الحق إني من أكثر مؤيدي الانتخابات برغم إني لست مرشحا ولست ناخبا فانا خارج الوطن ومراقب للأوضاع بشكل جيد ومتابع ومن المصرين والمتعنتين على أن تكون في موعدها مهما كلف الأمر، كون عدم إجراء الانتخابات سيدخل اليمن في دائرة لن تخرج منها إطلاقا بسبب الأجندات المخفية للقوى السياسية داخليا وعدم القدرة على الرهانات خارجيا والتي تأتي دائما خارج الرهان الوطني. ولنا في خمسون عاما دليل أن لا يأتينا غير الغثيان وبشكل مستمر ولعل الداخل هو الأهم حاليا فكلهم مجمعين على هدف واحد ضد النظام القائم حاليا إلا أنهم في أجنداتهم مختلفين ويصلوا حد النقيض من بعضهم البعض وهذا ما سيجعل النظام والبلد برمتها على كف عفريت بسبب تنوع الخصوم وتنوع مشاريعهم ولن تقتصر على خصمين مثل سابقاتها من الأزمات التي عاده ما تكون محصورة بين خصمين تنتهي بهزيمة الخصم وفوز الآخر ولن يكون بمقدور النظام حلها مهما ادعى من قدرات فائقة سوى المضي قدما بالانتخابات. فكل المشاريع والأطروحات كبيره ويصعب تقبلها أو هضمها أو حتى تمريرها على الشارع وهي النقطة التي بلعها المؤتمر من خصومه الذين استطاعوا أن يجعلوه خصما وحكم وحاكم في وقت واحد ليحملوه كل النتائج سواء اتفقوا او اختلفوا وهنا سيبدو صغيرا للغاية بمخرجات الساحة حاليا وأخرى تبدو غائبة ستخرج لاحقا وسيرتفع صوتها أن لم تتم الانتخابات في موعدها. قبل عامين تقريبا كنت من مناصري إجراء الانتخابات في موعدها السابق ولو حدثت في حينها ما وصولنا إلى التشنج الحالي والفراغ الحقيقي لوجود رؤية مستقبليه وطريق يوضع البلد برمتها في طريق التنمية الصحيحة والديمومة بل أخر البلد لعامين كاملين وقد تستمر تداعيات ذلك التأجيل لأعوام قادمة بعد الانتخابات القادمة سيعرفها المؤجلون في حينها بل وفتحت الباب على مصراعيه لتجاذبات وأفكار سياسية البعض ولى زمانها وأصبحت من الماضي فأعادها التأجيل إلى الواجهة كقوى موجودة وحية ولها مشاريع كانت مدفونة بل وميتة منذ زمن بعيد. وهذه نتيجة طبيعيه عندما نرهن ثوابت الوطن وحقوق مواطنيه لخيارات سياسيه فردية أو جماعية أو مناطقية ستبدو كبيره مستقبلا إن تم تأجيل أو تجاهل إجراء الانتخابات التي تعتبر الشيء الوحيد لصوت الشعب الحقيقي والقوة الحقيقية لأي نظام قائم مهما بلغت قوته، وللمرة الثانية نحذر وبشدة من أي تأجيل قد يطرح من خلال وعود باتفاقات سرية مهما حصل من ضمانات يقدمها هذا أو ذاك. وحتى لا نسهب كثيرا في رسم خارطة نرجسية أو ضبابية يطرح في الساحة سؤال مهم طال انتظاره ماذا بعد الانتخابات على فرضية حتمية حدوثها هل هي انتخابات لمجرد الانتخابات أم سيصاحبها عملية إصلاح واسعة وشاملة وهي العقدة التي ظل الفرقاء في اليمن يتحاشوها باتفاقات سرية أحيانا وتقاسمات أدت إلى تأجيل الإصلاح الشامل في بلاد اليمن حتى اختلط الخيط الأبيض بالأسود وأصبح من المستحيل إجراء أي مناورة سياسية فكلها أصبحت محفوفة بالمخاطر. وما لم تحدث الانتخابات تغييرا حقيقيا على الأرض فان التواريخ القادمة تبدو قاتمة ولن يكون مرورها سهلا وسلسا ما لم يصاحب الانتخابات عملية تغيير واسعة وشاملة في كل مناحي الدولة من خلال بسط سيادتها على كافة الأراضي اليمنية وفرض دوله النظام والقانون ومنح صلاحيات حكم محلي كامل أو واسع للمحافظات وبشكل سريع وسريع للغاية. وإلا فان الانتخابات لن تكون سوى القشة التي ستقصم ظهر البعير لتعطي الإشارة الأولى للصوملة، وهذا محل التساؤل هل لدى النظام برمته واقصد هنا المؤتمر الشعبي رؤية وتحمل للمسؤولية الكاملة لخوض ثورة حقيقية لا يستثنى منها أحدا وليس مجرد انتخابات للهروب من استحقاق للأمام وخوف من فقدان شرعية ستجعله خارج التمثيل الشعبي ليصبح رقما موازي لبقية الأرقام اللاعبة في الساحة حاليا وفي الغالب بدون أي تمثيل سياسي شرعي هذا محل السؤال والإجابة عليه تضل ضائعة إلى حين. هنا نعود إلى نقطه البدء وهي الخدعة التي وقع فيها المؤتمر سواء كان برغبته أو مرغم في القبول بالتأجيل ولم يكن التأجيل برأيي الشخصي إلا خدعة أوقع المؤتمر فيها سواء ادعى التحاذق أو غيره فانه خدع ووقع في فخ من الطراز الأول. وعليه لبس كل الخصوم ثوب التطهر والنزاهة من كل ما علق بهم في تواريخ سابقة وأصبح المؤتمر في نظر الكل هو المتهم الأول في كل ما يجري في البلد من الفساد إلى التسيب والفلتان الأمني، كون خصومه خارج الساحة للحكم واستطاعوا أن يجروه إلى مربع الاتهام وعليه بنفسه أن يثبت براءته. وهنا ليس للمواطن البسيط أن يفهم سراديب السياسة أكثر مما يراه في الشارع وهي المعادلة التي تجاهلها المؤتمر فوقع فيها دون أن يدري ويبدوا خروجه منها سيكون مستحيلا ما لم يصاحب الانتخابات قبلها وبعدها بتغيير جذري وشامل في مفهوم الدولة والمواطنة ويقلب الطاولة على رؤوس خصومه الذين سيحتاجون وقت طويل جدا حتى يلحقوا في المشروع الوطني الشامل الذي سيكون كفيل بهضمهم وجعلهم مجرد ذكرى من الماضي. ومشروع كهذا أنا اعرف قبل غيري انه سيواجه مشاكل كبيرة قد تصل أحيانا لاستخدام القوة المفرطة ولا باس من استخدامها فالخشية أن تأتي أيام لا نستطيع استخدامها او حتى تحريكها ليس من المعسكرات بل من الخصوم أنفسهم الذي سيتقاسمونها بكل تأكيد ولنا في التاريخ القريب والبعيد عبرة. هنا أتساءل هل لدى المؤتمر وفي أفكاره أن يتحدى ويحدث ثورة حقيقة ويقلب الطاولة فوق الكل أم سيظل يراوح بين المعادلات القديمة واللعب على الأوراق، إن استمر بذات اللعبة فان عام 2013 م وهي فترة انتخاب الرئيس ستكون آخر يوم لشيء اسمه المؤتمر الشعبي العام واشك في بقائه يوم واحد في الساحة وقد تكون هذه آخر الفرص وأهمها على الإطلاق. وعلى الدنيا السلام