عقدت مساء اليوم الاثنين في القصر الجمهوري بصنعاء جلسة مباحثات مغلقة بين الرئيسين علي عبد الله صالح وعبد الله غول، تركزت حول تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري وتشجيع الاستثمارات، وتطوير التعاون الدفاعي والأمني سيما في مجالات التدريب والتصنيع العسكري، وخفر السواحل، وتأهيل الشرطة، بجانب تنسيق جهود البلدين في مكافحة الإرهاب والقرصنة. وبحثت القمة سبل تنسيق جهود ومواقف البلدين تجاه التحديات والمخاطر المحدقة بالأمة، خاصة في ظل استمرار تنفيذ المخططات الإسرائيلية لتوسيع وبناء المستوطنات وفرض الحصائر الجائر على قطاع غزة وما نجم عنه من معاناة. كما أكد الرئيسان على توسيع جوانب التكامل والشراكة بين اليمنوتركيا، وخصوصا في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بما يترجم آمال وتطلعات الشعبين وتنمية مصالحهما المشتركة، والعمل على تشجيع رجال المال والأعمال والمستثمرين في البلدين للاضطلاع بدور أساسي للدفع بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين اليمنوتركيا نحو آفاق رحبة من التطور والشراكة وإقامة المشاريع الاستثمارية المشتركة بما يحقق المصالح المشتركة للجانبين. وخلال جلسة مباحثات موسعة ضمت عدد كبير من كبار مسئولي البلدين تم بحث آفاق تعزيز التعاون في المجال الصناعي من خلال إنشاء مناطق صناعية في عدن والحديدة، وتشجيع الاستثمار السياحي، وكذا تعزيز التعاون في قطاع الإنشاءات، وتوليد الطاقة بالغاز بقدرة عشرة آلاف ميجاوات, فضلا عن إنشاء مستشفى تركي في اليمن، وكذا سبل توسيع التعاون في المجال التربوي والثقافي وترميم القلاع والآثار التركية الموجودة في اليمن. وأكد الجانبان ضرورة العمل على تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين. من جانبه جدد الرئيس التركي عبد الله جول وقوف تركيا ودعمها لليمن وأمنه واستقراره, مؤكدا أن أمن واستقرار اليمن لا يهم اليمن فحسب بل يهم منطقة الشرق الأوسط وجزيرة العرب وأفريقيا والعالم. وأبدى الرئيس التركي رغبة رجال الأعمال والمستثمرين الأتراك الاستثمار في اليمن. وقال: "إن هذه الزيارة التاريخية تفتح آفاقا جديدة في العلاقات بين بلدينا الشقيقين"، مشيرا إلى أن الوفد الذي يرافقه في هذه الزيارة يضم نخبة كبيرة من رجال الأعمال بجانب الوزراء ونواب البرلمان والأكاديميين وهو ما يؤكد اهتمام تركيا بتطوير علاقاتها مع اليمن. وأضاف:" لدينا في تركيا حرص واستعداد كبير على تطوير العلاقات مع اليمن. وأشاد بالتجربة الديمقراطية في اليمن، قائلاً: "إنها الدولة الوحيدة في المنطقة التي لديها تعددية حزبية". دعم بلاده لليمن في إطار مجموعة أصدقاء اليمن وفي الاجتماع القادم المقرر انعقاده في الرياض. وأشاد الرئيس التركي في ختام كلمته بإقامة اليمن لنصب تذكاري للجنود الأتراك الذين استشهدوا في اليمن, معتبرا هذا النصب التذكاري رمزا للعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين. حضر جلسة المباحثات المفتوحة من الجانب اليمني الأخوة عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية و رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي و رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور ورئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني والمستشار السياسي لرئيس الجمهورية الدكتور عبدالكريم الإرياني ونائب رئيس الوزراء - وزير التخطيط والتعاون الدولي عبدالكريم الأرحبي ووزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي ووزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد ووزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبدالكريم يحيى راصع ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس كمال الجبري ووزير الصناعة والتجارة الدكتور يحيى المتوكل وعدد من المسؤولين. ومن الجانب التركي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة بولنت إرينش ووزير الخارجية أحمد داوود أجلو ووزير الدفاع فيسدي جونول ووزير الصحة رجب أكداغ وعدد من أعضاء البرلمان وكبار المسؤولين ورجال الأعمال والمستثمرين بجمهورية تركيا والسفير التركي بصنعاء محمد دونماز.