يجتذب سوق صنعاء القديم العديد من المتسوقين لما يتضمنه من تحف ومعروضات أثرية. وتشمل معروضات هذا السوق التاريخى الحلى الفضية والمصوغات اليمنية التراثية والعسل اليمنى المتميز والأعشاب اليمنية المشهورة بقدراتها الشفائية، بالإضافة إلى سجاجيد الصلاة المصنوعة يدوياً بألوانها المميزة. وأشهر هذه المعروضات التى تجتذب الزوار العرب والأجانب على حد سواء الخناجر اليمنية القديمة المسبوكة يدوياً، والتى تمثل صناعة تاريخية فى اليمن القديم، يتوارثها الأجيال أباً عن جد، فهى حرفة أمهر الصناع وأشهرهم، والذين أتوا الى دبى ليعرضوا مهاراتهم المدهشة فى أجواء المهرجان، فكل خنجر يصنعونه هو تحفة فنية فريدة من نوعها، مصنوعة بكثير من الدقة والصبر والأناة. ومع أن اليمن تحولت إلى مدينة عصرية منذ استقلالها عن بريطانيا فى 1967 ظلت الأسواق القديمة محافظة على شعبيتها باعتبارها مقصداً سياحياً مهماً، ومن هذا المنطلق استقطب مهرجان دبى للتسوق هذا السوق التاريخى ضمن فعالية "بازارات من العالم". وتعتبر العاصمة اليمنيةصنعاء واحدة من أجمل المدن فى العالم، فطابعها المعمارى ليس له نظير، ومناخها معتدل طيلة العام، ووصفها الكثير من المؤرخين والأدباء بأجمل الأوصاف، وتغزّل بها الشّعراء، واعتبرتها "اليونيسكو" جزءا من التّراث العالمى الإنساني، وأعلنت حملة دوليّة لحمايتها وصيانتها. وعلى الرغم من ان نسمات الحداثة لا تنى تهب على المدينة الا انها ما تزال مدينة تراثية بالدرجة الأولى. وتضمّ صنعاء القديمة الكثير من المواقع الأثرية ومن أهمّها "السماسر" المنتشرة فى الأسواق المركزيّة، وهى مبانٍ ذات أشكال مختلفة ووظائف متنوّعة، ولكنها ترتبط جميعاً بالنشاط التّجاري. وعرفت اليمن ظاهرة بناء السّماسر قبل الإسلام بزمن طويل، واستمرّت هذه الظّاهرة فى العصور الإسلامية بمراحلها المختلفة، ونظراً لارتباط مبانى السّماسر بالحركة التّجاريّة الموغلة فى القدم فإنّ هذه المبانى ظلّت مستعملة باستمرار ولم تتوقّف عن أداء وظائفها، الأمر الذى جعلها تحتاج بين الفترة والأخرى إلى أعمال الإضافة والتّرميم. كان بعض السماسر يستخدم لتخزين البضائع، وبعضها الآخر لتبادل الذّهب والنقود والعملات الفضّية، كسمسرة محمد بن حسن، بالإضافة إلى السماسر التى كانت مخصّصة لتجارة الجملة مثل سمسرة الميزان المخصصة لوزن البنّ والقشر وهى بمثابة المركز الحكومى للجمرك. ويمكن للمرء ان يشترى من أسواق صنعاء كل شيء تقريبا بما فى ذلك مختلف أنواع الأسلحة الفردية التى يعد حملها جزءا من "زينة الرجال". وهناك سماسر أخرى مثل سمسرة يحيى بن ثابت التى بنيت فى عهد سيف بن ذى يزن كما تذكر بعض المصادر التّاريخيّة، وسمسرة يحيى بن قاسم الفوداني. ومن السماسر ما هو مخصص لإيواء المسافرين، إذ وفّرت هذه السماسر غرفاً لنومهم وأماكن لدوابهم ومنها سمسرة وردة فى سوق البهائم وسمسرة العمراني، وسمسرة الصيرفي، وسمسرة البوعانى الواقعة فى سوق المبصاطة. وسماسر الإيواء هذه، والتى لعبت دور الفنادق قديماً، أصغر من السماسر المستخدمة لأغراض التجارة، ولكنها تتشابه معها فى التصميم المعماري. وكان المشرف على سمسرة الايواء يسمى المقهوى لأنه يحضّر القهوة للمسافرين. واستخدم الحجر بكثرة فى بناء السماسر وخاصّة فى الطّابق الأوّل، واستخدمت الأحجار الرمليّة فى بناء بعض السماسر، كما استعمل الطابوق فى بناء الطوابق العليا، أما الزخارف التى تعلو السماسر فاستخدم فيها الياجور. وكان الطابق الأرضى فى السمسرة مخصصاً للحيوانات ويتضمن غرفاً لحفظ البضائع، بينما خصصت الحجرات العلويّة فى الطابقين الثانى والثالث لسكن التّجار. وكانت تضاء عن طريق نوافذ مفتوحة على الخارج، أو بواسطة فتحات صغيرة فى السّقف، وكانت السماسر مزوّدة بخزّانات لمياه الشّرب. وكان لكلّ سمسرة فناء مركزى تدور حوله بقيّة أجزاءالمبنى وحارس يتحكّم بعمليّة الدّخول إلى السّمسرة والخروج منها من غرفته الواقعة عند مدخل السّمسرة. وفى الثّالث من مارس-آذار ،1988 وبتمويل من "اليونسكو"، بدأ مشروع ترميم سمسرة محمد بن هاشم المنصور التى تعرف الآن باسم سمسرة النحاس، لتكون مركزاً وطنيّاً لتطوير الحرف اليدويّة. وتتكوّن هذه السّمسرة من خمسة طوابق يستخدم الأرضى منها لعرض المنتجات الحرفيّة والمشغولات اليدويّة وبيعها، وتوجد فى الطّابق الأوّل معامل صياغة الفضّة والأحجار الكريمة، وفى الثّانى تعرض منحوتات خشبيّة ومجسّمات فضّية للعقود والبيوت اليمنيّة، فضلا عن صالة لعرض اللوحات التشكيلية والصّور الفوتوغرافيّة، وخصّص الطّابق الثّالث لإدارة المركز، بينما يبدو من الطّابق الرّابع منظر عام لمدينة صنعاء التّاريخيّة. وفى 1990 تبرّعت الحكومة الألمانيّة بترميم سمسرة المنصور المكوّنة من خمسة طوابق أيضاً لتصبح المركز الوطنى للفنون. ويحتوى الطّابق الأرضى محلاّت تجاريّة، وخصّص الطّابق الأوّل للمطبوعات السّياحيّة، وتقام فى الطّابق الثّانى معارض لفنّانين عالميين، كما تُعرض فيه صورٌ فوتوغرافيّة لمناظر من صنعاء القديمة وأخرى حديثة للمناظر نفسها، إلى جانب لوحات تشكيليّة أصليّة، ويحتوى الطّابق الثالث على لوحات لفنّانين يمنيين، امّا الطّابق الرّابع فيضمّ أماكن للطّباعة ومكاتب.