أثارت معلومات أمنية كشفتها السلطات الإيطالية خلال اليومين الماضيين للسلطات اليمنية حول عمليات غسيل أموال تم تمريرها عبر اليمن قلق الحكومة اليمنية بشأن أنشطتها المبذولة على هذا الصعيد خلال الأعوام الماضية. وبحسب مصادر مطلعة ل"نبأ نيوز" فإن الحكومة الإيطالية أشعرت اليمن بأن خلية "ميلان" التي تم القبض عليها في ساعة مبكرة من يوم الاثنين الماضي في إيطاليا قامت بتحويل نحو (1.6) مليون دولار عبر بنوك إلى جماعات إرهابية في عدة دول- في مقدمتها اليمن، وأن حوالي (405.000) دولار أخرى تم تهريبها بشكل نقدي إلى اليمن، والجزائر، والسعودية، والإمارات- وجميع هذه الأموال تهدف إلى تمويل عمليات إرهابية في هذه البلدان. وقالت المصادر: أن هذه المعلومات أثارت قلقاً كبيراً لدى السلطات اليمنية، حيث وأن المجموعات الإرهابية التي تم ضبطها أو قتلها خلال الأسابيع القليلة الماضية لم تكشف التحقيقات عن تلقيها تمويلات مالية من جهات أوروبية- سواء كان ذلك من إيطاليا أو غيرها؛ وهو ما يعني إنها ذهبت إلى خلايا أخرى لم يتم الكشف عنها بعد. أما الأمر الثاني الذي أثار القلق – بحسب المصادر ذاتها- وهو أن جميع تقارير أنشطة غسيل الأموال خلال العامين الماضيين لم تكشف عن عمليات تمرير أموال عبر بنوك يمنية أو دولية عاملة في اليمن؛ كما أن جهات دولية تساعد اليمن على نفس الصعيد سبق أن أكدت في تقاريرها عدم ضبط أو الاشتباه بأي عملية غسيل أموال في اليمن. الجدل الذي دار بشأن المعلومات الإيطالية خلال اليومين الماضيين نقل الموضوع أمس الثلاثاء إلى طاولة مجلس الوزراء في اجتماعه الأسبوعي. حيث ناقش عبد القادر باجمال – رئيس الوزراء- مجلس الوزراء تقريراً قدمته لجنة مكافحة غسيل الأموال حول الأعمال التي أنجزتها اللجنة خلال الفترة الماضية من العام الجاري، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة فيما يخص الجوانب التنفيذية والترصدية لأنشطة غسيل الأموال بالإضافة إلى نشاط اللجنة على المستوى الخارجي والتنسيق القائم مع دول العالم في جانب مكافحة غسيل الأموال والأنشطة الإرهابية المتصلة بها. وقد كشف رئيس الوزراء بأن نتائج التحقيقات في جميع العمليات الإرهابية التي ضبطتها صنعاء كشفت عن الارتباط الوثيق بينها وبين عمليات غسيل الأموال؛ وهذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها الحكومة اليمنية بوجود عمليات غسيل أموال. وعلى ضوء ما تم تداوله الثلاثاء في جلسة الحكومة، والتقارير التي تمت مراجعتها بسرية أصدر عبد القادر باجمال توجيهات مباشرة إلى البنك المركزي اليمني بتشديد إجراءات الرقابة على كافة الجهات التي يتعامل معها بدون استثناء أية جهة مهما كانت صفتها، وتطبيق جميع اللوائح والقرارات الصادرة بهذا الشأن بحذافيرها- بما في ذلك توفير كافة المعلومات الخاصة بالضبط الدفتري والمحاسبي والمعاملات المالية والمصرفية. جدير بالذكر أن الأجهزة الأمنية اليمنية حققت خلال الأسابيع القليلة الماضية إنجازات غير مسبوقة على صعيد مكافحة الإرهاب ضمكن سلسلة عمليات استهلتها بإحباط محاولتين انتحاريتين لتفجير منشآت نفطية في كلاً من مأرب وحضرموت في عمليتين منفصلتين، ثم إلقاء القبض على خلية صنعاء الإرهابية، وأعقبتها بيوم واحد بالقبض على حسين الذرحاني الذي وصفته بالإرهابي الخطير. وبعد بضعة أيام من ذلك ضبطت عربة متفجرات كانت متوجهة الى بني حشيش التابعة لمحافظة صنعاء، واختتمت الأسبوع الماضي أنشطتها بقتل فواز الربيعي الموصوف بالعقل المدبر للقاعدة في اليمن، وكذلك محمد الدليمي من نفس التنظيم والقبض على ثالث تجري التحقيقات معه حالياً أملاً في الوصول إلى معلومات تقود اليمن إلى إغلاق ملف تنظيم القاعدة فيها بصورة نهائية.