- متشجن/ مهندس حسين عبد الله يافعي - لست بصدد كتابة مقال حتى استلف العبارات وانمقهاء بالمصطلحات .. لا ادعو الى تسييس هذه الدعوه ، فما دخلت السياسه في شيء الا افسدته. لا اريد امام المخاطر التي تحدق باليمن التخندق مع السلطه او المعارضه ، فكلا منهما يدعي انه يملك الحقيقه . لا اؤمن بالاصطفاف مع اي حزب ، فالاحزاب مطيه لاستعمار العقل وتقييد قول الحقيقه المطلقه . ما يمر به يمننا هذه الايام يستدعي تحكيم العقل ، وتجنيب الوطن الفوضى والفتنه ، وتفويت الفرصه على كل المتربصين باليمن والساعين الى تمزيقه ، واستنكاه مضاعفات ما سيحدث اذا سمح الله وانزلق المحتشدون في هذا المربع او الآخر الى ابسط حماقه ، او ركب السياسيون عقولهم وتحولوا الى زعماء مليشيات ، وصار كل منهم يردد علي وعلى اعدائي . ان كافة الحريصين على اليمن يضعون ايديهم على قلوبهم ، في الوقت الذي يتابعون جهود كافة العقلاءوالخيرين من علماء وقوى حيه ، ممن يسعون الى وأد الفتنه ، كما ان الساحه الوطنيه لا تخلوا من عقلاء اطراف العمل السياسي . ولعل الشباب وكافة الغيورين وهم جذوة الأمل والتغيير والاصلاحات ، اكثر حرصا على أمنه واستقراره . كل هذا الوضع الشائك يطرح علينا كقطاع اغترابي واسع في امريكا سؤالا كبيرا ، ما هو دورنا امام الازمه القائمه ؟ والتي ستلقي بمضاعفاتها علينا ، هل المطلوب ان نتخندق مع هذا الطرف او ذاك ؟ ام ان الواجب يقتضي المشاركه للبحث عن حلول ومخارج ، من منطلق انتمائنا لليمن كل اليمن ، حيث اننا نشكل شريحه اجتماعيه لا يستطيع احد التقليل من اهميتها او دورها . لذلك فان الدعوه موجهه الى كل من يعتمل في ضمائرهم الحب والحرص والانتماء لليمن ان يسألوا انفسهم اليس عليهم واجب تجاه وطنهم (الام ). ان قطاعنا الاغترابي المقيم في امريكا غرق من جراء العنتريات والاستراتيجيات المضطربه والمتقلبه لبعض مكوناته في دوامه لا يدرك قعرها ، ولم يدرك بعد ان الدول الكبرى تتمحور علاقاتها ومواقفها وفقا لمصالحها . بغض النظر على ما يترتب على تلك السياسات من نكبات ودمار على الشعوب الاخرى . ولعل تصريح السيده كلينتون كان اكثر جراءه ووضوح حين اكدت بقولها :- ( اننا ننطلق وفقا لمصالحنا الاستراتيجيه ازاء ما يجري . وليس من منطلق مبادىء ؟!!) ترى ما هي رؤية ومبادىء قطاعنا الاغترابي حيال ما يجري في يمننا من احتقان خطير ، فنحن المهاجرون لا نملك استراتيجيات . هل نقف لنتابع المشهد المتحرك في شوارع مدننا اليمنيه ؟ هل نصطف في المهجر لنقرع الطبول ونردد بالروح والدم نفديك يا يمن ؟ وهو شعار يردده الطرفان !! وكان الزمن يعود بنا القهقرى لنطل من نافذته على بيارق وسيوف موقعة ( صفين ) . ويشرف علينا رسول الله (ص) قائلا :- ( يا أبنا يمن الحكمه والايمان دعوها فانها منتنه ) . ما أريد الدعوه اليه هو ان علينا ان نخطوا خطوه عمليه ربما عجز عنها آخرون في داخل الوطن ، وهي القيام بمبادره اغترابيه قد لا تساوي ما قام به العلماء ، ولكن لها رمزيتها ، ليس من أجل السلطه ولا من أجل المعارضه ، ولكن من أجل اليمن . فجميعنا يخشى على يمننا من التشظي ومن التحديات المحدقه به بالداخل . وعلى هؤلاء الذين عرفناهم طوال اربعين عاما في المهجر ان يدركوا ان اليمن يمن الكل ، وان اساليب توظيف قطاعنا الاغترابي لعقلياتهم الشموليه الاقصائيه التي نراها تتغير وفقا لمصالحهم الايديولوجيه ، وليست تماهيا مع تطلعات وطموحات قطاعنا الاغترابي ، الذي يتطلع به شباب الجاليه وكافة الحريصين على امن واستقرار اليمن، ان يدركوا ان اساليبهم هذه قد انتهت الى غير رجعه . لذلك فان قيام كيان يمني موحد للجاليه وخصوصا هذه الايام المجدبه هو ابلغ رد بان اليمن بخير، وبان الوحده بخير، وبان الامه لا زالت موجوده ، وبان الامه لا ينقصها العقلاء الذين يبشرون بان المستقبل انشاء الله افضل من الحاضر ، وهو الرد العملي على الاحباطات والمكايدات وسياسات المشي على حافة الهاويه . واستشعار لخطورة ما يجري فان الواجب يجعل كل يمني غيور يرفع مصلحة الوطن وأمنه وسلامته ومستقبل اجياله فوق كل الاعتبارات . ولا ياتي اليوم الذي ينطبق علينا قول الشاعر ابي الاحرار الزبيري ما كنت احسب اني سوف ابكيه .....وان دمعي الى الدنيا سيرثيه وان من كنت ارجوهم لنجدته .....صاروا يوم الكريهه من اعاديه