عقب جدل وسلسلة انتقادات لاذعة، تنطلق، الأحد، دورة ألعاب الكومنولث 2010، في مدينة نيودلهي، وهي المرة الأولى التي تستضيف فيها الهند هذا الحدث الرياضي العالمي من بين دول إمبراطورية بريطانيا السابقة. ومن المقرر إعلان الرئيس الهندي براتيبا ديفنسينغ باتيل، وولي العهد البريطاني، الأمير تشارلز، تدشين الدورة التي تشارك فيها 71 دولة في مراسم بإستاد جواهر لال نهرو، وتجرى في الفترة من 3 إلى 14 أكتوبر/تشرين الأول. ويأتي الافتتاح بعد مخاوف من الإخفاق في تجهيز المنشآت الرياضية قبل انطلاق الدورة وإبداء رياضيون قلقهم إزاء سوء التجهيزات بالقرى الرياضية فضلاً عن اتهام الحكومة بالفساد. ومع تصاعد الانتقادات الدولية تجاه سلامة وأمن دورة ألعاب الكومنولث، برزت أدلة جديدة على أن أطفال لا تتجاوز أعمارهم سبع سنوات يتم استخدامهم في بناء مرافق الدورة. وتتيح الدورة الرياضية للهند فرصة لترويج صورة لامعة لها باعتبارها قوة ناشئة، فالحكومة قد أنفقت المليارات لتشيد مطار دولي جديد، وخطوط مترو جديدة، رغم أنها تظل دولة يرزح فيها الملايين تحت خط الفقر المدفع، أزاحتهم الحكومة جانباً، خلال هذه الفترة، لتعكس أفضل ما لديها. ويقول شحاذون إن الحكومة طالبتهم ب"الإختفاء" والبقاء بعيداً عن الشوارع وأعين الأجانب خلال فترة الدورة الرياضية، التي تعد أكبر فعالية دولية تستضيفها الهند حتى اللحظة. ومن المتوقع أن تستقبل العاصمة الهندية حوالي 100 ألف زائر أجنبي لحضور دورة الألعاب التي تنظر إليها كفرصة لإظهار نيودلهي كمقصد سياحي عالمي. وتنطلق دورة الكومنولث الأحد تلو اتهامات فساد للحكومة في التخطيط للدورة ومخاوف أمنية إثر حادث إطلاق نار على حافلة سياح، أصيب فيها اثنان من السياح التايلانديين قبل أسبوعين وانفجار سيارة ملغومة قبل الأوان، وتهديد مليشيات مسلحة باستهداف الفعالية وانهيار جسر للمشاة يقود إلى استاد نهرو. ودفعت مخاوف أمنية وصحية ببعض الرياضيين لإلغاء مشاركتهم، وسط تهديدات فرق رياضية أخرى بإتخاذ تحذو حذوها ، والبعض الآخر تأخر موعد وصولهم. وكانت أستراليا قد حذرت في 20 سبتمبر/أيلول الماضي مواطنيها من مخاطر إرهابية عالية خلال ألعاب الكومنولث على خلفية الهجوم على حافلة السياح. ولفتت السلطات الأسترالية في معرض تحذيرها القائل إن "دورة ألعاب الكومنولث ستعد في أجواء أمنية يزداد فيها خطر الإرهاب" إلى 14 هجوماً إرهابياً كبيراً، استهدفت أماكن عامة بنيودلهي منذ عام 2000. وأكد الناطق باسم الشرطة، راجان باغات، تشديد الإجراءات الأمنية في دلهي، التي رفع مستوى التحذير فيها، بالإضافة إلى العاصمة التجارية مومباي، إلى اللون الأحمر، بعد حادث إطلاق النار. سي ان ان
