وجه لوبي الفساد ضربة قاضية لزراعة البُن اليمني بإغراق الأسواق بالبُن الأثيوبي، وخلط البن اليمني به، الأمر الذي تسبب بانتكاسة سعرية تاريخية تُنذر بعزوف المزارعين عن زراعته، والتحول لزراعة القات، فضلاً عن عزوف الأسواق الخارجية عن شرائه بعد إفساد نكهته العالمية الشهيرة بالبُن الأثيوبي. وفي ظل إنهيار حماية الجهات الرسمية المعنية للمنتجات الوطنية، لم يجد مزارعو البُن في محافظة إب من ملاذ غير توجيه رسالة استغاثة عاجلة موجهة لكل من فخامة رئيس الجمهورية ورؤساء مجالس النواب والوزراء والشورى يشكون فيها ما لحق بهم من ضرر جرّاء هذا التخبط من قبل الجهات ذات العلاقة التي سمحت باستيراد البُن إلى أشهر بلدان زراعة البُن، وأطلقت الأيادي لخلطه وطمس هوية البُن اليمني. وقال المزارعون في رسالة الاستغاثة: أننا وبعد أن واجهت جهودنا لقلع القات وإحلال البن محله في الوديان الخصبة واجهنا ضربة قاضية بعد أن انخفض سعر البن في الأسواق إلى حد جعل زراعته أصبحت غير مجدية ولا مشجعة. وأكدوا: أن هناك كميات من البن الاثيوبي تم توريدها مؤخراً ومركز توزيعها يقع في مدينة الشرق آنس، وتوزع كميات البن بالقاطرات إلى كافة مراكز تجميع البن اليمني، حيث يقوم بعض التجار بخلطه بالبن اليمني تمهيدا لتصديره إلى الأسواق التقليدية للبن اليمني خاصة في دول الجوار على انه يمني خالص مما يترتب عليه نتائج تضر بزراعة البن اليمني من خلال تخفيض سعره إلى مستويات غير مسبوقة وتحطيم سمعة البن اليمني واليمن في الأسواق مما سيحدث ضرر دائم لا يمكن إصلاحه. وحذروا من استمرار عملية التوريد التي ستؤدي إلى قطع أشجار البن التي لم تعد مجديه وفقدان لأحد معالم الهوية اليمنية ناهيك عن الأضرار الاقتصادية والاجتماعية لذلك. جدير بالذكر أن هذه الضربة جاءت بعد أيام فقط من احتضان صنعاء لمؤتمر البُن، ومهرجان التذوق العالمي الذي شاركت فيه جهات مختصة من مختلف أرجاء العالم، الأمر الذي يجعل إغراق الأسواق اليمنية بالبن الأثيوبي والعمل على غش البن اليمني به وطمس نكهته ضربة مدروسة بعناية وموجهة للاقتصاد الوطني اليمني من خلال تدمير أحد أهم شرايينه..