عن عام 2008 ليصبح 448100 شخص. كذلك ارتفع عدد أصحاب الملايين الروس إلى 117700 شخص. وبالنسبة إلى منطقة الشرق الأوسط، فقد عانت على هذا الصعيد وانخفض عدد أصحاب الملايين في الإمارات بنسبة 19 في المائة في 2009 بسبب الآثار الناجمة عن الأزمة العقارية في دبي. وسجلت استثمارات الأثرياء في أدوات الدخل الثابت ارتفاعاً بسيطاً من 29 في المائة عام 2008 إلى 31 في المائة، وزادت المبالغ المخصصة للأسهم زيادة طفيفة من 25 في المائة في العام السابق إلى 29 في المائة. لكن الأموال النقدية التي يملكها هؤلاء الأشخاص انخفضت. وارتفع الطلب على الأعمال الفنية والمسكوكات والأعمال الأثرية مرة أخرى مع نهاية العام الماضي، لأن الأثرياء اتجهوا إلى المقتنيات التي لها قيمة مادية في المدى الطويل، حسب الدراسة.