عند اختيار نظارتك الشمسية لهذا الصيف، من الأفضل أن تبتعد عما عدساتها ذات اللون الأزرق، أيا كانت درجة غمق ذلك، وبدلاً منها اختر الأنواع ذات العدسات الصفراء أو التي بلون العنبر الفاتح. هذا ما ينصح به أطباء العيون من نيويورك، وليس دار «شانيل» أودار «كريستيان ديور»! إلى هذا، ما تزال التحذيرات الطبية من كثرة تعرض شبكية العين للأشعة فوق البنفسجية تتوالى، خاصة ونحن في فصل الصيف، وبالتالي ضرورة وضع النظارات الشمسية ذات عدسات قادرة على الوقاية من هذه الأشعة بالذات. ولذا ترى الأكاديمية الأميركية لطب العيون أن هذه النظارات ليس الهدف من ارتدائها الجانب التكميلي لإكسسوارات الموضة أو لوقاية الإنسان من إزعاج وهج الشمس، بل هي أكثر أهمية من هذين الهدفين، نظراً لأهمية الوقاية من التأثيرات الضارة والمتلفة لتراكيب العين التي تحملها حزمة غير مرئية من أشعة الشمس، وهي الأشعة فوق البنفسجية. الشبكية واللون الأزرق وكانت البروفسورة جانت سباروو المتخصصة في أمراض العيون بالمركز الطبي لجامعة كولومبيا بولاية نيويورك الأميركية، قد عللت نصيحتها في حديث صحافي لها مع وكالات الانباء، بأن العدسات الصفراء أو بلون العنبر الخفيف أكثر قدرة على تصفية اللون الأزرق، مما يقلل من تعرض العينين له. وقالت إن هناك مركبات كيميائية تتجمع وتتركز في خلايا الشبكية مع التقدم في العمر. وهذه المركبات تتأثر بشدة بأشعة الشمس، خاصة اللون الأزرق فيها، فالأشعة الزرقاء على حسب قولها تعمل على زيادة تنشيط هذه المركبات في خلايا الشبكية، مما ينتج عنه إفراز مواد مُؤكسدة ضارة بخلايا الشبكية نفسها. و للبروفسورة سباروو أبحاث حول تأثير اللون الأزرق في أشعة الشمس على شبكية العين، خاصة التلف الحاصل في الشبكية مع تقدم العمر. وهو ما يُعتبر السبب الأول للإصابة بالعمى في مناطق مختلفة من العالم لدى كبار السن. الأمر الذي تشير إليه صراحة نشرات الأكاديمية الأميركية لطب العيون. و استطردت الباحثة تقول: إننا نرى أشعة الشمس بلونها الأبيض، لكن ضمن هذا البياض حزمة من ألوان مختلفة، منها على وجه الخصوص اللون الأزرق، وبقية الألوان التي في حزمة قوس ألوان الطيف، أو ما يُسمى بقوس قُزح مجازاً. الأشعة فوق البنفسجية هناك عوامل مختلفة ترفع من التعرض للأشعة فوق البنفسجية. وترى الأكاديمية الأميركية لطب العيون أن أي عامل يرفع من مقدار التعرض لأشعة الشمس، هو أيضاً يرفع من احتمالات التأذي من الأشعة فوق البنفسجية المصاحبة لها. ومن هذه العوامل وجود الإنسان في: عوامل بيئية، فالتعرض للأشعة فوق البنفسجية أعلى حينما يكون المرء على الثلج أو الرمل أو سطح الماء، وفي الجبال والمناطق المرتفعة كالأبراج السكنية العالية. وفي خط الاستواء والمناطق القريبة منه. هذا بالإضافة إلى أن الأشعة البنفسجية تصل سطح الأرض بشكل أكبر عند وجود حالات من العتمة أثناء النهار كوجود الغيوم أو الضباب. وفيما بين العاشرة صباحاً إلى الرابعة بعد الظهر. وفي الربيع والصيف كذلك. عوامل شخصية، مثل طول مدة التعرض لأشعة الشمس. وأكثر تركزاً لدى ذوي البشرة وقزحية العين الفاتحتين، ولدى من يتناول أنواعاً من الأدوية ذات الحساسية للضوء، مما يرفع من معدلات امتصاص الجسم لهذه الأشعة، مثل المضادات الحيوية من نوع تيتراسيكلين ودوكساسيكلين، ودواء تخفيف حمض اليوريك لدى مرضى النقرس، ودواء سورالين لمرضى البُهاق. وفي حالة الكسوف لا تحمي النظارات الشمسية من الأشعة الضارة الصادرة عن الشمس أثناء كسوفها، لأن الضرر ليس من الأشعة فوق البنفسجية هنا، بل من الأشعة الحرارية التي لا تحمي النظارات الشمسية منها. أضرار الأشعة أما أضرار الأشعة فوق البنفسجية على العين وتراكيبها، فتتمثل في حدوث ضرر فوري عند التعرض لوهج الشمس في يوم مشرق جداً وأوقات ذروة أشعتها، خاصة المنعكس على الأسطح العاكسة كالثلج أو الرمل، وهذا يُؤدي إلى تلف في أسطح العين، مثله مثل تأثر طبقة البشرة الخارجية على الجلد بأشعة الشمس. وهذه التأثرات تزول غالباً في غضون بضعة أيام، إلا أنها ربما تترك بعضاً من الأثر الدائم. لكن المشكلة الرئيسة هي في التعرض لمدة طويلة وبشكل متكرر لهذا النوع من الأشعة، حيث تنجم عنه عدة مضاعفات مؤذية على العين، مثل: تلف الشبكية: كثير من الدراسات أشار بوضوح إلى أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية