- مدير عام الإرشاد والإعلام الزراعي : جميع المؤشرات تؤكد خلو اليمن من الفيروس لدينا خطة للتوعية المكثفة .. ونأمل تعاون الإعلام والجهات ذات العلاقة نظراً لخطر انتشار فيروس انفلونزا الطيور وامكانية تحوله إلى وباء عالمي ، فإن هذا الأمر يتطلب أجراءات احترازية ووضع الخطط والبرامج وبناء القدرات على مستوى كل دولة وخاصة فيما يتعلق بالجاهزية الوطنية لمواجهة الوباء في حال انتشاره .. انطلاقاً من ذلك اعدت وزارة الزراعة والري في بلادنا ممثلة بالإدارة العامة للثروة الحيوانية خطة شاملة لمنع دخول الوباء وتم رفعها إلى مجلس الوزراء لمناقشتها وإقرارها ومن المتوقع ان يتم ذلك في الاجتماع القادم للمجلس. صحيفة الجمهورية سلطت الضوء على هذا الوباء والآثار المترتبة عليه ومدى الجاهزية والامكانيات الموجودة لمواجهته. خسائر كبيرة التقرير الصادر من الإدارة العامة للثروة الحيوانية بوزارة الزراعة المرفوع لمجلس الوزراء حول هذا الفيروس القاتل أكد أن الجائحة العالمية لأنفلونزا الطيور والتي بدأت في عام 2003م تسببت في خسائر كبيرة في اقتصاد تلك الدول التي ظهر فيها هذا الوباء قدرت تلك الخسائر أكثر من عشرة بلايين دولار حتى عام 2006م وتلك الدول مازالت تعاني من هذا المرض حتى يومنا هذا ، وكما هو معروف من أن نشاط الفيروس يزداد حدة وبخاصة خلال فترة الشتاء حيث بدأ انتشار المرض يظهر من جديد. وسجلت حالات إصابة جديدة عند الإنسان في نهاية السنة الماضية خلال شهر ديسمبر 2006م ويناير وفبراير 2007م في كل من دول شرق آسيا (الصين ، اندونيسيا ، اليابان ، الفلبين ، فيتنام ، تايلندا) وكذلك في بعض الدول الأوروبية. أخطار محدقة وأوضح التقرير الوضع الوبائي في المنطقة العربية بحسب التقارير الواردة والمتداولة على مستوى المنطقة والعالم تفيد بأن الفيروس المنتشر في جمهورية مصر العربية أكثر خطورة عما كان عليه في السابق فيما يخص الإصابات البشرية بحيث وصلت عدد الحالات لأكثر من 25 حالة وما يزال الوضع سيئ. كما تجدر الإشارة أنه مؤخراً وخلال شهر مارس الماضي أعلنت كل من دولة الكويت والسعودية تشخيص انفلونزا الطيور عالية الخطورة في خمس محافظات من ست محافظات في دولة الكويت وفي المناطق الشرقية في المملكة العربية السعودية مما حدى بالمملكة اتخاذ اجراءات صارمة بحسب ما تناقلته وسائل الإعلام الرسمية السعودية كان من أهمها تشكيل فرق بيطرية طارئة لمسح مزارع الدواجن في المنطقة الشرقية ومتابعة المزارع على مدار الساعة وتنفيذ إجراءات طارئة لاحتواء المرض .. وكذا اتخاذ سياسة الإعدام للمزارع التي يظهر فيها الوباء وما حولها. والشروع ببناء مختبر اقليمي للثروة الحيوانية في المنطقة بمبلغ 32 مليون ريال سعودي. كما تجدر الإشارة إلى أن تشخيص المرض خلق هلعاً كبيراً لدى المستهلكين والمستثمرين ، حيث سجل تراجع كبير في استهلاك الدواجن ومنتجاتها مما يهدد الاستثمار في المنطقة الشرقية البالغ 700 مليون ريال سعودي. إجراءات احترازية منفذة خلال العام 2006م اتخذت بلادنا العديد من الإجراءات الاحترازية تتمثل بتشديد الرقابة المحجرية في جميع منافذ الجمهورية والاستمرار بحظر الاستيراد للطيور الحية ومنتجاتها من الدول التي ثبت إصابتها أو يشتبه بإصابتها بانفلونزا الطيور ومنع استيراد الطيور البرية وطيور الزينة .. ومن الاجراءات أيضاً تكثيف أعمال الترصد النشط على مستوى الجمهورية وخاصة المناطق القريبة من تواجد الطيور المهاجرة ومناطق مزارع التربية المكثفة وحصر مزارع الدواجن وأماكن تواجدها .. وتنفيذ عدد من ورش العمل لرفع الوعي الصحي لدى الأطباء البيطريين