حدثان مهمان شهدتهما الساحة الوطنية لا بد من التوقف عندهما: * الأول- رئيس الجمهورية يستغني عن حراسات الفرقة لمنزله ويستبدلها بقوات خاصة! * الثاني- مئات المدرعات والدبابات مع جنودها تحركت من صنعاء وتوجهت الى عدن! * * * الحدث الأول يعني أن خلافات الرئيس وعلي محسن وصلت الى أقصاها، وأن الثقة بقوات الفرقة أصبحت معدومة. وان الرئيس قلق من عمل ما قد يستهدف حياته... أما ما يقلقني شخصياً هو موقف المجتمع الدولي من تمرد علي محسن على قرارات الرئيس. حيث تعونا في عدة مواقف سابقة أن تتدخل امريكا وبن عمر والاوروبيين في مثل هذه المواقف ونسمع تصريحات وتهديدات لكن رغم طول فترة الخلافات لم نسمع شيء... المعلومات التي عندي هي ان السعودية داخلة في اللعبة في صف علي محسن لانه ذراعها الذي تبطش به بالحوثيين ويحفظ لها طاعة المشائخ ويحمي نفوذها داخل اليمن. لذلك تضغط على الرئيس اما لابقائه بمنصبه او تعيين "القشيبي" بدلا عنه باعتباره نسخة طبق الأصل منه. وهذا يعني أن الرئيس فشل في نزع فتيل الازمة باقصاء قطبيها (علي محسن واحمد علي) وأنه سلم رقبته للاول بخديعة في ظل موافقة الثاني على التخلي من الحرس وانقلاب محسن على الاتفاق. وهذا يعني أيضا أن حرب سابعة مع الحوثيين قادمة لا محالة طالما وان السعودية تتبع سياسة طرد الربيع العربي من ساحتها بإشعال الحرائق في بيوت اشقائها مثل سوريا والاردن والعراق واليمن. فهم يعتقدون لو استقر الأمن في هذه الدول لن يجد آلاف المجاهدين السعوديين ملاذا غير بلدهم. اما المجتمع الدولي بلع لسانه لان مصالحه مع السعودية، وايضا مع بقاء تجار الحروب في اليمن لتسهيل تمزيقها واعادة تشطيرها والحصول منهم على مكاسب سياسية واقتصادية، فتجار الفتن لايترددون عن التفريط بأي شيء واولها ارواح الشعب والسيادة الوطنية! * * * أما الحدث الثاني... فالقوات المدرعة تحركت منتصف ليل يوم الاثنين من صنعاء والذين رأوها قدروها باكثر من 150 مدرعة ودبابة اكد جنود فيها انهم متوجهون الى عدن. واضح جدا انها رد فعل على ماحدث يوم التصالح والتسامح في الجنوب حيث لم يعد هناك علم واحد لدولة الوحدة فالكل رفع علم الانفصال. لكن تحريك هذه الدروع وربما اخرى من مناطق لم نراها يعني ان الدولة وضعت خيار الحرب كأحد حلول منع الانفصال. وهذا خطير جدا لأن كثيرا من اطراف الازمة يتمنون انفجار اي حرب لتتعطل بها كل الاتفاقيات والتسويات ويعود السلاح والمليشيات والفوضى الى الواجهة. كذلك لاذلال النظام باملاءاتهم بعد تقديم انفسهم كحماة للوحدة. وعليه فانهم هم من سيدفعون بالاحداث لترجيح خيار الحرب، خاصة مع وجود محافظين من الاخوان على بعض المحافظات الجنوبية. بالاضافة الى ان الحرب فرصة للهروب من الانتخابات المقررة 2014م. والتي تخافها كثير من القوى تحاشيا لافتضاح صغر حجمها. * * * ماذا ينتظرنا.....!؟ كل شيء يشير الى ان بلادنا ستنزلق الى العنف الشديد. فالاصرار على دعم بقاء تجار الحروب يعني هناك دور بانتظارهم... والصمت الدولي على تمرد علي محسن يعني ضوء اخضر له للتصعيد... وحديث السفير الامريكي قبل يومين عن دعم ايراني ضخم لعلي سالم البيض يعني دعوة لدول الخليج لدخول المواجهة في الجنوب... وتحريك الجيش نحو الجنوب يعني قبول الدعوة... واشتعال اي حرب ضد الحوثيين او الحراك يعني ان القاعدة سترفع الاذان ب"حي على الجهاد" في قلب العاصمة والمدن.. والباقي كلكم تستطيعون تخيله!! عندما يتحول تجار الحروب ومهربي السلاح واخطبوطات النهب والفساد الى "قادة ثورة" بصنعاء.. ويعود قادة مجازر الجنوب لينصبوا انفسهم "زعماء تحرير" في عدن.. وعندما يتحول اعلامنا الى جوقة مطبلين ومزمرين يسترزقون على فضلات موائدهم فاعلموا ان مصيرنا والوطن أصبح بيد الشيطان.. ولا حول ولاقوة إلا بالله!!!