يُسهم في تلف خلايا الشبكية، وخاصة الجزء المركزي فيها. وهي التي تعتبر السبب الرئيس لفقد الإبصار في مناطق شتى من العالم لدى كبار السن. الماء الأبيض، وذلك ضمن آليات معقدة، فإن الماء الصافي لعدسة العين يتحول إلى طبقة بيضاء متجمدة تحجب المرء عن الرؤية السليمة. ظفر العين*، وهي طبقة من الأنسجة والأوعية الدموية تنشأ تحت طبقة الملتحمة، وتمتد من زاوية العين الداخلية وتمتد شيئاً فشيئاً حتى تغطي طرف القرنية. ويزداد حجمها بالعرض للأشعة الشمسية. وتحتاج إلى إزالة في حال ما سببت إزعاجا أو ألماً للإنسان، أو أنها بدأت بحجب الرؤية السليمة للقرنية. سرطان جلد الجفن. Pterygium * إرشادات طبية لانتقاء النظارات الشمسية تتوفر آلاف الأنواع من النظارات الشمسية في الأسواق، وتطرح دور الموضة في كل عام أنواعاً شتى منها. لكن الإرشادات الطبية للهيئات العلمية، المعنية بصحة العين، كالأكاديمية الأميركية لطب العيون تتحدث عن جوانب على الإنسان الاهتمام بها عند انتقاء النظارة الشمسية بغية وقاية العين وحمايتها. وفي تحليل لمميزات الأنواع المختلفة منها نلحظ الأمور الآتية: * الغطاء الواقي من الأشعة فوق البنفسجية: العدسات الزجاجية أو البلاستيكية لديها قدرة محدودة على تصفية الأشعة فوق البنفسجية وحماية العين منها. ويُمكن رفع قدرة تصفية العدسة بإضافة طبقة واقية خاصة. ومن المهم مراعاة درجة الوقاية، فليس كل درجة من الوقاية التي يؤمنها منتج النظارة الشمسية، تكفي لهذا الغرض، بل الأفضل أن تؤمن درجة لا تقل عن 99%، والأفضل 100%، وهو ما يتحقق بالتي يشير تعريفها بأنها تحمي بدرجة 400 نانومتر، أي وقاية بنسبة 100%. * سطح كالمرآة: وذلك عند وضع غلاف معدني اللون على السطح الخارجي للعدسة، يخفف الشعور بوهج الضوء الشمسي، ولذا يرغب فيها البعض. * تدرج درجة التظليل: يُوجد نوعان من تدرج تظليل العدسات، النوع المتدرج التظليل من أعلى إلى أسفل، حيث يكون اللون أغمق في الجزء العلوي وأفتح درجة في أسفل العدسة، ويناسب قائدي السيارات حينما يحتاجون وضوح الأشياء القريبة. والنوع الثاني يتدرج التظليل فيه من أسفل ومن أعلى، لتكون منطقة أفتح لون في المنتصف، وهي تناسب الرياضيين. * الاستقطاب: وهي عملية يتم بها تخفيف شفافية زجاج العدسة بدرجات مئوية مختلفة كما في زجاج السيارات. وهي تفيد في تخفيف رؤية وهج الشمس المنعكس من المسطحات العاكسة، كسطح ماء البحر أو الثلج. ولذا تستعمل أثناء صيد الأسماك أو التزلج على الثلج. * إزار غلق الجوانب: وهي نظارات مزودة بزوائد تغطي أي منافذ حول إطار النظارة قد يدخل منها ضوء الشمس أو الغبار، والمقصود منها إضفاء زيادة في حماية العين من كل الزوايا. وتفيد في حالات التزلج أو ركوب الدرجات النارية أو التعرض للهواء والغبار والأتربة. * خاصية التفاعل الضوئي: وهي عدسات يختلف درجة غمق لونها بمقدار تعرضها للأشعة فوق البنفسجية، فتغدو غامقة عند التعرض لأشعة الشمس وصافية عند دخول المنزل أو المكتب مثلاً. لكن مع مراعاة أن سرعة تحول اللون إلى الدرجة الغامقة هي 30 ثانية، وهي أكبر من سرعة التحول نحو اللون الصافي، التي قد تستغرق خمس دقائق. وكل هذه العناصر الخمسة الأخيرة، من الثاني حتى السادس، لا علاقة لها ولا قدرة لديها في الحماية من الأشعة فوق البنفسجية. * درجة اللون ونوعه في عدسات النظارة الشمسية اختيار اللون ودرجة غمقه في عدسات النظارات الشمسية، يخضع عادة للمزاج أو الموضة أو الحاجة في الاستخدام. وتزويد العدسة بقدرة على منع الأشعة فوق البنفسجية من النفاذ لا علاقة له لا باللون ولا بدرجته، لأنها طبقة شفافة تُضاف للعدسة. واختيار اللون له اعتبارات حسب المراد من استخدام النظارة الشمسية. اللون الأخضر يُعطي درجة من تباين ألوان الأشياء المرئية وإبراز الفرق فيما بينها، دون تشويش في الألوان. ولذا هو الأفضل في الاستخدامات المتكررة والطويلة وفق ما تراه الأكاديمية الأميركية لطب العيون. واللون الرمادي لا يُعطي تبايناً ولا تشويشاً فيها. وبالرغم من أن العدسات البنية تُقدم أفضل تميز للألوان وأفضل عمق في استقبال العين لها إلا أنها تؤثر بدرجة كبيرة على قدرة لون الشيء المرئي في التعريف بنفسه لعين الإنسان. والأصفر يقدم الأفضل في فهم العين لألوان الشيء المرئي إلا أنه يُنشئ تشويشاً ضوئياً في العين. ش.أ