والفنيين والمختصين ومربيي الدواجن وتطبيقات الأمن الحيوي. ومن الاجراءات أيضاً التواصل المستمر مع المنظمات الدولية ذات العلاقة وتنشيط مجالات التعاون فيما يخص الاجراءات الاحترازية لإنفلونزا الطيور ولتعزيز القدرات الوطنية بهذا الخصوص ، وتعزيز القدرات التشخيصية للمختبر البيطري المركزي وذلك بتوفير المحاليل المخبرية والعمل مع المنظمات الدولية لتعزيز قدراته الفنية. جهود مبذولة ومن خلال التواصل المستمر لأعمال الترصد الوبائي الميداني والمخبري الذي تقوم به وزارة الزراعة والري ممثلة بالإدارة العامة للثروة الحيوانية عن طريق الفرق البيطرية المنتشرة في مختلف المحافظات وخاصة في مناطق التربية المكثفة للدواجن وفي الساحل التهامي ، تقوم بجمع المعلومات والفحص للطيور وجمع العينات وإيصالها إلى المختبر البيطري المركزي والذي بدوره يقوم بإجراء الفحوصات المخبرية المختلفة عليها ، حيث تم خلال العام الماضي 2006م تنفيذ ترصد ميداني في (7309) قرية في مناطق التربية المكثفة و(484) قرية ساحلية ، (1072) سوق ، (1022) مزرعة دواجن و(526) محل مسلخ للدجاج ، كما أنه وخلال الفترة نفسها جمعت فرق الرصد الميداني عدد (2536) عينة تم اجراء (11944) فحص عليها في المختبر البيطري المركزي ، كل تلك النتائج أظهرت خلو اليمن من أنواع انفلونزا الطيور. ترصد ميداني أما فيما يتعلق بأعمال الترصد خلال الفترة من يناير إلى مارس 2007م فقد نفذت الإدارة العامة للثروة الحيوانية بعض أعمال الترصد الميداني بحسب الامكانيات المتاحة ، حيث تم تنفيذ ترصد ميداني في (1314) قرية في مناطق التربية المكثفة و(152) قرية ساحلية و(177) سوق و(61) مزرعة دواجن و(39) محل مسلخ للدجاج ، كما أنه وخلال الفترة نفسها جمعت فرق الترصد الميداني عدد (336) عينة تم اجراء (1074) فحص عليها في المختبر البيطري المركزي أظهرت نتائج تلك الفحوصات عدم وجود مؤشرات لأنواع انفلونزا الطيور عالية الخطورة (H5 , H7). ونظراً للخطر المتزايد لانتشار انفلونزا الطيور عالمياً وامكانية تحوله إلى وباء عالمي ينتشر بين البشر ، أشار التقرير إلى أن هناك اهتماماً دولياً كبيراً بالتعاون في تنفيذ اجراءات احترازية ووضع الخطط والبرامج وبناء القدرات الوطنية على مستوى كل دولة وخاصة فيما يتعلق بالجاهزية الوطنية لمواجهة الوباء في حال انتشاره ، وانطلاقاً من ذلك أكد التقرير ان الوزارة ستستمر بتنفيذ الاجراءات الاحترازية لمنع دخول الوباء وذلك عن طريق الاستمرار بتكثيف أعمال الترصد الميداني والتشخيصي المخبري وكذا تشديد الرقابة المحجرية واجراء المسوحات الميدانية لتبيين الوضع الصحي لقطاع الدواجن على مستوى القرية والمزرعة. عملية تحري وكان لابد من التواصل مع الإخوة في وزارة الزراعة لمعرفة الاجراءات المتخذة للاحتراز من هذا الوباء فالتقينا الدكتور/ منصور محمد العاقل مدير عام الارشاد والإعلام الزراعي والذي قال : بدأت الإدارة العامة للثروة الحيوانية بكوادرها المتخصصة في مجال البيطرة بعملية التحري على المناطق الحدودية نتيجة الحالة التي وجدت في المملكة العربية السعودية في المناطق الشرقية لها وقد بدأت عملية تفتيش مزارع الدواجن باستمرار للتأكد من خلو هذه المزارع من أي جائحة من انفلونزا الطيور. وإلى حد الآن بلادنا والحمد لله خالية من أي مرض أو مؤشرات لوجود هذا الفيروس ومع ذلك جميع العمليات التي تقوم بها الإدارة العامة هي عبارة عن عمليات احترازية خوفاً من وصول أو ظهور المرض ودخوله إلى الأراضي اليمنية. وأضاف الأخ/ مدير عام الارشاد والإعلام الزراعي : تم اتخاذ عدد من الإجراءات