أتابع باهتمام بالغ هذه الأيام الأزمة الراهنة التي تمر بها مختلف محافظات اليمن. هذه الأزمة التي نتمنى أن يجتازها الشعب اليمن بحكمته المعهودة وإيمانه العميق دوماً. وأنا على يقين تام بأن هذه الأزمة سوف تنتهي قريباً بفضل رجال اليمن المخلصين وشبابه الطموح الحريصين على إيصال البلد إلى مستقبل مغاير وبر آمن... هذا الشعب الأصيل العاشق لبلده قادر على خلق دولة مدنية جديدة تتسم بالعدل والمساواة. ولعل أبرز ما جعلني أتيقن من أن هذه الأزمة ستنتهي هو حرص غالبية الشعب اليمني على المطالبة السلمية لحقوقهم والابتعاد عن استخدام السلاح رغم توفره بصورة مخيفة في اليمن، حيث أنني لم أكن أتوقع إطلاقاً بأن الشباب سيتجهون نحو هذا المسار المشرف للمطالبة بحقوقهم المشروعة. الشعب اليمني أثبتت للعالم كله بأنه شعب الحكمة والإيمان فعلاً. عندما أرى وجوه الشباب، الكبار، النساء، الأطفال وحتى رجال القبائل ورجال الدين وهم يتوحدون على كلمة سواء أو وهم يهدون الورد إلى أفراد الأمن ويبثون الابتسامة في وجوههم، أشعر بتفاؤل كبير بأن هذا الشعب جدير بأن يعيش في بلد مستقر تسود فيه مبادئ العدل وتترسخ فيه معاني الديمقراطية الحقيقية وحرية الرأي والتعبير. ونحن لا ننكر بأن الرئيس علي عبد الله صالح قد بذل الدور الكبير في توحيد شمال اليمن وجنوبه، وله دور كبير في ترسيخ العلاقة الثنائية الوثيقة بين اليمن والسعودية، غير أن اليمن قادرة على الحفاظ على هذه الإنجازات سواء في ظل وجود الرئيس علي عبد الله صالح أو في ظل الرؤساء القادمين في المرحلة القادمة. وأنا من هنا من المملكة العربية السعودية أؤكد وقوفي الكامل مع مطالب الشعب اليمني العادلة، وأتمنى أن يتم التركيز في الفترة القادمة على إعادة البناء والتعمير والحرص على تنمية اقتصاد اليمن الزاخر بالخيرات والثروات والأيدي العاملة التي ستصل باليمن نحو مستقبل أفضل. ولا أنسى أن أقدم خالص عزائي ومواساتي لأهالي الشهداء الذي سقطوا في هجوم يوم الجمعة البشع.. هذا الهجوم الذي نتمنى أن لا يتكرر خلال الأيام القادمة، فاليمن بلد الأمن والحب والتسامح وستكون كذلك على مر الأزمان ومختلف العصور. • رجل أعمال وأحد مشائخ قبيلة حاشد في المملكة العربية السعودية