فيما أكد اهتمام حكومته بزراعة البن كمصدر دخل لها, اعترف دولة رئيس الوزارء الدكتور على مجور بوجود تحديات كثيرة تواجه زراعة البن في البلاد في مقدمتها شحة المياه وانصراف المزارعين إلى محاصيل يرون فيها ربحية آنية أكثر بالرغم مما خلفته تلك المحاصيل من آثار سلبية على المخزون المائي للبلاد في اشارة منه الى نبات القات. جاء ذلك على هامش انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الثاني للبن الطبيعي الذي تستضيفه اليمن على مدى يومين بمشاركة أكثر من 300 مشارك ومشاركة من الباحثين والأكاديميين والمزارعين والمهتمين في زراعة وصناعة البن على مستوى العالم. وقال مجور: اننا في اليمن سنظل ننظر للبن باعتباره الشجرة الوطنية التي تحتفظ برمزية ثقافية وتاريخية بما استطاعت أن تختزله من هوية يمنية أصيلة حيث ما حطت في العالم ثمرةً ذاتَ مذاقٍ أثيرٍ لا يضاهيه مذاقُ أيُّ نوعٍ آخر من البن. وأكد رئيس الوزراء على الميزة الفريدة للبن اليمني من حيث الجودة والناحية الاقتصادية, وقال: أن البن اليمني مثلما احتل اهتمام العالم شطراً مهماً من التاريخ الحديث والمعاصر فكان اليمن محور هذا الاهتمام لهو اليوم جدير بذات الاهتمام لأنه ما من نوع أجود ولا أفضل من البن المزروع في أودية اليمن وشعابه وأطيب منه مذاقاً وأقدر منه على المنافسة في السوق العالمية, مشيرا إلى ان المزارع اليمني تميز بخبرته المعتبرة في تعامله مع شجرة البن خاصة في مراحل الحصاد والتجفيف حيث يتبع هذا المزارع أفضل الطرق الطبيعية في مختلف مراحل زراعة وحصاد البن. ولفت الى ان من اولويات حكومته في هذه المرحلة هو توسيع رقعة زراعة البن في الأماكن التي تشكل بيئة مثالية لزراعته في اليمن وأن زراعته يجب أن يظل خياراً جاذباً لدى المزارعين, منوها الى ان ذلك يتطلب جهداً مشتركاً من الخبراء المحليين والدوليين المشاركين في أعمال هذا المؤتمر والمسئولين في الجهات الحكومية ذات العلاقة واتصالاً مؤثراً بالفئة المستهدفة ممثلة بالمزارعين. وتابع: ان جهد كهذا ينبغي أن يثمر تأسيس نماذج ناجحة من مشاريع زراعة البن تستند إلى ذات الخبرة الأصيلة وتستفيد من التطورات التقنية الحديثة في زراعة البن وزيادة إنتاجيته والحفاظ على ميزاته التنافسية التي تستند إلى جودته الفريدة على مستوى العالم. وأعرب مجور عن أمله بما سيخرج به المؤتمر من توصيات لتطوير البرامج والسياسات الملائمة للنهوض بزراعة وصناعة البن اليمني بناءً على أفضل الممارسات الدولية المعتمدة في البلدان التي نجحت في مجال زراعة وصناعة البن على مستوى العالم، مؤكدا دعم مخرجات وتوصيات المؤتمر وترجمتها مشاريع وأعمال ميدانية مباشرة يلمس تأثيرها وفوائده الجميع وفي مقدمتهم مزارعي البن في اليمن. وشكر رئيس الوزراء مزارعي البن في اليمن الذين رفعوا أسم اليمن عالياً واعلنوا استمرار رسالة اجدادهم الخالدة لأجدادهم عندما نحتوا أسم اليمن في كل أنحاء العالم حتى أضحى اسمها مقترناً بالبن ثمرة ومذاقاً أثيراً وقهوة منعشة في كل أوقات اليوم, ودعا في ختام كلمته كافة الفعاليات المؤثرة وفي طليعتها المؤسسات الإعلامية إلى الإسهام الفعال في تأكيد المزايا الهامة لزراعة البن ليس باعتباره محصولاً ًنقدياً ذا عائد مجزٍ فقط ولكن باعتباره رمزاً وطنياً أصيلاً يعبر عن خصوبة هذه الأرض وخيرها العظيم. نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية وزير التخطيط والتعاون الدولي عبد الكريم إسماعيل الأرحبي أشار من جانبه الى ان زراعة وانتاج صناعة البن يمثل احد اهم المحاصيل النقدية المدرة للدخل والتى تسهم في خلق فرص عمل وتساهم في تحسن الظروف المعيشية فى المناطق الريفية, مؤكدا أن اليمن تعد الدولة الوحيدة التي تنتج البن بطريقة طبيعية خالصة وهو ما أسهم في تعزيز جودته على النطاق المحلي والعالمي مقارنه بأنواع البن الأخرى, لافتا الى أن البن اليمني يمثل جزء من التراث التقليدي للمجتمع اليمني. واشار الى أن التوجهات الحكومية اليمنية القائمة والمستقبلية تولي أهمية لتشجيع وزراعة المحاصيل النقدية ذات العائد الاقتصادي كبدائل نوعية لنبتة القات التي تمثل احدي المعضلات الاجتماعية والاقتصادية, وقال الارحبي بأن حجم مشاريع الصندوق المنجزة منذ انشائة في العام 1997م بلغت نحو 11 الف مشروع وبرنامج في حين هناك خمسون الف شخص يعملون حاليا في 2484 مشروعا بكلفة اجمالية تقدر ب 230 مليون دولار. والقى السفير الامريكي بصنعاء "جيرالد فيرستاين" كلمة اشاد فيها بجودة البن اليمني معتبرا اياه بالأفضل والأشهر على مستوى العالم, وقال ان هذا المؤتمر سيسهم في خدمة جهود تطوير زراعة البن في اليمن، وأبدى فيرستاين استعداد بلاده تقديم كافة الدعم والمساندة لليمن في سبيل تشجيع زراعة البن اليمني والعمل على إزالة كافة المعوقات التي تقف في طريق التوسع في زراعته.
كما ألقيت في الحفل كلمة الخبير المكسيكي مانيو دياز وكلمة مدير وكالة تنمية المنشآت الصغيرة أسامة العريقي اكدتا على أهمية المؤتمر في مناقشة كافة القضايا التى تهم زراعة البن في اليمن, فضلا عن دوره في توفير فهم أفضل ووعي وإدراك لنوعية البن, ودعتا الى تطوير أنشطة البحوث العلمية في سبيل خدمة تنمية زراعة البن كرافد اقتصادي مهم لليمن المؤتمر شهد العديد من أوراق العمل والمداخلات في مجال تطوير وتنمية زراعة البن مقدمة من قبل خبراء ومهتمين محليين ودوليين في مجال زراعة البن وتصنيعه كما رافقه جملة من الفعاليات مثل تذوق البن والقهوة العربية والتعريف بطرق التحميص وإعداد القهوة لعربية "الإكسبرسو" علاوة على عرض فقرات تعريفية لأفضل أنواع البن الطبيعي في العالم. هذا وقد شهد المؤتمر في يومه الاول تصاعد اصوات المشاركين بضرورة احلال محصول البن اليمني الشهير المعروف على مستوى العالم mocca محل نبات القات الذي استحوذ على ثلاثة ارباع حجم المساحة للزراعة في اليمن ومن المتوقع ان يخرج بتوصيات هامة تخدم زراعة وانتاج وصناعة البن في اليمن.