أهمها إيقاف استيراد الطيور في بداية الأمر من دول جنوب آسيا التي ظهر فيها المرض بالإضافة إلى جمهورية مصر العربية والآن تم إضافة الكويت والسعودية لظهور هذا الوباء مؤخراً في هاتين الدولتين. الامكانيات محدودة وحول مدى الجاهزية والقدرة على المواجهة قال الدكتور/ منصور العاقل : العمليات كثيرة جداً والمتطلبات كثيرة ومعروف أن امكانيات الإدارة العامة للثروة الحيوانية امكانيات محدودة والامراض زادت انتشاراً في المنطقة فمثلاً هناك اجراءات احترازية لأمراض الوادي المتصدع والطاعون ولإنفلونزا الطيور وهذا الأهم الذي بدأ انتشارها حالياً في دول الخليج. لذا فالامكانيات المتوفرة محدودة لهذا اعدت الإدارة العامة للثروة الحيوانية تصوراً متكاملاً قدم لمجلس الوزراء سيتم مناقشته ربما في أول اجتماع للحكومة الجديدة ونأمل إن شاء الله مناقشته والموافقة عليه حتى يتم توفير ورفد الامكانيات الحالية بحيث توجد الجاهزية الكاملة لمواجهة هذا الوباء الذي أصبح على الأبواب وهذا ينذر بخطورة. تعاون جميع الجهات وبالنسبة لآلية التعاون والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة قال الدكتور/ العاقل : التعاون بين الجهات ذات العلاقة قائم لكن العمل الأكبر يعتمد على وزارة الزراعة أما من حيث التنسيق توجد لجنة عليا للتنسيق بين وزارة الزراعة والجهات ذات العلاقة مثل الصحة والإعلام والأمن والدفاع وهيئة حماية البيئة والجمارك جميع الجهات مشكلة وممثلة في لجنة تنسيق واحدة. حملات توعوي وبالنسبة لمدى الوعي لمثل هذه الامراض قال الدكتور/ العاقل : خلال الفترات السابقة عملنا حملات كثيرة توعوية بخطورة المشكلة ، حيث حاولنا توزيع كثير من النشرات والملصقات وعملنا نزول فرق ميدانية للمدارس ووضع الملصقات عليها بهدف التعريف بطرق النظافة وعدم رمي مخلفات المزارع أمام المنازل ، حيث لابد من التخلص من المخلفات بطرق منظمة ، حيث يتم حرقها بعيداً عن المنازل .. جميع الإجراءات الاحترازية قمنا بها وأصبحت جميع المزارع نظيفة ومعقمة ويتم التخلص من الدواجن التي تموت والمخلفات والنفايات أولاً بأول وفي أماكن محددة وبطرق صحيحة ومنظمة حتى لايوجد أي مجال أو مكان لانتشار الوباء لاقدر الله. كما تم اجراء مسح ميداني لجميع المزارع في جميع المحافظات وعمليات التفتيش متواصلة للتأكد من خلو المزارع من المرض بالإضافة إلى النزول إلى الأسواق ومحلات بيع الدواجن ، بالإضافة إلى أنه تم اتخاذ إجراءات حول أي وفاة تحصل لأي طير . وأي بلاغ نتلقاه عن أي حالة وفاة يتم التأكد من أسباب وطريقة الوفاة. عملية مشتركة ويختتم الدكتور/ منصور العاقل حديثه بالقول : اختتم كلامي بكلمة قصيرة فالعملية عملية مشتركة بحاجة إلى تضافر كل الجهود والامكانيات من مختلف الجهات وتجاوب المواطنين بالإبلاغ عن أي دواجن أو طيور تموت ونرجو منهم الإبلاغ لأقرب مكتب زراعي للنزول للبحث والكشف قبل أن ينتشر أو يوجد المرض فتكون بعد ذلك العملية صعبة وتنطوي على أخطار عديدة. ونحن بحاجة إلى الوعي والإدراك من قبل جميع الجهات ، كما أننا بحاجة إلى دور هام تلعبه أجهزة الإعلام لتوعية الناس ، ولدينا خطة إعلامية مكثفة سنقوم بها حيث سيتم انزال فلاشات ونصائح في مختلف الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة تعطي المواطنين عملية الادراك بخطورة هذا المرض وتداعياته في حالة وصوله وكيف يتم التعامل معه أيضاً مطلوب جهود وزارة الأوقاف والارشاد للتوعية من خلال المساجد ، كما نشكر صحيفة الجمهورية على تناولها لمثل هذه القضايا الهامة التي تعود بالخير والنفع على الوطن والمواطن.