بعد اكتشاف أربع شحنات من الدجاج الفرنسي المجمد في ميناء عدن كانت مصابة بمرض أنفلونزا الطيور أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي ، تم التحفظ عليها ومن ثم إعادتها إلى بلد المنشأ، إضافة إلى حظر استيراد الدواجن من فرنسا بعد الإعلان عن تفشي مرض أنفلونزا الطيور فيها وقيام الحكومة الفرنسية بإعدام الملايين من طيورها، وصل إلى صنعاء أمس الخميس مفوض وزارة الزراعة الفرنسية لقطاع الصناعات الزراعية "نيكولاس فورسيه" الذي قدم طلباً رسمياً باسم حكومته لاستئناف استيراد الصادرات الفرنسية من الدواجن إلى اليمن، مستعرضاً الآثار التي صاحبت ظهور أنفلونزا الطيور في مقاطعتين فرنسيتين وجهود الحكومة الفرنسية لمحاصرة الوباء والتخلص منه ، مشيرا إلى أن زيارته لليمن تأتي بهدف إطلاع الجانب اليمني على تلك الإجراءات وكذلك التأكيد على أن الصادرات الفرنسية من الدواجن تأتي من المناطق التي لم يدخلها الوباء، مؤكدا أن بلاده ستصبح خالية من أنفلونزا الطيور بحلول 16 حزيران (يونيو) المقبل. كما بحث المسئول الفرنسي علاقات التعاون المشترك بين بلاده واليمن وإمكانية تقديم فرنسا مساعدة لإنشاء خمسة مختبرات بيطرية للفحص المبكر لأنفلونزا الطيور في عدد من المحافظات اليمنية والمساهمة في تدريب الكوادر الفنية اليمنية والمشاركة في تطوير خطة الوقاية من أنفلونزا الطيور التي تتبعها الحكومة اليمنية من خلال غرفة العمليات المشكلة لهذا الغرض وكذا الاستفادة من الخبرات الفرنسية. من جانبه أكد الدكتور جلال فقيرة وزير الزراعة والري أن اللجان المتخصصة ستدرس الطلب الفرنسي بإمكانية استئناف الصادرات الفرنسية من الدواجن إلى اليمن في ضوء المعطيات الجديدة التي قدمها المسئول الفرنسي ، مشيرا إلى أن اليمن كانت قد اتخذت قرارا بمنع استيراد الدجاج من الدول التي ثبتت إصابتها بالمرض كإجراء احترازي ضمن الإجراءات التي اتخذتها في هذا الصدد ، مؤكدا أن اليمن تثق بسلامة الإجراءات التي اتخذتها فرنسا في تطويق اجتياح أنفلونزا الطيور. وكانت مصادر مطلعة في ميناء عدن أكدت منتصف نيسان (ابريل) الماضي أنه تم اكتشاف أربع شحنات من الدجاج الفرنسي المجمد يُعتقد أنها مصابة بمرض أنفلونزا الطيور تم استقدامها من قبل بعض التجار اليمنيين الذين كانوا ينوون إدخالها البلاد وبيعها في الأسواق المحلية. وأضافت المصادر أن السلطات المختصة في الميناء قامت بالتعاون مع الجهات الأمنية والصحية والجهات ذات العلاقة بالتحفظ على تلك الشحنات التي لم يعرف عدد حاوياتها لكنه قال إنها كثيرة. وقالت المصادر إن السلطات أوقفت تلك الشحنات أواخر كانون الثاني (يناير) الماضي بعد الإعلان عن تفشي مرض أنفلونزا الطيور في فرنسا وقيام الحكومة الفرنسية بإعدام الملايين من طيورها. وكانت الحكومة اليمنية أقرت مطلع الشهر الماضي تخصيص مبلغ اثنين مليار ريال "10 ملايين و250 ألف دولار" لتغطية متطلبات خطة مواجهة أنفلونزا الطيور وتعزيز الإجراءات الوقائية لمنع دخوله إلى البلاد. وكان التقرير المقدم إلى المجلس من وزارات "الزراعة والصحة والمالية" أكد أن نتائج المسح الميداني الذي شمل 647 مزرعة وعنبر دواجن (أمهات ولحم وبياض) بالإضافة إلى الزيارات الميدانية للكثير من القرى والأسواق والمسالخ ومواقع الطيور المهاجرة في السواحل والجزر بما في ذلك نتائج الفحوصات المخبرية للعينات عدم وجود مرض أنفلونزا الطيور H5 - H7 في الأراضي اليمنية ، مؤكداً أن حالات النفوق في الطيور المنزلية وكذلك في المزارع كانت بسبب مرض النيوكاسل الذي تتشابه أعراضه مع أنفلونزا الطيور ولكنه يصيب الدواجن فقط. وكانت اليمن تسلمت مؤخراً من وكالة التنمية الأميركية مواد مخبرية متطورة جداً لفحص مرض أنفلونزا الطيور في إطار التعاون الثنائي بين اليمن والولايات المتحدة الأميركية.