رغم الخسارة المؤلمة في اللحظات الأخيرة والتي حملت كأس الخليج إلى الكويت قبل أن يتحول إلى الرياض إلا أن لاعب واحد فقط خطف القلوب والعقول وأصبح ظاهرة رائعة تألق وأبدع مهارة وفناً وطيبة وحسن خلق حتى أصبح هناك مايعرف بظاهرة " الشلهوب مانيا " تنافس فوز قطر بتنظيم المونديال من حيث الأهمية وتداول الأخبار عنه في الفترة الماضية . ويكفي ما حدث من بكاء حارق ودموع تنهمر من عيني النجم القصير الماهر محمد الشلهوب وهو يقف على عتبة الصعود على حافة الملعب في الطريق إلى المنصة لتسلم (كأس الفريق المثالي) في نهائي بطولة الخليج ال 20 في اليمن بعد الخسارة من الكويت بهدف قاتل. حيث اتجه للمنصة متثاقل الخطى يصارع دموعه لإيقافها عن الانهمار، فهو سيقابل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح والمنصة مكتظة بالشخصيات، لكنه فوجئ بأن الرئيس وبعد أن تمعن في وجهه المتأثر ب (سيل) الدموع أبى إلا أن يحضنه ويقبل خده مثلما يفعل الأب بابنه عندما يحزن أو يبكي.. لم يكن هذا كافيا فقد لمح (الخبير) محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي الموقف فتقدم خطوة وسحبه إليه وقبله بالمثل تماما مكررا المشهد في منظر رياضي أبوي، وسار الشلهوب في طريقه لمغادرة المنصة وإذا بالشيخ الرياضي (اللطيف) أحمد الفهد يتقدم للأمام معترضا طريق الشلهوب على غرار سابقيه. تحول الشلهوب إلى ظاهرة رياضية واجتماعية غير مسبوقة لدرجة أن عروس يمنية هددت عريسها بأنه إذا لم يحضر الشلهوب حفل الزفاف فسيعتبر لاغياً وهو ما دعا العريس للتنكر في زي صحفي لملاقاة اللاعب الخلوق الذي اعتذر بلطف وهنأ العريس . الشلهوب كان حديث جميع الفضائيات وفرض حدثا خاصا زاد في مساحة الحب له والإعجاب به، ومن منظر في الملعب ومصلح آل مسلم عضو البعثة السعودية يحضنه ويكفكف دموعه إلى المعلق المصري أحمد الطيب في (الدوري والكاس) يمطره بوابل من كلمات التمجيد ويرفع صوته (ماتبكيش ياكابتن ياكبير).. إلى المحلل الراقي عادل البطي في القناة الرياضية وهو يقول (رغم أنني حريص على الموضوعية إلا أنني أمام هذا الموقف لا يمكن أن أكبت عواطفي تجاه من أعرفه عن قرب وأشاهده يبكي بحرقة).