تراجع إنتاج مصانع الأسمنت اليمنية والخليجية وخاصة السعودية والعمانية نتيجة الأوضاع السياسية التي تعيشها اليمن، وأدت إلى توقف الاستثمارات المحلية والخارجية، وقال ل "الاقتصادية" عدد من مديري مصانع الأسمنت اليمنية الحكومية وللقطاع الخاص(اليمني والخليجي) إن الإنتاج تراجع بنسبة 80 في المائة، منذ شهر، ويتم الاعتماد بشكل كامل على المخزون الاحتياطي، بينما قل التصدير إلى الخارج والأسواق المحلية، وتتكبد المصانع رواتب عدد من الموظفين في صالات الإنتاج والإدارة. وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال اليمنية علي محمد مجور، إن موجة الاحتجاجات الأخيرة التي تشهدها اليمن أثرت سلباً في أداء الحكومة ومشاريع التنمية، وأعاقت برنامج العمل المتفق عليه مع شركاء التنمية المانحين. وتوجد أربعة مصانع خليجية في اليمن منها ثلاثة مصانع أسمنت خلال (2008-2010) في لحج (مصنع الوحدة للعيسائي)، ومصنع الوطنية لمجموعة هائل سعيد، وفي المكلا مصنع حضرموت للعمودي وباحمدان وبقشان وأسمنت الشرقية بطاقة إجمالية لثلاثة المصانع، (4800 مليون طن سنويا)، ومصنع ريسوت العماني في حضرموت مملوكة لمؤسسة باجرش، وشركة ريسوت للأسمنت في صلالة، بينما توجد ثلاثة مصانع حكومية خلال الفترة (1973-1993م ) ، مصنع باجل للأسمنت وأسمنت البرح 1993 في تعز، مصنع أسمنت عمران، لكن المصانع الحكومية تشهد تراجعا مخيفا في إنتاجها لسببين: الأول منافسة مصانع القطاع الخاص، والآخر بسبب تدهور الوضع السياسي. وقال قحطان محمد الناظري نائب رئيس مجلس إدارة المؤسسة اليمنية العامة لصناعة وتسويق الأسمنت إن تراجع حركة النمو في نشاط البناء والمقاولات خلال هذه الفترة في اليمن أثر تأثيرا كبيرا في الإنتاج بشكل كبير. ويرى أحمد شليف رئيس مجلس مؤسسة الشليف للصناعة والمقاولات أن هناك توقفا شبه تام للبنى والتشييد المحلي، والاستثمار العقاري اليمني، مما سبب عزوفا عن شراء الأسمنت بنسبة تراوح بين 80 90 في المائة، لأول مرة منذ حرب صيف 1994. وأضاف محمد الفرزعي مدير عام الصناعة في الهيئة العامة للاستثمار أنه من الطبيعي أن يتراجع الإنتاج في مصانع الأسمنت الحالي نتيجة التخوف الذي تسببت فيه الأزمة السياسية حاليا، بعد أن حصلت طفرة خلال عام 2008، 2009 بشكل لافت نتيجة الهدوء السياسي، وما حققه مؤتمر الاستثمار عام 2007.
